From Wikipedia, the free encyclopedia
آباقاخان ( فبراير 1234 - همذان ، 1 ابريل 1282 ) ، سماه المؤرخين بالعربى " أباغا " .[5] ، تانى ايلخانات فارس ، اتنصب ايلخان على مغول فارس بعد موت أبوه هولاگوخان ، و حكم من سنة 1265 لسنة 1282. مراته دسبينا ( ماريا باليولوجينا ، و كانت بنت مش شرعيه للامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوجس ) كانت مسيحيه نسطوريه زى " توقوز خاتون " ( دوقوز خاتون ) مرات أبوه هولاكو ، فكان ميال للمسيحيين و عمل علاقات كويسه مع الصليبيين فى أوروبا. لكن ما نجحوش فى فى عمل تعاون جامد فى صراعهم ضد مصر. و قدر الظاهر بيبرس يوقف طموحاتهم. آباقا قدر يصد هجوم جيش الخطا الچغتايين فى الشرق ( 1270 ) ، و اتصف حكمه بالاستقرار و تخفيض الضرايب. حكم سبعتاشر سنه و اربع تشهر [6]
| ||||
---|---|---|---|---|
(باللغه مونجولى: ᠠᠪᠠᠭᠠ ᠬᠠᠨ) | ||||
معلومات شخصيه | ||||
الميلاد | 27 فبراير 1234 [1][2] | |||
الوفاة | 1 ابريل 1282 (48 سنة)[3][1][2] | |||
مواطنه | امبراطوريه مغوليه | |||
الزوج/الزوجه | ماريا باليولوجينا | |||
ابناء | ارغون خان ، وجايخاتو | |||
الاب | هولاكو [4] | |||
اخوه و اخوات | ||||
الخدمة العسكرية | ||||
المعارك والحروب | الحمله الصليبيه التاسعه | |||
تعديل مصدري - تعديل |
آباقاخان كان اكبر و لاد هولاكو. امه كانت " ييسونجين خاتون ". آباقا اتجوز ستات كتيره و كان عنده محظيات عددهم كبير جداً. اتجوز " دورجى خاتون " و لما ماتت اتجوز " نوقدان خاتون " من قبيلة التتار و اتجوز بنت السلطان " قطب الدين الكرمانى " ، و " دسبينا " اللى كان اسمها الأصلى " ماريا باليولوجينا " ، و كانت بنت مش شرعيه للامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوجس Michael Palaeologus ، و ستات تانيه كتيره.
لما مات ابوه هولاكو ، كان آباقا فى حته جنب " خراسان " ، فسد المغول الطرق و منعوا تحرك أى حد من مكان لمكان ، و دى كانت من عاداتهم لما يموت كبيرهم ، و بعتوا يجيبوا آباقا بصفته الإبن الاكبر لهولاكو و ولى عهده. فلماوصل و خلصوا مراسم العزا ، اجتمعت العيله و الامرا ،و اتشاوروا فى موضوع تنصيبه. آباقا ماكانش عايز يتنصب و قالهم حد من إخواته ممكن يتنصب بداله ، لكن اخواته رفضوا ، و ركعوا قدامه و قالوا له " ده احنا عبيد ، و بنعتبرك فى منزلة ابونا " ، فلما قالهم انه ما يقدرش يتنصب من مش امر الخان الأعظم " قوبيلاى قاآن " قالوا له : " ده انت سيد كل الأنجال ، و انت ليك درايه كبيره بالقوانين و الأحكام القديم منها و الجديد ، و هولاكو اختارك فى حياته ولى للعهد ، فإزاى واحد بدالك يقعد ع العرش ! ". وقعدوه على العرش فى " جغان ناور " من اعمال " براهان ".
