Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
يشير مصطلح أخلاقيات الهندسة إلى نظام من المبادئ الأخلاقية التي تنطبق على ممارسة الهندسة. ويتناول هذا المجال الالتزامات الواقعة على كاهل المهندس تجاه المجتمع وتجاه عملائه ومهنته، ومن حيث كونه تخصص علمي، فإنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الموضوعات مثل فلسفة العلوم وفلسفة الهندسة وأخلاقيات التكنولوجيا.
حينما ظهرت الهندسة كمهنة متميزة خلال القرن التاسع عشر، كان المهندسون يرون أنفسهم إما أنهم ممارسين مهنيين مستقلين أو موظفين فنيين في المشروعات الكبرى. وكان هناك توتر ملحوظ بين الجانبين فقد كان أرباب العمل في المشروعات الصناعية الكبيرة يجاهدون للاحتفاظ بالسيطرة على موظفيهم.[1]
في الولايات المتحدة الأمريكية، أدى التطور المهني إلي ظهور وتأسيس أربعة جمعيات هندسية رئيسية وهي: الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين (ASCE) (عام 1851)، والمعهد الأمريكي للمهندسين الكهربائيين (AIEE) (عام 1884)[2] والجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين ASME (عام 1880) والمعهد الأمريكي لمهندسي التعدين (AIME) (عام 1871).[3] يتعامل كل من الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين والجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين المهندس كمهني متعلم، في حين أن الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين، إلى حد ما، والمعهد الأمريكي لمهندسي التعدين ومعالجة المعادن والبترول، إلى حد كبير، قد عُرفا بدعمهما للرأي القائل بأن المهندس هو موظف فني.[4]
ومع ذلك، في هذا الوقت كان يُنظر إلى الأخلاق على أنها صفة شخصية بدلاً من كونها اهتمام مهني رئيسي.[5]
اقتراب القرن التاسع عشر من نهايته، وفي بداية القرن العشرين، وقعت سلسلة من الانهيارات الهيكلية الخطيرة والتي شملت انهيارات الجسور بشكل مثير، ولا سيما كارثة انهيار السكك الحديدية لنهر اشتابولا (1876)، وكارثة جسر تاي (1879)، وانهيار جسر كوبيك (1907). وكان لهذه الكوارث والانهيارات تأثير عميق على المهندسين والاضطرار لمواجهة أوجه القصور المهني في الممارسة الفنية والتشييد، فضلاً عن المعايير الأخلاقية.[6]
وكانت هناك استجابة لتطوير اللوائح الرسمية لقواعد الأخلاق بواسطة ثلاث من أربع مؤسسات هندسية رئيسية. حيث تبنت الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين تطوير قواعد الأخلاق الخاصة بها في 1912. كما فعلت ذلك كل من الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين والجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين في 1914.[7] في حين أن المعهد الأمريكي لمهندسي التعدين لم يتبنَ مدونة لقواعد السلوك في تاريخه.[4]
برز الاهتمام بالممارسة المهنية وحماية الأشخاص بعد وقوع هذه الكوارث في الجسور بالإضافة إلى كارثة مولاس بوسطن (1919)، وأعطت دافعًا لحركة أخرى تم إجراؤها لبعض الوقت وهي: الحاجة إلى وثائق الاعتماد الرسمي (الترخيص المهني في الولايات المتحدة) كشرط للحصول على حق الممارسة. وذلك يشمل الوفاء ببعض متطلبات الخبرة والتعليم والاختبار معًا.[8]
على مدى العقود التالية كانت معظم الولايات الأمريكية والمقاطعات الكندية تتطلب إما أن يتم ترخيص المهندسين المطلوبين، أو تقوم بتمرير تشريعات خاصة بحقوق ملكية الحجز لتنظيم المهندسين المهنيين.[9] في النموذج الكندي، يلزم ترخيص جميع الأشخاص الذين يعملون في مجالات الهندسة التي تشكل خطرًا على الحياة والصحة والممتلكات والصالح العام والبيئة وطلبت جميع المقاطعات بهذا الترخيص مع حلول الخمسينيات من القرن العشرين.
