هارون الرشيد
خامِس خُلفاء بَني العبَّاس، حكم من 786 حتى 809 م / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول هارون الرشيد?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
أمِيرُ المُؤمنين وخليفةُ المُسلمين الحاجُّ العابد والإمامُ المُجاهد أجلُّ مُلوك الدُّنيا أبُو جعفر هارُون الرَّشيد بن مُحمَّد المِهْدي بن عبد الله المَنْصُور بن مُحمَّد بن عليُّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلب الهاشميُّ القُرشيُّ (1 مُحرَّم 149 - 30 جُمادى الأولى 193 هـ / 19 فبراير 766 - 24 مارس 809 م)، المعرُوف اختصارًا باسم هارُون الرَّشيد أو بلقبه الرَّشيد. هو خامس خُلفاء بني العبَّاس، والخليفة الرَّابع والعُشرُون في ترتيب الخُلفاء بعد النَّبيُّ مُحمَّد. حكم دولة الخلافة العبَّاسيَّة منذ يوم 15 ربيع الأوَّل 170 هـ / 14 سبتمبر 786 م حتى وفاته في 30 جمادى الأولى 193 هـ / 24 مارس 809 م.
هذه المقالة تخضع حاليًّا لمرحلة مراجعة الزملاء لفحصها وتقييمها، تحضيرًا لترشيحها لتكون ضمن المحتوى المتميز في ويكيبيديا العربية. تاريخ بداية المراجعة 4 مايو 2024 |
أميرُ المُؤمنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
هارُون الرَّشيد | |||||||
هارُون بن مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن عليُّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلب الهاشميُّ القُرشي | |||||||
رسمٌ تخيُّلي للخليفة أبُو جعفر هارُون الرَّشيد | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 1 مُحرَّم 149 هـ (19 فبراير 766 م) الرَّي، ولاية الجبال، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
الوفاة | 30 جمادى الأولى 193 هـ (24 مارس 809 م) (بالهجري:44 سنة و4 شهور و29 يوم) (بالميلادي: 43 سنة وشهر و5 أيَّام) طُوس، ولاية خُراسان، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
مكان الدفن | العتبة الرَّضويَّة، مشهد، إيران | ||||||
الكنية | أبُو جعفر | ||||||
اللقب | الرَّشيد | ||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مُسلم سُنيٌ | ||||||
الزوجة | الزوجات: زبيدة بنت جعفر • (للمزيد) | ||||||
الأولاد | مُحمَّد الأمين • عبد الله المأمُون • القاسم المُؤتمن • مُحمَّد أبُو عيسى • (للمزيد) | ||||||
الأب | مُحمَّد المهدي | ||||||
الأم | الخيزُران بنت عطاء | ||||||
إخوة وأخوات | مُوسى الهادي • إبراهيم بن المهدي • (للمزيد) | ||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العبَّاسيُّ الخامس | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 15 ربيع الأوَّل 170 - 30 جمادى الأولى 193 هـ
(14 سبتمبر 786 - 24 مارس 809 م) (23 عامًا وشهرين و15 يوم) | ||||||
|
|||||||
السلالة | بنو العبَّاس | ||||||
تعلم لدى | شعبة بن الحجاج، ومعمر بن المثنى، والكسائي، والمفضل | ||||||
المهنة | سياسي، وشاعر، وخليفة المسلمين | ||||||
الخدمة العسكرية | |||||||
المعارك والحروب | الحملة العبَّاسيَّة على آسيا الصُّغرى (782) • الحملة العبَّاسيَّة على آسيا الصُّغرى (806) | ||||||
سير أعلام النبلاء/الرشيد - ويكي مصدر | |||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وُلد هارُون الرَّشيد في مدينة الرَّي من إقليم الجِبال، وقد تلقَّى تعليمًا جيدًا، وأحب العلم والأدب، كما تدرَّب على الفُروسيَّة والفُنون القتاليَّة. ولَّاه أبوه المهدي ولاية العهد بعد أخيه مُوسى الهادي بعد أن نجح في حملته الأُولى ضد الرُّوم، ثم أرسلهُ لقيادة حملة جهاديَّة ثانية وكانت أكبر تأثيرًا من الأولى، حيث وصلت أفواج الجيش الإسلامي إلى خليج القسطنطنيَّة ما أجبر الإمبراطُورة إيرين الأثينيَّة للمُسارعة إلى طلب الصلح ودفع الجزية لثلاثة سنوات. وبسبب قُدرات الرَّشيد وانتصاراته وإخضاعه لأعداء الخلافة، قرَّر المهدي أن يُقدم ولايتُه على أخيه الهادي، إلا أنه تُوفي آنذاك في أثناء مسيره نحو خُراسان لعزل الهادي بقُوة، ليُصبح الأخير خلفًا له في قيادة الدولة العبَّاسيَّة. حاول الهادي عزل أخيه الرَّشيد عن ولاية العهد لصالح ابنه جعفر، وسعى في ذلك وتشدَّد بهدف الضغط عليه، إلا أنه لم يتمكَّن من ذلك، حيث توفي بعد حوالي سنةً من حُكمه من مرض، وقيل بالسُّم.