لما اتنصب أباقا الموقف فى منطقه البحر المتوسط كان متعقد و واخد شكل جديد بعد التغييرات السريعه اللى حصلت بعد ما الحملة الصليبيه السابعه بتاعة لويس التاسع اتغلبت فى مصر ، و بعد هزيمة المغول على ايد المصريين فى معركة عين جالوت سنة 1260. بعد ما لويس اتغلب انتهى عصر الدوله الأيوبيه و طلع الأيوبيه من مسرح الأحداث فى المنطقه ، و بقوا المماليك هما حكام مصر ، و قدروا انهم يغلبوا المغول و يطردوهم من سوريا و الشام اللى دخلوهم ضمن منطقة حكمهم و حكموهم بالنواب من قلعة الجبل فى القاهره ، و بقى يتعمل لهم الف حساب. المغول و الصليبيين فضلوا متربصين بمصر بس مش قادرين يهوبوا ناحيتها ، و معاهم فى صفهم كان ارمن كليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ) و امارة انطاكيه و سلاجقة الروم فى اسيا الصغرى اللى كانو بقوا ضعفا و تابعين للمغول من ايام هولاكو.[7]
لما اتنصب آباقا كان اللى بيحكم مصر السلطان الظاهر بيبرس اللى كان معروف عند المغول باسم " ركن الدين البندقدار ". بيبرس كان لعب دور كبير فى معركة المنصوره و اسر لويس التاسع بعدها فى فارسكور ، و كان قائد طلايع الجيش المصرى فى معركة عين جالوت و لعب دور ضخم فى هزيمتهم و وقف زحفهم. لويس التاسع شن حمله عسكريه على تونس سنة 1270 و كان هدفه مش تونس لكن مصر. كانت خطته انه يستولى على تونس و يعمل قاعده صليبيه فيها ينطلق منها لغزو مصر لكن القدر ما أسعفهوش و مات هناك قبل ما الظاهر بيبرس يبعت له الجيش المصرى اللى جهزهوله. بالنسبه للمغول ماكانوش قادرين يوصلو لمصر لكن سوريا و الشام كانت جنبهم و ممكن يشنوا غارات عليها قبل الجيش المصرى ما يوصل. الصليبيين و المغول كانو على اتصال ببعض و بيحاولوا يعملوا تحالف ضد مصر. آباقاخان كان متجوز ست مسيحيه نسطوريه و كان متعاطف مع الصليبيين ، لكن محاولة التحالف العسكرى بين المغول و الصليبيين ضد مصر ما نجحتش ، و ما قدروش يعملوا حاجه أكتر من تبادل الرسايل و المقترحات و بعت الهدايا لبعض.
بيبرس فى الفتره وجه ضربات موجعه للصليبيين فى ساحل فلسطين و حيدهم و اجبرهم على مهادنته عشان يتفرغ للمغول. لمدة عشر سنين من 1261 ل1271 فضل بيبرس يهاجم مدن الصليبيين و حصونهم .[8] ، و فى نفس الوقت كان بيحارب المغول و حشاشين الشام و أرمن كيليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ). و من ناحيه تانيه ببراعته الدبلوماسيه قدر يألب المغول على بعض. و انضم لحلفه بركاى خان بن جوجى ( بركه خان فى الكتب العربيه ) ملك القبيله الدهبيه ( المغول الشماليين او مغول القفجاق ) اللى اعتنق الاسلام هو و قبيلته و دخل فى حروب مع ايلخانات فارس . فى عهد بيبرس هرب مغول من فارس على مصر فاكرمهم و سكنهم فى القاهره و ضم منهم ناس لجيشه. المغول دول دول اتعرفوا فى مصر باسم " المغول الوافديه ". و كانت ليه علاقات كويسه مع ميخائيل باليولوجس Michael Palaeologus امبراطور الدوله البيزنطيه اللاسكاريه ( بلاد الأشكرى فى