الثورات البابلية (484 ق م)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الثورات البابلية لعام 484 قبل الميلاد ثورات ملكين بابليين متمردين، بل الشيماني وشمش إريبا، ضد خشايارشا الأول، ملك الإمبراطورية الأخمينية الفارسية.[1]
الثورات البابلية (484 قبل الميلاد) | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من جزء من الثورات البابلية ضد الإمبراطورية الفارسية | |||||||
نقش دايفا لزركسيس الأول (حوالي 480 قبل الميلاد)، الذي يسجل قمع ثورة دينية في مكان ما في الإمبراطورية الأخمينية. قد تكون أشارة إلى ثورات بيل شيماني وشمش أريبا. | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
*بابل
|
*الإمبراطورية الأخمينية | ||||||
القادة | |||||||
*شمش أريبا
|
*خشايارشا | ||||||
القوة | |||||||
Unknown | Unknown | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
غزا الفرس بلاد بابل عام 539 قبل الميلاد، ولكن بعد خمسة وخمسين عامًا من الحكم الفارسي، أصبح البابليون غير راضين عن حكامهم الأجانب، فتضاءلت مكانة بابل وأهميتها. لم يُقبل تواجد الملوك الفارسيين في الحضارة البابلية الأصلية، ما أدى إلى استمرارهم في الحكم من العواصم خارج بابل. وعلاوةً على ذلك، فشل الملوك الفارسيون في أداء الواجبات التقليدية للملك البابلي، إذ أنهم نادرًا ما شاركوا في طقوس بابل (التي تتطلب وجود ملك) ونادرًا ما قدموا هدايا العبادة في المعابد البابلية. وتشير المخطوطات البابلية المكتوبة قبل فترة وجيزة من الثورة إلى حالة عامة من عدم الرضا والقلق البابلي، إذ أوقف الفرس دخل مسؤولي المعبد البابلي دون تفسير، وزادوا الضغوط الضريبية، واستغلوا الموارد في جميع أنحاء بابل. من المحتمل أن الثورات لم تكن مدفوعة فقط بالرغبة في إعادة تأسيس مملكة بابلية مستقلة، بل كان لها أيضًا دوافع دينية؛ الأمر الذي يمكن أن يربطها بالانتفاضة الدينية في مكان آخر في الإمبراطورية الفارسية حسب ما جاء في نقوش خشايارشا.
بدأت الثورة في يوليو 484 قبل الميلاد، الشهر الرابع من السنة الثانية لحكم خشايارشا. أعلن مواطنو سيبار (شمال بابل) شمش إريبا ملكًا على بابل، واتخذ لنفسه لقب ملك الأراضي. في نفس الشهر، اعتُرف بملك متمرد ثان، وهو بل الشيماني، في بورسيبا ودلبات (جنوب بابل). كان شمش إريبا ما يزال مسيطرًا على سيبار في هذه المرحلة، ما يعني أن المتمردين كانا معاصرين لبعضهما البعض، إما حلفاء أو خصوم، وهو الخيار الأرجح. كانت ثورة بل الشيماني قصيرةً، ولم تدم سوى أسبوعين تقريبًا، وعلى الأرجح أنه إما هُزِم على يد شمش إريبا أو تخلى عن مطالبته عن طيب خاطر وانضم إلى المتمردين الشماليين. بحلول سبتمبر، تم الاعتراف بشمش إريبا ليس فقط في سيبار وبورسيبا، ولكن أيضًا في كيش وبابل نفسها؛ ولكنه هُزم في أكتوبر على يد الفرس الذين أعاوا سيطرتهم على بلاد بابل.
لا يوجد دليل واضح على نوع العقوبة التي اتخذها خشايارشا بحق البابليين أو شدتها. تقليديًا، عزا المؤرخون الدمار واسع النطاق الذي حل ببابل إلى الثورات، حيث افترضوا أن خشايارشا قد ألحق أضرارًا كبيرةً بمعابد بابل وأزال تمثال مردوخ، إله بابل الرئيسي، من المدينة. ما تزال صحة هذه الادعاءات غير واضحة، إذ لا يوجد دليل على حدوث أي ضرر لمدن بلاد بابل عام 484 قبل الميلاد. يمكن استخلاص أشكال انتقام ملك الفرس الأخرى من الأدلة التاريخية؛ تنتهي المحفوظات النصية لغالبية العائلات البارزة في بابل في عام 484 قبل الميلاد، ما يوحي باستهداف خشايارشا لمؤيدي الثورات. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الفرس قد عملوا على تفكيك هيمنة بابل الدينية على بلاد بابل من خلال تشجيع ظهور الطوائف المحلية في مدن بلاد الرافدين الأخرى، وعلى الأخص في أوروك.