بُويع هارُون الرَّشيد خليفةً بعد الهادي، وكان عمره 21 عامًا، وذلك في سنة 170 هـ / 786 م، فورث بلادًا مُترامية الأطراف، فقد امتدَّ أرجاء حُكمه من بلاد ما وراء النَّهر والسَّند شرقًا حتى إفريقية غربًا، ومن اليمن جُنوبًا، حتى أرَّان وبلاد الكُرج شمالًا، فحكمها في البداية بالتعاون مع وزيرُه يحيى البرمكي، وأطلق للبرامكة يدهم لإصلاح شؤون البلاد، فقاموا بذلك على نحوٍ ممتاز خاصةً في العقد الأول من حُكمه. وفي المُقابل، واجه الرَّشيد تحديَّات وثوراتٍ انفصاليَّة عديدة ضده، ومنها خروج بعض العلويين عليه، مثل يحيى بن عبد الله في الدَّيلم، وظهور دولة الأدارسة في بلاد المغرب الأقصى، كما ظهرت ثورات خوارجيَّة كثيرة مثل الصَّحصح، والحُصين، وكان أهمُّهم الوليد بن طريف الشَّيباني لقربه من حاضرة الخلافة. كما برزت فتنةً قبليَّة ظهرت في الشَّام، وكانت مصر تُعاني من ثورات واضطرابات في بعض الأحيان بسبب السياسات الضَّريبيَّة. تمكَّن الرَّشيد من إخماد معظم هذه الثَّورات والاضطرابات التي خرجت عليه في عهده، فمن التعامل معها عبر سياساتٍ حكيمة إلى توجيه حملاتٍ عسكريَّة صارمة.
قام الرَّشيد بتعيين ابنه الأمين وليُّ عهد من بعده بسبب إرادة الهاشميين، إلا أنه كان يُميل في الحقيقة إلى المأمُون لحزمه ورجاحة عقله، وبسبب ذلك، عقد للمأمُون بعد الأمين، وكان ذلك بمثابة نذير شُؤم بين الناس. وبعد سبعة عشر عامًا من إشراك البرامكة في حُكم البلاد، ولأسباب عديدة تراوحت بين أقلام المُؤرخين، قام الرَّشيد في سنة 187 هـ / 803 م، بإنهاء نفوذهم بين ليلةٍ وضُحاها، فسجنهم ونكَّل بهم، ليتفرَّد بالخلافة وحده ويستعيد السُّلطة التي احتكرها آل برمك.
ومن الأحداث الشَّهيرة في عهده، إرسال الإمبراطور البيزنطي نقفور الأول رسالةٍ مليئة بالاستهزاء إلى الخليفة، وطالبه بإعادة الأموال التي كانت تدفعها الإمبراطورة السَّابقة، فغضب الرَّشيد، وتوعَّده بما سيراه لا ما سيسمعه، فقاد جيشًا كبيرًا في سنة 190 هـ / 806 م، وتوغَّل في آسيا الصُّغرى التي كانت تابعة للرُّوم، وفتح هِرَقلة والطوانة، إلا أنه قبل الصُّلح الذي طلبه نقفور، على أن يدفع الجزية عنه وعن أولاده وشعبه، وكانت هذه الحملة كفيلة بتهدئة الجبهة ضد الرُّوم لعشرين عامًا قادمة. وقد تمكَّن الرَّشيد من فرض سُلطته في كل مكان من أنحاء دولة الخلافة، حتى قال مقولته الشَّهيرة حينما رأى السَّحاب فوقُه: «اذهبي حيثُ شئتِ يأتني خراجك»، لتبلغ الخلافة العبَّاسيَّة في عهده ذروة مراحل قُوتها.