المراجع العربيه القديمه ) ، و مع منفرد هوهنشتاوفن Manfred Hohenstaufen امبراطور الدوله الرومانيه الغربيه و ملك صقليه ، و مع الجمهوريات الايطاليه ، و مع سلطان و سلاجقة الروم اللى كانو تابعين للمغول لكن ضعفا و متذبذبين. هدف بيبرس بالعلاقات دى كان ان القوى الصديقه دى تمنع مرور أى مدد للصليبيين ، و تمنع اى تحالف بين المغول و الصليبيين و وقف جيوش المغول اذا فكرت فى التقدم عشان تساعد الصليبيين [9]
بعد آباقا ما اتولى الحكم حارب بركاى خان فى ربيع 1266 جنب أكسو ، و اضطر يهرب و يدمر الكبارى اللى بناها على نهر " كر " عشان بركاى ما يقدرش يعديله و فضل الجيشين مواجهين بعض على شطين النهر لمدة اسبوعين من مش ما حد يقدر يعدى للتانى ، و لما بركه حاول يعدى فى نقطه شرق تيفليس ( تبيليسى دلوقتى ) اتوفى فى السكه ، و المعركه انتهت على كده .[10]
آباقا بعت لبيبرس هدايا و طلب منه الصلح لكن بيبرس رفض لإنه كان فاهم إن دى كانت مجرد مناوره لكسب الوقت لغاية ما يقدر يخش الشام .[11] جواب اباقا اللى طلب فيه الصلح كان بلهجه تهديديه و قال لبيبرس فيه : " و أنت لو صعدت الى السماء ، او هبطت الى الارض ما تخلصت منا ، فالمصلحه أن تجعل بيننا صلحاً ". فرد عليه بيبرس بقوله لرسول آباقا : " اعرف أنى وراه بالمطالبه ، و حا احسن وراه لغاية ماأنتزع من ايده كل البلاد التى استحوذ عليها ".[7]
الخطر التانى اللى واجه آباقاخان جاله من الشرق من بلاد الخطا الچغتايين فى وسط اسيا .[12] " براق " خان الچغتايين اتحالف مع قريبه " تكودار اغول " ضد آباقا. تكودار اللى كان له فرقه عسكريه جوه فارس من ايام هولاكو حاول فى 1269 يهرب بعساكره عن طريق ممر دربند عشان ينضموا لقوات براق ، لكن قوات مواليه لآباقا بقيادة " شيرامون نويان " و غيره اتنبهت ليهم و قطعت عليهم الطريق و اشتبكت معاهم لغاية ما استسلموا. لكن براق عدا نهر اوكسوس ( بيتسمى نهر امو دريا و نهر جيحون ) فى ربيع 1270 فطلع آباقا بنفسه على راس جيش و اشتبك معاه جنب " هراة " فى 22 يوليه 1270 و اتغلب جيش الچغتايين بالكامل و هرب براق بشوية عسكر فضلوا معاه و بكده قدر آباقا يأمن الحدود الشرقيه بتاعة مملكته [13][14]
بعد ما آباقا رجع من المعركه و صل من القاآن ( الخان الاعظم ) فرمان تنصيبه و التاج ، فاتنصب مره تانيه فى مدينه جغاتو و اتعملت احتفالات .[15]
فى سنه 1272 امر آباقا قواده " بيسودر أغول " و " نيكبى بهادر " و " چارود " و " إلادو " بمهاجمة مدينة بخارا ( بخارى ) فى الخطا ، فهاجموا مدينة كش و بعدين حاصروا بخارى و دخلوها و قعدوا لمدة اسبوع يدمروا فيها و ينهبوها و يحرقوا مبانيها و مدارسها و مكتباتها ، و قتلوا الالاف من سكانها و عملوا مدابح رهيبه و كانو عايزين يحرقوها بالكامل لولا انهم سمعوا ان فيه جيش چغتايى جى فى السكه فاضطروا ينسحبوا و يهربوا بالاسرى و السبايا و قتلوا منهم 50 الف فى السكه و هما بيهربوا. فضل المغول يشنوا هجمات سريعه على بخارى لمدة تلت سنين لغاية ما اتدمرت بالكامل و ما عش فيها و فى نواحيها حد لمدة سبع سنين .[16]
