الحرب الفلسطينية الإسرائيلية 2023
النزاع المسلح الدائر حول قطاع غزة والذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عمليّة طوفان الاقصى، أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية أو حرب حماس وإسرائيل وفي إسرائيل عمليّة السُّيُوف الحديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة[79][80][81] أو حرب غزة،[82][83] هو صراع مسلح مستمر بدأ في 7 أكتوبر 2023 بين الجماعات الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة حماس[84][arabic-abajed 6] من جهة وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.[85][86][87] انطلق النزاع بهجوم نوعي منسق ومُفاجئ شنته حركة حماس على إسرائيل، والذي بدأ في صباح يوم السبت (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م) الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ) بإطلاق ما لا يقل عن 3000 صاروخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس باتجاه إسرائيل.[88] بالموازاة مع اختراق حوالي 2500 مسلح فلسطيني الحاجز بين غزة وإسرائيل بِشَنِّهِم لهجوم عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها على البلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود والمواطنين واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.[89] أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي[90] بما في ذلك 260 شخصًا في مهرجان رعيم الموسيقي.[91][92][93][94][95][96][97] فيما بدأت إسرائيل في شن هجمات انتقامية[98] قبل أن تعلن الحرب رسميًا على حماس في اليوم التالي.[98] وبعد مرور شهر من الحرب، إرتفع قتلى غزة إلى34000 بينهم 19324 طفلاً و9823 امرأة.[99]
الأحداث الواردة في هذه المقالة هي أحداث جارية وقد تكون عرضة لتغيرات سريعة وكبيرة. |
محتوى هذه المقالة بحاجة للتحديث. |
اعتبرت قنوات إسرائيلية ووسائل إعلام غربية الهجوم الذي شنته حركة حماس على مهرجان موسيقى الرقص «تجمع سوبر نوفا سوكوت» خارج مستوطنة رعيم بـ«المذبحة» معتبرةً إياه أكثر الهجمات دموية في التاريخ.[100] وتزامنت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس مع نهاية عطلة عيد العرش اليهودي والذي يصادف مرور 50 عامًا على «حرب أكتوبر» عام 1973.[101]
يعود التاريخ الحديث للصراع بين غزة وإسرائيل إلى عام 2006. غير أن حركة حماس تجنبت الخوض في أي اشتباكات كبيرة مع إسرائيل منذ عام 2022 ومعظم عام 2023،[arabic-abajed 7] ما دفع المحللين إلى استنتاج أنها كانت تستعد لهجومها الكبير الذي أسمته عملية طوفان الأقصى.[108][109] كما وصرحت حماس بأنها تلقت دعمًا من إيران للهجوم، الذي تقول إنه جاء ردًا على عنف المستوطنين الإسرائيليين، والحصار المفروض على قطاع غزة، وتدنيس المسجد الأقصى في القدس، فضلاً عن الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى العقود الماضية.[110][111]
ردًا على ذلك، بدأت قوات إسرائيل هجومها باستعادة السيطرة على المستوطنات التي سبق لقوات حماس السيطرة عليها، كما نَفَّذَت غارات جوية على قطاع غزة،[112] وأعلنت حالة الحرب وشددت حصارها وشنت واحدة من أكثر حملات القصف دموية وتدميرًا في التاريخ الحديث،[113] أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل 34,622 فلسطينيًا في غزة، منهم 14,944 طفلًا و9,849 إمرأة وهناك أكثر من 10,000 آخرين في عداد المفقودين ومحاصرون تحت الأنقاض.[114] وأفادت الأمم المتحدة أن حوالي مليون فلسطيني، أي ما يقرب من نصف سكان غزة، قد نزحوا داخلياً.[115] وتزايدت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء والوقود عن غزة، التي كانت بالفعل محاصرة من قبل كل من حكومة مصر وإسرائيل.[116][117] وأرسلت إسرائيل رسائل تحث مليوناً ومئة ألف شخص من سكان غزة على إخلاء شمال غزة، وهو ما اعتبر تهجيراً قسرياً من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب.[118][119][120] فيما دعت الأمم المتحدة والعديد من الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار.[121] ودعت جماعات حقوق الإنسان إلى استيعاب لاجئي غزة بسبب الحرب.[122][123]
وكان للحرب تداعيات دولية كبيرة، فقد اندلعت احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء العالم، معظمها مؤيدة للفلسطينيين تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.[124] وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، بدأت جنوب أفريقيا إجراءات أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.[125][126] وتلقت إسرائيل دعمًا كبيرًا من حلفائها الغربيين التقليديين، وأبرزهم الولايات المتحدة التي قدمت لإسرائيل مساعدات عسكرية واسعة النطاق طوال الحرب، والتي استخدمت حق النقض (الفيتو ضد العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.[127]
ونددت 44 دولة على الأقل بالهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل مُنَدِّدَةً صراحة بسلوكها ووصفته بـ"الإرهاب"، بما في ذلك بيان مشترك صدر عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وهي دول تصنف حركة حماس على أنها حركة إرهابية.[128][129][130] دعت دول الشرق الأوسط، في المقابل إلى وقف التصعيد[129] ونددت بالاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية باعتباره السبب الجذري.[128][130][131] كما حذرت إيران من أنه إذا لم توقف إسرائيل الحرب في غزة على الفور، فإن العديد من الجبهات الأخرى في الحرب ستفتح وستتعرض إسرائيل لـ «زلزال ضخم»،[132][133] كما هددت بالتدخل إذا شنت إسرائيل غزوًا بريًا على غزة.[134][135] ومنذ 8 أكتوبر، كان هناك تبادل مستمر لإطلاق النار بين قوات حزب الله والقوات الإسرائيلية بعد أن أطلق مقاتلو حزب الله صواريخ على إسرائيل من لبنان وردت إسرائيل بغارات جوية على جنوب لبنان.[136] كما نشرت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط،[137] وأعلنت المملكة المتحدة أنها سترسل سفنا حربية وطائرات،[138] وبدأت ألمانيا في تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل.[139] في نفس الوقت سقط عدد كبير من القتلى بين المدنيين، واتهمت لجنة من المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة، إلى جانب جماعات حقوق الإنسان، كلاً من إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب.[119][140] وقعت في 29 فبراير 2024 مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية، والتي سميت «مجزرة الدقيق»، وأدت إلى مقتل أكثر من 110 فلسطيني وإصابة المئات بعد أن فتحت النار على حشود ضخمة كانت تنتظر لإستقبال لمساعدات الإنسانية من قافلة مساعدات.[141][142]