أما النموذج الأمريكي فإنه لا يتطلب بشكل عام إلا أن يتم ترخيص أولئك الذين يمارسون هذه المهنة بشكل مستقل (أي للاستشارات الهندسية)، في حين لا يحتاج المهندسون العاملون في الصناعة، والتعليم، وأحيانا العاملون في الوظائف الحكومة إلي هذا الترخيص. وقد أدى هذا إلى تعمق الانقسام بين المهندسين المهنيين والعاملين في الصناعة.[10] وقد تبنت الجمعيات المهنية عمومًا اللوائح المنظمة لقواعد الأخلاق. ومن ناحية أخرى، لا تتبنى الجمعيات الفنية تلك القواعد ولكن بدلاً من ذلك تقدم أحيانًا أخلاقيات التعليم والموارد للأعضاء المماثلين لتلك الموجودة في الجمعيات المهنية. ولكن هذا الأمر ليس موحدًا، وقد ظل السؤال حول من سيكون مركز الاهتمام: الجمهور أم صاحب العمل، مطروحًا لم يجيب عليه أحد في الصناعة وأحيانا في الممارسة المهنية.[9]
وتستمر الجهود المبذولة لتعزيز الممارسة الأخلاقية وبالإضافة إلى جهود الجمعيات المهنية والمنظمات المانحة مع أعضائها، فإن خاتم أيرن الكندي وميثاق المهندس الأمريكي يرجع تاريخهما إلى انهيار جسر كويبك في 1907. وكلاهما يطلب من الأعضاء أن يقسموا على المحافظة على الممارسة الأخلاقية وأن يلبسوا خاتمًا رمزيًا ليكون مذكرًا لهم.
وفي الولايات المتحدة، أصدرت الجمعية الدولية للمهندسين المحترفين قواعد أخلاقيات المهندس وأحكام السلوك المهني في 1946، والذان تتطورا إلى قواعد السلوك الحالية المتبعة في 1964. هذه النتائج أدت في النهاية إلى إنشاء مجلس المتابعة الأخلاقية (BER) في 1954. وقد كانت القضايا الأخلاقية نادرًا ما تجد ردودًا سهلة ولكن مجلس المتابعة الأخلاقية بمستشاريه البالغين نحو 500 ساعد في إيضاح صورة القضايا الأخلاقية التي يواجهها المهندسون يوميًا.
وتعالج العديد العديد من الجمعيات المحترفة ومجموعات الأعمال حول العالم في الوقت الحالي الرشوة والفساد السياسي بشكل مباشر.[11][12] وبالرغم من ذلك فإنه قد برزت قضايا جديدة مثل المناطق الحرة والتنمية المستدامة والحماية البيئية، والذي يجب على المهنة أن تراعيها وتواجهها.
تحدد اللوائح المنظمة لقواعد الأخلاق الهندسية أولوية محددة بخصوص مراعات المهندس لالمجتمع والعملاء والموظفين والمهنة.
كما أعدت العديد من الجمعيات المهنية الهندسية لوائح منظمة لقواعد الأخلاق. وبعضها يعود إلى العقود المبكرة من القرن العشرين.[9] وقد تم دمجها بدرجات أكبر أو أصغر إلى القوانين المنظمة لدوائر عدة. في حين أن هذه البيانات تستخدم ككتيب إرشادي إلا أنه لا يزال يتطلع المهندسون إلى رأي سديد يفسر كيفية تنفيذها في ظروف بعينها.
وتتشابه المباديء العامة للوائح المنظمة للأخلاق بشكل كبير في الجمعيات الهندسية المختلفة والمنظمات المانحة في العالم [13] وهو ما يعمل على نشر اللائحة بصورة أكبر ويعمل على إصدار توجيهات محددة.[14] وإليك مثال منالجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين:[15]
المثل العليا التي يقدرها المهندس هي الأمان ورفاهية الجمهور. وكما سيوضح الاقتباس التالي، فهذا هو وضع المنظمات الهندسية المهنية تقريبًا في كل فروع الهندسة والقضاء:
مسئوليات المهندس