استغل آباقاخان الهدوء على الجبهه الشرقيه فى شن هجمات كر و فر على حدود سوريا لكن ما استغلش الموضوع لشن هجمات كبيره .[17]
فى صيف 1270 لويس التاسع ملك فرنسا شن الحمله الصليبيه التامنه على تونس بهدف تحويلها لقاعدة يهاجم منها مصر ، و ده كان مخالف للى جه فى الجوابات اللى اتبادلها آباقا مع بابا الكاتوليك كليمينت الرابع (1268-1267) بخصوص خطه لمحاصرة الجيش المصرى بين الصليبيين و المغول عن طريق انزال جيش صليبى فى مصر او سوريا .[18] و بعد ما مات لويس فى تونس ادوارد ملك انجلترا اللى كان معاه فى تونس طلع على عكا ( الحمله الصليبيه التاسعه ) و اول ما نزل بعت طوالى مراسيله لآباقا و رد عليه آباقا بجواب قاله فيه انه بعد تفكير قرر انه يبعت له جيش ضخم بقيادة سماغار عشان يساعده و طلب منه انه يتفق بالظبط على اليوم اللى حا يهاجم فيه الاعداء. نتيجة الاتصلات دى شن ساماغار و السلاجقه هجوم يوم 20 اكتوبر 1271 على شمال سوريا. بيبرس اللى كان متوقع الهجوم كان فى الوقت ده فى سوريا فطوالى بعت جاب قوات من مصر و جهز جيشه و طلع بيه على الشمال و لما شاف المغول بيبرس هربوا وبكده انتهت امكانية حصول تعاون عسكرى بين المغول و الصليبيين فى المرحله دى [19]
استمرت الإتصالات و المراسيل رايحه جايه بين المغول و الصليبيين بهدف التحالف و محاصرة مصر فى جنوب البحر المتوسط. فى مايو 1274 انعقد مجلس الكنايس فى ليون بإشراف بابا الكاتوليك جريجورى العاشر اللى كان مهتم بمستقبل الأراضى المقدسه و عايز يوحد الكنايس الكاتوليكيه و اليونانيه ، و تحضير حمله صليبيه جديده. المغول حضروا الإجتماعات و وفدهم كان بيضم الدومينيكانى ريتشارد مترجم آباقاخان. جواب آباقا للمجلس اتكلم عن العلاقات المغوليه-اللاتينيه و ان آباقا بيتمنى يعمل تحالف مع اللاتين ضد المصريين ، و بعد ما اتقرى الجواب ، صلى بابا الكاتوليك و اتمنى ان آباقا ينضم للكنيسه الكاتوليكيه ، و وعد بانه حا يبعت رسل لأباقا يقولوله هو اهله عن حاجات روحانيه قبل ما يبعت جيش صليبى فى أسرع وقت ممكن. اتنقل جواب آباقا لانجلترا و اتقرا ع الملك ادوارد الاول اللى رد عليه فى بداية 1275 بمديح لآباقا ، و عبر عن امانيه ان بابا الكاتوليك يحضر حمله بسرعه ، و قال ان بمجرد الحمله ما تجهز حاينضم ليها. فى أواخر سنة 1976 وصل روما مبعوثين جداد من المغول ( جون و جيمس فاسالى ) و معاهم جواب من آباقا لجون الواحد و عشرين ، اللى بقى بابا الكاتوليك بعد ما مات جريجورى سنة 1276 ، و طلب آباقا فى الجواب ان اللاتين يشنوا هجوم على الاراضى المقدسه ، و وعد بتقديم مساعدات لوجوستيه و بتدخل عسكرى مباشر لما توصل الحمله ، و بعد الرسل ما سلموا الجواب للبابا فى روما راحوا على فرنسا و انجلترا و سلموه لفيليب التالت و ادوارد الاول ، و لادوارد كان فيه اضافه خاصه بيه قدم فيها آباقا اعتذاره على انه ماقدرش يساعده كويس سنة 1270 وقت الحمله الصليبيه التاسعه. لكن كل الكلام ده ما جابش نتيجه و كل اهتمامات البابا كانت منصبه على تحويل آباقا و المغول لكاتوليك .[20]
