تنتسب قبيلة قريش كما هو مجمع عليه وباتفاق النسابين إلى نبي الله إسماعيل بن النبي إبراهيم،[4] جاء في صحيح مسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم»، قال ابن القيم في زاد المعاد في ما بعد عدنان من النسب: «إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل - عليه السلام».[5]
أقرب القبائل نسباً لقريش
أقرب القبائل نسبا لقريش هم بقية فروع قبيلة كنانة حيث أن قريشا عمارة من عمائر قبيلة كنانة وفرع منها، ثم تأتي بعدهم في القرابة لقريش قبيلة بني أسدوقبيلة عضل، ثم تأتي بعدهم قبيلة هذيل وهم أخوال قبيلة قريش وهكذا.[1]
وقد ذكر ابن خلدون جمعا بين القولين وشرحا لهما بقوله:[6]
النضر هو الذي يسمى قريشا. وإنما انتسبوا إلى فهر لأن عقب النضر منحصر فيه لم يعقب من بني النضر غيره فهذا وجه القول بأن قريشا من بني فهر بن مالك أعني انحصار نسبهم فيه وأما الذي اسمه قريش فهو النضر.
روي عن ابن عباس أن النضر كان في سفينة فطلعت عليهم دابة من دواب البحر يقال لها قريش فخافها أهل السفينة فرماها بسهم فقتلها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة وقيل لغلبة قريش وقهرهم سائر القبائل كما تقهر هذه الدابة سائر دواب البحر وتأكلها وقيل أخذًا من التقريش وهو التجميع سموا بذلك لاجتماعهم بعد تفرقهم وقيل لقرشهم عن حاجة المحتاج وسد خلته وقيل من التقاريش وهو التجارة.
و قيل أنهم سموا قريشا نسبة إلى أحد أجدادهم وهو قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة.[8]
كانت قريش قبل سكنها مكة المكرمة أصرافا متفرقين في ظاهر مكة ضمن قبيلة بني كنانة، معروفين باسم بني النضر حتى جمعهم وأسكنهم بها قصي بن كلاب، ولهذا يقال لقصي قريش الأصغر ومجمع قريش وهو قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وقد أسكن قريشا مكة بعدما أخرج منها قبيلة خزاعة، وبني بكر من قبيلة كنانة، وبني صوفة وهو الغوث بن مر أخو تميم جد قبيلة تميم، وذلك بمعونة من معه من بني النضر بن كنانة وبمعونة أخيه من أمه رزاح بن ربيعة العذري القضاعي،[9] وفي ذلك يقول الشعراء:[10]
قريش البطاح، وهم الذين يسكنون الأبطح أو بطحاء الحرم، حول البيت، ويسمون أيضاً بقريش البواطن، لأنهم يسكنون في بطن مكة بين أخشبيها. وقريش البطاح هم جميع ولد كعب بن لؤي.
قريش الظواهر، وهم الذين لم يسمح لهم قصي بدخول الأبطح فبقوا في ظاهر مكة، وكانوا بادية حول مكة، يغيرون على غيرهم.
بنو الحارث بن لؤي ودخلوا في بني هزان من قبيلة عنزة ويعرفون باسم بني جشم.
بنو الصلت بن مالك بن النضر وقيل أنهم بنو مليح بن عمرو من خزاعة.
بنو يخلد بن النضر ودخلوا في بني عمومتهم قبيلة كنانة.
ذكرت قريش باسمها في القرآن الكريم في سورة قريش: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ٢ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤﴾.[18]
وقال النبي محمد: « قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى».[19]
ودخل النبي محمد بيتا فقال: « هل في البيت إلا قرشي ؟» فقالوا: «لا، إلا ابن أخت لنا». فقال:« ابن أخت القوم منهم، إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».[20]
وقال النبي محمد: « الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم».[21]
وقال النبي محمد: « إن الله اصطفى كنانة من ولدِ إسماعيل. واصطفى قريشًا من كنانة. واصطفَى من قريش بني هاشم. واصطفاني من بني هاشم».[22]
وقال النبي محمد: « فضل الله قريشا بسبع خصال، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضلهم بأنهم نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي لإيلاف قريش، وفضلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسقاية».[23]
الخلافة الراشدة: أول من أسس الإمارة لقريش هو أبو بكر الصديق وذلك أنه بعد وفاة النبي قالت الأنصار: «منا أمير ومنكم أمير»،[24] فقال لهم أبو بكر الصديق بعد أن ذكر فضائلهم ومناقبهم في الإسلام: «أما بعد يا معشر الأنصار فإن كل ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا. يامعشر الأنصار إنا والله ماننكر فضلكم، ولا بلاءكم في الإسلام، ولا حقكم الواجب علينا، ولكنكم عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب ليس بها غيرهم، وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم، فمنا الأمراء ومنكم الوزراء، فاتقوا الله ولا تصدعوا الإسلام وإني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة»،[25] ثم اتفق الناس على أبي بكر وبايعوه وفي الحديث (الخلافة في قريش مابقي من الناس اثنان).[26]
إمارة بستك العباسية: تأسست عام 1673 على يد الأمير عبد القادر بن الحسن أحد أحفاد هارون الرشيد. شملت منطقة الأهواز وضفاف الخليج العربي على الجانب الإيراني من الخليج. توالى على حكمها أحد عشر أميرًا حتى قضى عليها شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1967.
قبيلة قريش اليوم في الطائف حيث أنه لما ضاقت بهذه القبيلة مدينة مكة المكرمة إختارت الانتقال لمدينة الطائف المجاورة لمكة وهي قبيلة النبي محمد وهي تسكن اليوم الطائف ونواحي مكة المكرمة وقد بين نسبة هذه القبيلة العالم عبد الستار الدهلوي في كتابه تحفة الأحباب في بيان اتصال الأنساب.[5][29]
تاريخ قريش: دراسة في تاريخ أصغر قبيلة عربية جعلها الإسلام أعظم قبيلة في تاريخ البشر، حسين مؤنس، الدار السعودية، جدة، الطبعة الأولى، 1408هـ/1988م.
التبيين في أنساب القرشيين، موفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي، تحقيق وتعليق: محمد نايف الدليمي، المجمع العلمي العراقي، بغداد، الطبعة الأولى، 1402هـ/1982م.
جمهرة نسب قريش وأخبارها، (مجلدين)، الزبير بن بكار، شرح وتحقيق: محمود محمد شاكر، دار اليمامة، الرياض، الطبعة الثانية، 1419هـ/1999م.
نسب قريش، (3 مجلدات)، أحمد الجدع، دار الضياء، عمّان، 1421هـ/2000م.
نسب قريش، أبي عبد الله بن عبد الله بن المصعب الزبيري، نشر وتعليق: ا. ليفى بروفنسال، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، 1373هـ/1953م.
أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (٣٨٤ - ٤٥٦ هـ)، ابن حزم (1962). جمهرة أنساب العرب. دار المعارف - مصر. ص.464. مؤرشف من الأصل في 2024-03-02.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
محفوظ بن محمد عمر (1388هـ-1969م). إمارة بهدينان العباسية(PDF). جمهورية العراق: مطبعة الجمهورية. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2021-08-05. اطلع عليه بتاريخ العباسي.{{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة) و|موقع= تُجوهل (مساعدة)