يُدرك المهندس أن العمل هو أنبل الأوسمة، وهم لذلك يمارسون مهنتهم ملتزمين بخدمة المجتمع والعمل على رفاهية وتقدم جمهور الناس. وكذلك عن طريق تحويل الطبيعة بما يخدم البشرية، يجب على المهندس أن يزيد من إدراكه بأن العالم مُقام للإنسان وإقباله على الكون إنما هو ضمان للتغلب على النفس والمعرفة بالواقع لجعله أجمل وأسعد. ينبغي أن يرفض المهندس الأوراق التي تضر بالمصلحة العامة، وبذلك نتجنب المواقف التي تنطوي على مخاطر أو تُشكل تهديدًا للبيئة أو الحياة أو الصحة أو غيرها من حقوق الإنسان. إنه لمن الواجب المتحتم على المهندس أن يحتفظ بهيبة المهنة ويكفل الوفاء اللائق بها، كما يُحافظ على سلوك مهني مُتأصل من المهارة والأمانة والثبات والاعتدال والشهامة والتواضع والعدل، مع الشعور بأن رفاهية الفرد الخاضع للرفاهية الاجتماعية. لابد أن يضمن المهندس التطوير المستمر لمعارفه خصوصًا ما يتعلق بمهنته، ونشر ما يعرفه، وتبادل الخبرات، وتوفير فرص التعليم والتدريب للعمال، تقديم العرفان والدعم الأدبي والمادي للمدرسة التي تعلم فيها، وبهذه الطريقة يرد ما منحته له الشركة من فرص. وهو مسئولية المهندس الذي ينفذ العمل بفعالية ويدعم القوانين. وعلى وجه الخصوص، يضمن التزام مقاييس حماية العامل كما ينص عليها القانون وكمهنيين، يُتوقع من المهندسين أن يُلزموا أنفسهم بمستويات عالية من السلوك (الجمعية الدولية للمهندسين المحترفين) [1] 11/27/11
تكمن المعضلة الأخلاقية الأساسية في أن المهندس لديه واجب تقديم تقرير إلى السلطة المختصة عن وجود خطر محتمل على الآخرين ناتج عن عدم اتباع صاحب العمل أو العميل لتوجيهات المهندس. ووفقًا للمبادئ الأولى، يلغي هذا الواجب واجب العميل و/أو صاحب العمل.[24] ومن الممكن أن يتم معاقبة المهندس أو إلغاء ترخيصه حتي في حالات عدم الإبلاغ عن الأخطار التي لا تتسبب في فقدان الحياة أو الصحة.[25]
وفي كثير من الحالات، يمكن أن تُبطل المهمة من خلال استشارة العميل فيما يتعلق بالنتائج المباشرة لهذا الأمر، مع ضمان أن يأخذ العميل بمشورة المهندس. ومع ذلك، يجب على المهندس ضمان اتخاذ الخطوات العلاجية، وإذا لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوات، فإنه يجب الإبلاغ عن الحالة إلى السلطة المختصة.[26] وفي حالات نادرة جدًا، يمكن للسلطة الحكومية اتخاذ الإجراءات المناسبة، ويمكن للمهندس أن يعفي نفسه من هذه المهمة من خلال نشر هذا الأمر على الملأ.[27] ونتيجة لذلك فإن الإبلاغ عن المخالفات من قبل المهندسين المهنيين لا يعتبر حدثًا غير عادي، وغالبًا ما تقف المحاكم بجانب المهندسين وتؤيدهم في مثل هذه الحالات، وتحكم برد الواجبات على صاحب العمل وتلغي اعتبارات السرية التي لولاها لمنع المهندس من مناقشة الأمر علناً.[28]
هناك العديد من القضايا الأخلاقية الأخرى التي يواجهها المهندسون. ويجب تنفيذ بعضها بممارسة فنية، ولكن يتعين على آخرين كُثر التعامل مع الممارسات الأوسع لإجراء العمل. ومن بينها ما يلي:[14]
تعالج بعض الجمعيات الهندسية قضية حماية البيئة بطريقة مستقلة عن الأخلاق.[15]
تتداخل مجالات أخلاقيات الأعمال التجارية في كثير من الأحيان ويبلغ القرار الأخلاقي المتخذ للمهندسين.
يلاحظ بتروسكي (Petroski) أن معظم حالات الإخفاق الهندسي هي السبب أكثر منها أخطاء حسابية فنية بسيطة وتنطوي على فشل عملية التصميم أو الثقافة الإدارية. ومع ذلك يرى[29] أنه ليس بالضرورة أن جميع حالات الإخفاق الهندسي قضايا أخلاقية. فقد كان سبب الانهيار سيء السمعة لـ جسر تاكوما ناروس الأول، وفقدان المركبة الفضائية الأمريكيةمارس بولار لاندر ومارس كليميت أوربيتر كان السبب في كل ذلك عيوب فنية وعيوب في عمليات التصميم.
تنطوي هذه الحالات من الإخفاق الهندسي على قضايا أخلاقية وأخرى فنية.
حوادث *ثيراك-25 (1985 إلي1987)
مشاكل السلامة في *فورد بينتو (في السبعينيات من القرن العشرين)
مشاكل السلامة في *شيفروليه كورفاير (الستينيات من القرن العشرين)، رالف نادر (Ralph Nader)، وغير آمن في أي سرعة
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.