تعددت أقوال المُؤرخين حول أخلاق وصفات الرَّشيد، وأجمع الكثير حول فصاحته وبلاغته، وحبه للعُلماء والفُقهاء وتعظيمه لحُرمات الإسلام وكراهيته الاستحداث في الدين أو الاستهزاء فيه. كان يصل العُلماء ويغدق عليهم ليدعم علمهم وحلقات تدريسهم، واشتهر منهم سفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، وإمامي أهلُ السُّنة والجماعة، مالك بن أنس، ومُحمَّد بن إدريس الشَّافعي وغيرهم. ويُروى أنه كان يُصلي في اليوم مئة ركعة ما لم يكُن مُعتلًا أو مريضًا. لم يكُن الرَّشيد جبارًا في الأرض، فعلى الرُّغم من مكانته كخليفة المُسلمين وهيبته في نفوس الناس وتعظيمهم إياه، إلا أنه كان في بعض المواطئ رقيق القلب، سريع الدمعة، حيث كان يبكي إذا وقع الوعظ في نفسه، ويبكي على إسرافه في ذنوبه وتقصيره. أدى تسعة حجَّات، واحدة منها على الأقل كانت مشيًا على قدميه من بغداد حتى مكَّة المُكرَّمة، وكان نذرًا لتخلُّصه من البرامكة دون عواقب كبيرة.
في حين ومن جانبٍ آخر من شخصيَّته، ينقل المُؤرخين حُب الرَّشيد لمُنادمة الشُّعراء والأدباء والمُغنين، فكان يطرب لأجواء الغناء ومجالسها، وخاصةً مع نديمه جعفر البرمكي، وابن أبي مريم وغيرهم على اختلاف الفترة الزمنيَّة من حُكمه. من الشُّعراء الذين حضروا في مجالسه: الأصمعي، وأبو العتاهية وغيرهم. بينما كان من المُغنين على رأسهم إبراهيم الموصلي، وأخيه إبراهيم بن المهدي. كانت هذه التفاصيل محل اهتمامٍ من قبل المُؤرخين والباحثين في سيرته، في حين أنه كان محل انتقاد من قبل الفُقهاء لحساسية منصبه ومسؤوليته. وبسبب كثرة الأقلام على الرَّشيد، فقد تباينت الآراء حوله، مما تسبب بنشر الشَّائعات عليه في بعض الأحيان. وهو أوَّل خليفة لعب بالشَّطرنج وبالصَّوالجة والكرة.
دعم الرَّشيد للعلوم والفُنون بشكلٍ كبير، وكان ذلك واضحًا جليًا في عصره، فمن توسُّع العاصمة بغداد وازدهارها التجاري، إلى إنشاء بيمارستان الرَّشيد، وبناء أول مصنع للورق في بغداد، بالإضافة إلى تأسيس بيت الحكمة وفتح أبوابها لطُلَّاب العلم، واهتمامه بنقل التَّرجمة من اللُّغات المُختلفة إلى اللُّغة العربيَّة، كانت جميعها كفيلة بإظهار التقدُّم العلمي والازدهار الثَّقافي الذي شهدته البلاد، وخاصةً العاصمة بغداد في عهد الرَّشيد. ويُعتبر هارُون الرَّشيد أحد أكثر الخُلفاء المُسلمين شُهرةً حول العالم، وأكثرهم ذكرًا حتى في المصادر الغربيَّة، ويعود ذلك إلى كتاب ألف ليلة وليلة، والوفود التي أرسلها ملك الفرنج شارلمان لفتح علاقاتٍ ودية مبنية على مصالح عديدة، فضلًا عن إرسال الرَّشيد ساعة مائيَّة إليه، وكانت اختراعًا لم يعتاده الغرب، في حين لا تذكر المصادر العربيَّة أو الإسلاميَّة شيئًا عن هذه العلاقة.
مرض الرَّشيد في أثناء سيره لمُحاربة رافع بن الليث، والذي كان واليًا في البداية إلا أنه قاد انتفاضة ضد الخلافة العبَّاسيَّة في بلاد ما وراء النَّهر، حيث اعتلَّ الرَّشيد وزاد تعبه حتى وصل إلى طوس، ليتوفى في سنة 193 هـ / 809 م، وكان عمره 43 عامًا، وقد تولَّى ابنه محمد الأمين للخلافة من بعده، إلا أنه انشغل عن أعباء الحكم ولم يكترث، كما خلع أخيه المأمُون المُقيم في مرو من ولاية العهد لصالح ابنه مُوسى، ما تسبَّب بإشعال حربٍ بين الأخوين لنحو ثلاثة أعوام، ولم تنتهي إلا بمقتل الأمين في سنة 198 هـ / 813 م، ودمار أجزاء واسعة من بغداد جراء الحصار من جيش المأمُون. حكم بعدها المأمُون واستأنف بناء بغداد وإكمال عصر النَّهضة والازدهار الذي بدأه الرَّشيد لتبلغ الدَّولة في زمنه مبلغًا كبيرًا من عصرها العلمي والثَّقافي الذَّهبي.