سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة من ويكي الاقتباسات، موسوعة الاقتباسات الحرة
الرواية هي سلسلة من الأحداث تُسرد بسرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث.
الرواية تقدم أسئلة، تشرح واقعا، ولكنها ليست مخولة بتقديم إجابات، إنها تقدم لحظات من المتعة الدافئة، تسرق وقتا من عمر القارئ مقابل لحظات جمالية، يتوقف فيها ليسائل ذاته وواقعه وتاريخه، حسب الثيمة التي تتناولها الرواية.
الكتابة نوع من الموازاة بين الواقع والحلم، والرواية تتسع لذلك، عندما نكتب فنحن نمارس نوعا من الحلم، وأقلها تحقيق حلم الطفولة بأن نصبح كتّابا، ناهيك عن الآمال التي تعتلج في نفوس الشخصيات وفي تعاملها مع الواقع. والكتابة أيضا هي شكل من أشكال المقاومة، مقاومة الواقع.
الرواية تجعلك ترى الرمل على طول الشاطئ، الرمال والموج فقط، أما القصة فتجعلك ترى العالم في حبة رمل.
بسمة الخطيب، مقابلة مع العين الإخبارية، 30 أبريل 2019 [3]
باستثناء المقالة والكتابة الدرامية اللتين تطغى فيهما الصنعة على الناحية الإبداعية، فإن الكاتب يستطيع التعبير عن أفكاره وانفعالاته في جميع الأجناس الأخرى، مع مراعاة الخصوصية لكل جنس ففي بعض الأماكن يتطلب الأمر التكثيف وفي بعضها يسمح بالاستطراد مثلًا، وبالنسبة إلي أشعر أن القصة القصيرة هي الأقدر على ذلك بدرجة بسيطة، المقالة تحاصرك بخطة تجعل ابتعادك عن محورها شذوذًا عن الموضوع على سبيل المثال، وفي السيناريو أنت ملتزم بحبكة تفرض عليك زمن المشهد وتفعيل الشخصيات بشكلٍ متوازن، أما في القصة والرواية فأنت حر.
الكتابة اكتشاف بالنسبة إلى الروائي، على أن تكون من دون أفكار مسبقة، ولا حلول مسبقة، لئلا تتحكم في عمله قبل البدء فيه.
الرواية، كما أتصوّرها، عملية تفاعل بين الروائي وموضوعه وشخصياته، مع أنّني أعرف أنّ الروائي لا يكتب من فراغ، ولا شخصياته قادمة من العدم، إذا كان يصنعها من طرف، فهو من طرف آخر يتعرف إليها من خلال مخالطتها، والاصطدام معها، ما يقوده إلى محاولة تفسير تصرفاتها، وتحوُّلاتها من خلال حوادث ومواقف وأفعال وأفكار.
الرواية صنو الحياة، وليست بديلًا عنها.
كتابة الرواية خيار، قد تكتب اليوم أو فيما بعد، وما كتب اليوم لا يمنع ما سوف يُكتب فيما بعد، في جميع الحالات الحدث يفرض نفسه.
هل نسخر من الذين يريدون الكتابة عن المآسي التي عاشوها، بدعوى أنّها لا تستوفي شروط الرواية؟ ليس الأمر أنّها رواية أو غير رواية. الأمر هو أنّ كثيرين يريدون الكتابة عن معاناتهم، ولديهم ما يقولونه.
يستفيد الروائي من كل ما هو لصيق به، أو يعرض له، وما حياته وحياة الآخرين إلّا مواد صالحة للاستخدام في الكتابة، مواد ملهمة، وربّما كانت محفزة على الكتابة، لولاها أحيانًا لما كان كتابه.
لا يصح الفصل بين الواقعوالخيال، وليس هناك تعارض بينهما. يكتب الروائي الواقع من خلال الخيال، وليس من دونه. لا واقع بلا خيال. الخيال أداة لسبر الواقع لا لإلغائه أو تغييبه.
كل [رواية يكتبها المرء هي بمثابة فانتازيا أو عطر. لكن عند الكتابة عن المشاكل، ستواجهك مشكلة كبيرة، لأنك حين تكتب يجب أن تروي للقراء حكاية لم يسمعوا بها من قبل.
كتابة كل رواية سَفَر طويل، ترافق فيه شخصيات متخيلة تتقمصها وتحبها، وتصبح أكثر حقيقية من العالم الذي حولك. تتألّم معها وتبكي وتضحك وتستمع إليها وهي تحكي عن أوجاعها.
الخيال هو أفضل طريق يوصل إلى الناس للتحدث معهم على مستوى إنساني بالفعل، لأن الخيال يتضمن ما هو أكثر واقعية من الصحافة ومن الكتب الفكرية. الروايات تصل إلى قلوبنا.
العولمة عَوْلمت الهموم وغيّرت الكثير من أركان الرواية.