فى مصر، بيبرس كان على علم بالاتصالات دى ، و كان قلقان من حصول تحالف فيهجم الصليبيين على اسكندريه او دمياط فينشغل الجيش المصرى فى الدفاع عن مصر ، فيهجموا المغول على سوريا و ياخدوها ، لكن ده لحسن حظه و حظ سوريا ما حصلش. فرصة التحالف ضاعت على آباقا لما ما ساعدش الحمله الصليبيه التاسعه بتاعة الملك ادوارد ، فلو دخل المغول وقتها بكل ثقلهم فى المعركه كانو اربكوا الجيش المصرى ، لكن الحاح آباقاخان و جواباته الكتيره اللى بعتها للاتين بيوضح قد ايه كان مهتم بتوجيه ضربه قويه للظاهر بيبرس اللى كسر المغول فى معركة عين جالوت .[21]
السلاجقه كانو تابعين لحكم المغول من ايام هولاكو. فكر بيبرس فى توجيه ضربه للمغول هناك عشان يقضى على نفوذهم فيها. السلطه فى دولة السلاجقه فى الوقت ده كانت فى ايد " معين الدين سليمان البرواناه " ( البروانه كلمه فارسيه معناها الحاجب ). لما سمع معين الدين إن بيبرس بيتقدم على الشمال ، انضم ليه و راسله ، و فى سنة 1277 قامت المعركه اللى اتعرفت باسم معركة الأبلستين ، بين الجيش المصرى من جهه و سلاجقة الروم و المغول من جهه و انتصر بيبرس انتصار حاسم و كبير و دخل قيساريه عاصمة السلاجقه و دخل قصر السلطنه و قعد على عرش سلاجقة الروم و ضرب عمله باسمه و اتخطب باسمه . و بعد ما خلص بيبرس مهمته اللى دمرت دولة سلاجقة الروم راح ع الشام .[22] و بيحكى مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى إن المغول حطوا عوائق فى الطريق عشان يعيقوا حركة الجيش المصرى و هو راجع بقوله : " و قد وضعت العوائق فى طريق الفرسان المصريين فترجل كثير منهم " [23]
لما آباقاخان سمع باللى حصل اتصدم صدمه كبيره و جن جنونه ، فطلع بنفسه من تبريز على راس جيش و راح على بلاد الروم و نزل دبح و تقتيل فى الناس بحجة مساعدتهم لبيبرس و انضمامهم ليه و نهبت عساكره المدن و قبضوا على " معين الدين سليمان البرواناه " و قتلوه، و بعت آباقاخان جواب لبيبرس يهدده فيه و قاله : " فإذا كنتم تريدون لقاءنا و قتالنا فادخلوا الميدان و ثبتوا الأقدام. تعال لكى ترى سنانى ، وتنظر الى التواء عنانى. كنت جبلا فستنهار من اساسك ، و إن كنت حجرا فلن تستقر فى مكانك. فأين شاهدت المقاتلين ، يامن لم يسمع عواء الثعالب. و ان لم تأت جيوشنا مستعده لقتالك فى طليعة الشتاء ، و اذا امتدت نار غضبنا الى بلاد الشام ، فإنها بلا ريب هاتأتى على كل مالكم هناك من اخضر و يابس ، علشان الرب الأزلى قد وهب جنكيزخان و ذريته بلاد العالم ، و أدخل السراة المتمردين فى ربقة طاعتنا. و يخالف اهل الإقبال. تكون مخالفته دليلا على الإدبار " .[24]
