معركة أوسترليتز
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
معركة أوسترليتز (الفرنسية: Bataille d'Austerlitz) وتعرف أيضاً باسم معركة الأباطرة الثلاثة، هي واحدة من أهم النزاعات الحاسمة خلال الحروب النابليونية حدثت في 2 ديسمبر 1805. وتعتبر على نطاق واسع أعظم انتصار حققه نابليون بونابرت، حيث تمكن الجيش الكبير الفرنسي من هزيمة الجيش الروسي والنمساوي الأكثر عدداً تحت قيادة ألكسندر الأول وفرانتس الثاني. حدثت المعركة قرب بلدة أوسترليتز في الإمبراطورية النمساوية (تقع اليوم في سلافكوف أو برنا في التشيك). جلبت المعركة نهاية سريعة لحرب التحالف الثالث، مع توقيع النمساويين لمعاهدة برسبورغ لاحقاً في ذلك الشهر. وغالبا ما يستشهد بالمعركة باعتبارها تحفة تكتيكية، بنفس مستوى المعارك التاريخية الأخرى مثل كاناي وغوغميلا.[4][5]
معركة أوسترليتز | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حرب التحالف الثالث | |||||||||||
نابليون في معركة أوسترليز، بريشة فرانسوا جيرار. | |||||||||||
معلومات عامة | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
| |||||||||||
القادة | |||||||||||
نابليون الأول | ألكسندر الأول ميخائيل كوتوزوف فرانتس الثاني | ||||||||||
القوة | |||||||||||
65,000–68,000 (لا تشمل الفيلق الثالث)[1] | 84,000–95,000[2] | ||||||||||
الخسائر | |||||||||||
1,305 قتلى, 6,991 جرحى, 573 اسير, 1 مفقود مجموع 9,000 [3] |
16,000 قتلى وجرحى, 20,000 اسير, 180 مدفع مفقود, 45 miss مجموع 36,000 [3] | ||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
سيطرت القوات الفرنسية على فيينا في نوفمبر بعد القضاء على جيش نمساوي في حملة أولم. تجنب النمساويون المزيد من الصراع حتى وصول دعم حلفائهم الروس. أرسل نابليون جيشه شمالًا لملاحقة الحلفاء، لكنه أمر قواته بالانسحاب حتى يتمكن من التظاهر بضعف خطير. كان نابليون يريد إغراء الحلفاء إلى معركة، فأعطى إشارات في الأيام التي سبقت المعركة بأن الجيش الفرنسي كان في حالة يرثى لها، حتى أنه تخلى عن هضبة براتزن المهيمنة بالقرب من أوسترليتز. وقام بنشر الجيش الفرنسي تحت مرتفعات براتزن وأضعف عمداً جناحه الأيمن، ما حث الحلفاء على شن هجوم كبير هناك على أمل اجتياح الخط الفرنسي بأكمله. زحفت قوة فرنسية تحت قيادة المارشال لويس نيكولا دافوت وفيلقه الثالث من فيينا لسد فراغ الجناح الأيمن في الوقت المناسب. وفي هذه الأثناء، أدى انتشار الحلفاء بأعداد كبيرة ضد اليمين الفرنسي إلى إضعاف مركز الحلفاء على مرتفعات براتزين، والذي تعرض لهجوم شرس من قبل الفليق الرابع بقيادة جان دو ديو سول. بعد تدمير مركز الحلفاء، اجتاح الفرنسيون كلا جناحي العدو ما اضطر الحلفاء إلى الهرب بشكل فوضوي، وأسروا الآلاف منهم خلال ذلك.
هزيمة الحلفاء الكارثية هزت ثقة فرانز الثاني بالحرب التي تقودها بريطانيا. وافقت فرنسا والنمسا على هدنة على الفور وتبعتها بعد فترة وجيزة توقيع معاهدة برسبورغ في 26 ديسمبر. أخرجت المعاهدة النمسا من الحرب والتحالف الثلاثي مع تعزيز المعاهدات السابقة بين القوتين: معاهدة كامبو فورميو ومعاهدة لونيفيل. أكدت برسبورغ خسارة النمسا لأراضي في إيطاليا وبافاريا لصالح فرنسا وفي ألمانيا لصالح حلفاء نابيلون من الألمان. كما فرضت تعويضًا قدره 40 مليون فرنك على النمساويين المهزومين وسمحت للقوات الروسية الفارة بالمرور بحرية عبر الأراضي المعادية والعودة إلى أراضيهم. سمح النصر في أوسترليتز بأنشاء اتحاد الراين، وهي مجموعة دويلات ألمانية تهدف أن تكون منطقة عازلة بين فرنسا وأوروبا الوسطى. جعل اتحاد الراين من الإمبراطورية الرومانية المقدسة بلا فائدة تقريباً، لذلك انهارت الأخيرة في عام 1806 بعد أن تخلى فرانتس عن العرش الإمبراطوري، وابقى على لقب فرانز الأول النمساوي ليكون لقبه الرسمي الوحيد. لكن هذه الإنجازات لم تؤسس لسلام دائم في القارة. أثارت المخاوف البروسية حول تنامي النفوذ الفرنسي في أوروبا الوسطى إلى قيام حرب التحالف الرابع في عام 1806.