الثورة العباسية
الإطاحة بالأمويين على يد العباسيين سنة 750 / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
اَلثَّوْرَة اَلْعَبَّاسِيَّةِ، والتي تدعى أحياناً بـ ثورة السواد، هي ثورة هاشميّة كبرى خرجت من ولاية خراسان في شرق دولة الخلافة وزحفت بإتجاه بقيّة الولايات في الغرب حتى وصلت إلى العراق ثم الشام وباقي أنحاء دولة الخِلافة، وكان هدفها الرئيسي هو إنهاء الحُكم الأمويّ للدولة الإسلاميّة والتي حكم فيها الأمويين بين 661 إلى 750 م (حيث دامت 89 عاماً) وقد سنّوا سنّة الوراثة في الحُكم، وقد كانت قيادة الثورة أساساً من بني العباس وهم سلالة عربيّة هاشميّة تعد السلالة الثانية العربيّة في الخلافة الوراثيّة بعد بني أمية فاستولت على معظم أنحاء البلاد وأمّنوها ودامت فعليّاً لـ 508 أعوام إلا أنها مرت بمراحل من القوّة ثم الضعف وتراجع النفوذ والانحسار بعد حوالي 100 عام.
اَلثَّوْرَة اَلْعَبَّاسِيَّةِ | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الإمامة العَبَّاسيَّة
بدعم من:
|
الخلافة الأموية
بدعم من: | ||||||||
القادة | |||||||||
أبو العباس السفاح أبو جعفر المنصور أبو مسلم الخراساني عبدالله بن عليّ العباسي داوُد بن علي العباسي صالح بن علي العباسي قحطبة بن شبيب ⚔ الحسن بن قحطبة حميد بن قحطبة موسى بن كعب التميمي خازم بن خزيمة التميمي أبو عون الخراساني |
مروان بن محمد نصر بن سيار يزيد بن عمر عامر بن ضبارة ⚔ سلم بن أحوز ⚔ نباتة بن حنظلة ⚔ حوثرة بن سهيل معن بن زائدة | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وأما أسباب الثورة فقد كانت واضحة وجليّة آنذاك، فقد استفرد بني أمية بالخِلافة بعد ثلاثة عقود من وفاة النبيّ مٌحَمََد وتحديداً بعد انتهاء الخلافة الراشدة مباشرة بعد تنازل الخليفة الحسن بن علي عن الخِلافة لـ معاوية بن أبي سفيان الأمويّ كي تجتمع الأمة بعد تفرّقها على إثر مقتل الخليفة عثمان وعُرفت آنذاك بـ عام الجماعة، وقد توسّع الأمويون بشكل كبير تدريجياً على مرور السنين فحكموا إمبراطورية مُترامية الأطراف تحكم سكانًا غالبيتهم من غير العرب وقد تمت معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية بغض النظر عما إذا كانوا قد اعتنقوا الإسلام أم لا وهو ما يتعارض مع مبدأ الأخوّة الإسلاميّة شرعاً وأنه لا فرق بين عربيّ وأعجميّ إلا بالتقوى، فقد أدى هذا السخط إلى تأليب الرأي العام ومع مرور الوقت استغلّ الأئمة العبّاسيون الأوائل هذا الغضب وحولوا أنظار اهتمامهم نحو خراسان لإنماء أنصارهم (وهي منطقة كبيرة تمتد من شرق إيران إلى غرب أفغانستان اليوم) وليجدوا النّاس آنذاك في ثورة العبّاسيين الخلاص لإعادة اعتبارهم مع اختلاف قوميّاتهم وعقائدهم وبالتالي يتمكن العبّاسيون من أن يتربعوا على عرش الخِلافة والقيادة.
ومما زاد من قوة الحجج كان قتل الحسين بن علي وسبي أهل بيته فيما يعرف بـ معركة كربلاء وبعد أجيال تم قتل حفيده زيدٌ والقضاء على ثورتيهما بشكل دمويّ ما أثار حفيظة العالم الإسلامي فهم أيضاً أبناء عمّ العبّاسيين فضلاً عن أسباب أخرى مثل تفضيل القيسيين على اليمانيين في بعض الأحيان إضافة إلى فساد بعض الخلفاء الأمويون خاصةً في الفترة الأخيرة واقتتالهم بين بعض كما أن ثورة البربر قد حققت الاستقلاليّة عن الحكم الأمويّ بالقوّة في ما يعرف اليوم بمنطقتي الجزائر والمغرب فكانت هذه الأسباب كافية إلى أن تهيء الأسباب للقضاء على حكم الأمويين.[4]
ومما يعزز من شرعيّة الثورة العبّاسيّة بحسب داعميها هو أنهم من نسل العباس بن عبدالمطلب عمّ النبيّ مُحمّد وقد رفعوا شعار "الرضا من آل مُحَمَّد" ولبسوا السّواد وتبنّوه لعدّة أسباب، وقد شكلت هذه الثورة نهاية إمبراطورية ذو نزعة عربيّة وبداية دولة أكثر انفتاحيّة مُتعددة الأعراق في الشرق الأوسط كما أنها فتحت المجال للعلوم والترجمات وكانت حُقبتها تُمثل العصر الذهبيّ للإسلام وتشتهر باعتبارها واحدة من أكثر الثورات المُنظمة في التاريخ، كما تعد نظرياً أطول خِلافة إسلاميّة على مرور التاريخ حيث استأنف الحكم العبّاسي (صوريّاً) في القاهرة بعد عدة سنوات من الغزو المغولي للعاصمة العبّاسية بغداد عام 1258، وقد قامت من جديد في القاهرة بدعوة من المماليك منذ 1261 حتى 1517 بإجمالي 767 عاماً من وجود منصب الخليفة العبّاسي.[5]