بيبرس كان ناوى يرجع قيساريه تانى عشان يطلع منها المغول بإعتبارها بقت من املاك دولته لكن قبل ما يرجع مصر اتوفى فى الشام فى 2 مايو 1277 و اتسلم ابنه الملك السعيد بركه قان الحكم و امر بدفنه فى دمشق .[25] حكم السعيد بركه حوالى سنتين و بعدين اتعزل و اتحط مكانه أخوه الص مش سلامش اللى قعد حوالى تلت تشهر لغاية ما اتزاح هو كمان واتسلم الحكم سلطان كبير هو قلاوون الألفى. فى فترة حكم الملك السعيد و سلامش ما حصلتش مصادمات كبيره على حدود الشام. لكن فى عهد السلطان قلاوون ابتدى المغول ينشطوا. فى بداية اكتوبر 1280 هجم المغول بتلت فرق على حلب و هربت الناس على دمشق و من هناك قرروا يهربوا على مصر. من اللى قادوا الفرق المغوليه " بيدو " ابن طوغاى ابن هولاكو و " منكوتمر " ابن هولاكو و اخو آباقاخان ، فخرج من دمشق الامير ركن الدين إياجى بالعسكر و وصل من مصر عسكر بيقودهم الامير بدر الدين بكتاش و اتجمعوا فى حماه ، وبعت الامرا للامير سنقر الأشقر ، اللى كان وقتها منشق على قلاوون و عايز يستقل بالشام ، و طلبوا منه يبطل عراكه مع قلاوون و ينضم ليهم عشان يحاربوا المغول. المغول هجموا على ضواحى حلب و استولوا على عين تاب و بغراص و دربساك ، بعدين دخلوا حلب نفسها و قتلوا و نهبوا و خطفوا الناس و حرقوا الجوامع و المدارس و بيوت الامرا. وقعدوا هناك يومين يخربوا ، و بعدين خدوا اللى نهبوه و رجعوا على بلادهم . قلاوون اللى كان طلع بالجيش المصرى لما سمع ان المغول مشيوا رجع على مصر [26]
قلاوون عمل هدنه مدتها عشر سنين و عشر شهور و عشر تيام و عشر ساعات مع الصليبيين فى عكا و عمل هدنه تانيه مع طرابلس و بعدين راح على دمشق و هناك بعت له سنقر الأشقر يطلب الصلح فاتصالحوا و رجع على القاهره و عمل قلاوون معاهدات و اتفاقيات مع مغول القفجاق و امبراطور بيزنطه و صقليه و كاستييا و جمهورية جنوه و بكده آمن نفسه بقى متفرغ لآباقاخان .[27][28]
منگوتيمور اخو آباقاخان راح بجيش مغولى على قيساريه ، وعرف قلاوون من أسير مغولى إن المغول بيستعدوا لغزو الشام بحوالى 80 الف محارب ، فخرج قلاوون بالجيش المصرى و انضمت ليه قوات من الكرك بعتها الملك المسعود خضر ابن الظاهر بيبرس. الجيش المغولى كان متقسم على جيوش ، من ضمنها جيش بيتكون من حوالى 3000 فارس بيقوده آباقاخان اللى كان معاه حاكم ماردين ، راح على الرحبه و اتوقف هناك. طلايع جيش المغول كان بيقودها منگوتيمور ، و ابتدت الناس تهرب من حلف و حماه و حمص و هما مرعوبين لما شافت الطلايع. وراح قلاوون بجزء من الجيش على المرج و عسكر هناك و بعدين راح على حمص و معاه كل الجيش ، و وصل الامير سنقر الأشقر و الامرا الظاهريه ( امرا الظاهر بيبرس ). لما وصلت الأخبار ان المغول بيقربوا استخبى الناس فى جامع دمشق و فى المصلى بره دمشق و قعدوا يدعوا و يعيطوا ، و على الجبهه اتجهز الجيش و استعد للمعركه. جيش مصر كان فيه حوالى 800 من المماليك السلطانيه .[29]
وصل المغول لأطراف حلب و وقف آباقاخان فى الرحبه ، و راح منگوتيمور على عين تاب على راس جيش بيضم 50 الف محارب مغولى و 30 الف محارب كرجيين و روم و أرمن و صليبيين ، و هاجم حماه و خرب اماكن فيها.
