الثقافة المضادة (بالفرنسية contre-culture) هو توصيف يطلق على كل حركة ثقافية معارضة للقيم الثقافية، والجماليةوالأخلاقية السائدة في مجتمع ما. استحدث المصطلح لأول مرة بالإنجليزية (counter culture) في كتاب المؤرخوعالم الاجتماعالأمريكيتيودور روستشاك، «صناعة الثقافة المضادة» (The making of Counter Culture) سنة 1970.[1] في العموم تلازم الثقافة المضادة نزوعا طليعيا عند اليسار الثقافي، وتعتبر رد فعل طبيعي للمهمشين طبقيًا.[2]
استحدث مصطلح الثقافة المضادة في سبعينات القرن العشرين بعلاقة مع الحركات الثقافية الأمريكية الخارجة عن الثقافة السائدة، كحركة الأدباء المعروفين بالجيل الضائع (Beat Generation) والهيبيين (Hippies) والبانكيين (Punk). تميزت تلك الحركات بالخصائص التالية:
رفضها للنظم السائدة وللمفاصلة بين الفن والسياسة والثقافة ونسق الحياة.
رفضها للنسق الحياتي الذي يفرضه مجتمع الاستهلاك.
رفضها للمركزيةالغربية في تعريف القيم الجمالية والأخلاقية والسياسية.
امتد استعمال مصطلح الثقافة المضادة في علم الاجتماع لتوصيف ظواهر ثقافية تاريخية بنفس السمات (كرومانسية القرن 19 مثلا) أو معاصرة نسبيا كالموبيداالإسبانية في ثمانينات القرن العشرين. بصفة عامة تستعمل الثقافة المضادة في الحالات التالية:
حركات منظمة وظاهرة وذات مدى زمني مهم (لا ينطبق التوصيف على النزوات الجماعية العابرة)، تجسد قيم مجموعة اجتماعية مهمشة.
حركات ثقافية على هامش قنوات الاتصال والنشر الثقافي (underground).
الأدب الرومانسي خلال القرن 19 والذي خرج عن الأسس الرصينة للأدب الكلاسيكي. من أهم رموزه ما يعرف بالشعراء المنبوذين كأرتور رامبووبيرسي بيش شيلي، والذين تميزو بمثاليتهم وتغنيهم بقيم جمالية مرتبطة بالطبيعة، في مواجهة المتغيرات الاجتماعية والقيمية التي ميزت المجتمع الأوروبي خلال القرن 19.
هنري ديفد ثورو (توفي في 1862) الذي ساهم فكره المثالي والمناهض للعبودية وإبداعه للعصيان المدني، كشكل احتجاجي، في إلهام العديد من الحركات الثقافية المضادة والشخصيات كغانديومارتن لوثر كينغوليو تولستوي.
الحركة النسوية التي نشأت في القرن 19، والتي عارضت البنية الذكورية للمجتمعات الحديثة، ونادت بمجموعة من الحقوق المرتبطة بالحقوق الإنجابية والمواطنة الكاملة ومناهضة الاضطهاد.
الجيل الضائع و هو حركة أدبية وفنية نشأت في الولايات المتحدة في خمسينات القرن العشرين، تدافع عن الحريات الشخصية والقيم الروحية، في مواجهة المادية المستفحلة في مجتمع الاستهلاك الأمريكي. كما كان لرفضها المركزية الغربية أثر في انفتاحها على الثقافات الشرقية والمجتمع الأفرو أمريكي. من أهم رموزها الأدبية ويليام بوروزوألن غينسبرغوجاك كيرواك. استلهم هذا التيار الحركات ثقافية المضادة التي ميزت الولايات المتحدة خلال عقدي الستينات والسبعينات كالهيبيين.
د. سعيد، سعيد؛ علوش (1985-1405). معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني.{{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
صناعة الثقافة المضادة (The making of Counter Culture) نشر سنة 1970، تأليف تيودور روستشاك (Theodore Roszak) ردمك 9780520201224