بيقول مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى فى فصل " حكاية توجه آباقاخان لناحية الشام و اشتباك منگوتيمور مع المصريين " ان جيش المغول كان عرض صفوفه حوالى 20 كم .[30]
بدت المعركه فى صباحية يوم 29 اكتوبر 1281 ، و اصطدمت ميسرة جيش آباقاخان اللى كان بيقودها " اليناق " و " طايجو بهادر " و " هولاجو " و " قربوقاى " بميمنة جيش مصر صدمه جامده لكن العسكر صمدوا و ضربوا ميسرة جيش المغول ضربه جامده ، و دخلوا على القلب الموجود فيه منگوتيمور. لكن ميسرة الجيش ما صمدتش قدام ميمنه المغول اللى كان قوامها جيش " هندوقور " و بيقودها " مازوق آقا " ، وانكسر جناح القلب من جهة الشمال و جريوا المغول ورا العساكر لغاية حمص اللى قفلت أبوابها ، و فضلت عساكر منهم تجرى لغاية ما وصلو غزه و اتخضت الناس هناك. لا عسكر الميسره اللى هربوا و لا المغول اللى بيطاردوهم كانو دريانين ان عسكر قلاوون انتصروا فى الميمنه و ضربوا قلب الجيش المغولى و دمروه ، و ان منگوتيمور نفسه وقع من على حصانه و انجرح و هرب و وراه جيشه جزء هرب ناحية سلميه و الصحرا و جزء هرب على جهة حلب و الفرات. لما رجعت ميمنة المغول اللى كانو بيطاردوا العسكر المنهزم طلع عليهم قلاوون بقواته و قضى عليهم ، و بكده انتهت معركة حمص التانيه بنصر حاسم لقلاوون و هزيمه كبيره لآباقاخان اللى كان مستنى فى الرحبه و هرب على بغداد لما عرف إن جيشه اتغلب.[28][31][32]
طار الحمام و نزل فى القاهره ببشرة النصر الكبير ، ففرح المصريين و زينوا الشوارع و نصبوا أقواس النصر ( القلاع ) ، و استنوا رجوع قلاوون و الجيش المصرى ، و لما رجع قلاوون دخل القاهره و صناجيقه مرفوعه فوق راسه و معاه اسرى المغول و طلع قلعة الجبل ، و دخل جيش مصر من باب النصر بالاسرى و صناجق المغول منكسه و مكسره ، و مشيوا فى شوارع القاهره لغاية باب زويله وسط هتافات المصريين .[33]
غضب آباقا اللى اتصاب بذهول و احباط من هزيمة جيشه ، و قال لمنگوتيمور : " كان أحسن انك انت و الجيش تموتوا ولا تتغلبوا " .[34] ، و اتوعد انه حايعاقب المقصرين لما ينعقد مجلس المغول ( قور يلتاى ) فى الصيف ،و وعد بإنه حا يروح على الشام السنه الجايه و حا يقود الجيش بنفسه [35]
رجع آباقاخان من بغداد على همذان ، و نزل فى سراية الملك فخر الدين منوچهر و لهى نفسه بالمتع و الترفيه ، و فى ليلة 1 ابريل 1282 شرب خمره كتيره و سكر ، فلما خرج بالليل يقضى حاجته اتهيأله ان فيه طاير اسود واقف على شجره ، فقعد يصرخ : " ايه الطاير الاسود ده ؟ " ، و نادى على السهاميه و امرهم انهم يضربوه بالسهام ، لكن العساكر ما شافوش طاير و لاحاجه عشان يضربوه، و فجاءه غمض آباقاخان عنيه و مات و هو قاعد على كرسى دهب ، و عملوا العزا و شالوا نعشه لغاية " شاهوتله " و دفنوه قدام هولاكو ، و بعدها بحوالى تلت اسابيع حصله اخوه منگوتيمور اللى مات مكمود من هزيمته .[36] ، و اتولى الحكم أخوه تكودار اللى سمى نفسه احمد بعد ما قعد على عرش الإيلخانات [37][38]
هولاكو | مدة الحكم: سبعتاشر سنه | احمد تكودار |
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.