يبدو أنّ العصر ليس عصر العمالقة. مع ذلك هناك بعض الكتّاب الذين ينظرون إلى الرواية كمشروع حياة جادّ. كتابة الترف لا يمكنها أن تخلق أدباء حقيقيين ومؤثّرين في الحياة الثقافية.
الرواية همّ في النهار وأرق في الليل. وإذا كنا نستهتر ببعض الكليشيهات الجاهزة إلّا أنّ هذه الكليشيهات تستعيد حياتها وتنتفض من الأحداث: الروائي ضمير الأمة. ومن لا يمكنه أن يكون كذلك فالأفضل له أن يعتزل الأدب لما ينفع الناس. الأديب يستمد فاعليته من القراء، من القاعدة لا من المؤسسة. لذلك، فالجوائز مثلًا، مهما كانت قيمتها المادية والمعنوية لا تخلق أدباء.
لا يمكنني الابتعاد عن الرواية؛ لأن الكتابة تعطيني معنى لحياتي.
الرواية بالفعل أرحب كثيراً، الشعر يقوم على التكثيف والإلماح.. الشعر هو ناصية الكلام، ما يظهر مما يقوله الشاعر هو ما يظهر من جبل الثلج الغارق في الماء. الكتابة الشعرية هي كتابة تأتي كدفقة واحدة تنزل على الشاعر وكأنما تأتي من مكان آخر. أما كتابة الرواية أكثر سهولة ولا تتطلب انتظاراً طويلاً ولا تتطلب عمقاً أو نوعاً من الحضور اللغوي.. الكتابة الروائية للشاعر هي كتابة أكثر سهولة وأكثر مرونة.
الرواية لا يمكن أن تهدم التاريخ. الرواية تتكئ عليه. تسبق المؤرخين بخطوة لاعتمادها على الخيال. تنشئ واقعاً موازياً. تعيد تفكيك المرويات التاريخية. لكنها أبداً لا تهدم التاريخ.
الرواية لا تطرح أيديولوجيا لأنها تمثل تصورا عن الحياة، تصورا احتماليا وليس قطعيا، تصورا متناقضا لأن الحياة مملوءة بالتناقضات.. الرواية تقدم تصورا شكّيّا، احتماليا، مراوغا، متغيرا وذاتيا، وهذا هو جوهر الكينونة وجوهر الحياة.
أنا أعتقد بأهمية الفرد في التاريخ، التاريخ يصنعه أفراد لا تصنعه جماعات.
الرواية مهنة أصحاب الخيال الخلاق الذين لديهم قدرة على بناء مدينة من إدارة ومجرمين وعاهرات ولصوص وخيرين وفضلاء وأطفال ومقامرين، وكل هذا يتم في الخيال.
يمكن للرواية أن تصنع واقعاً مغايراً، ربما هو بذرة حلم جديد قد تنبت البذرة يوماً ما بماء التراكم، صحيح أن الرواية لا يمكن أن تحلّ محل الفلسفة أو علم الاجتماع، لكنها تستطيع استقطاب عامة الناس مع مفكريهم إلى هذا الحلم.
...كتابة التجربة الشخصية يعني أن تنبش روحك وذاكرتك وتكون قادرًا على النظر مطوّلًا في المرآة، حتى لو بدا وجهك في لحظة ما مشوهًا وبشعًا وغريبًا. قد يأتي يوم وأعيد التجربة في عمل روائي قادم.
ينبغي على الروائي أن يعيش قصص الآخرين كأنها قصصه، وأن يكتب تجربته الشخصية وكأنها تجارب الآخرين.
الرواية هي فن ديمقراطي، هذا ما أقتنع به، وتعدّد الأصوات هو أهم أسس الديمقراطية، حينها يمكننا أن نسمع الحكاية من جهات مختلفة ومتقابلة أحيانًا. بالعموم أنا لا أحب رواية البطل الواحد، وأعشق رواية الأبطال المتعددين!
اعترف أنّ الرواية هي بحق ديوان العالم، وليست ديوان العرب وحدهم، وهذا يعود ليس لاسبابٍ مزاجية لأنّ البشرية تمرّ في مفاصل وتحوّلات كبرى وخطيرة، أحسب بأنها وهي تتهيأ لاستشراف الغامض الذي لم يأت بعد، وهي تحاول التخفّف من اثقال الحروب التي مرت في القرن العشرين والتحولات الخطيرة والسريعة، كأنها تريد أن ترتاح، أن تأنس إلى هذا الفن الجميل، والذي يمكن الناس من الاقامة من حيوات أخرى، ومغذية لحيواتهم وليست هي نفسها، ولكنها تشبهها إلى حد بعيد، فيشعر الانسان أنّه يعيش في حياة الاخرين، ولأنّ هذه الحياة عصية عن الموت باعتبار انّها من ورق، أو حياة من كلمات، فكأنه تماهى مع هذه الحياة نفسها، واصبح فيما يقرأ هذه الرواية خارج دائرة الحياة والموت. وحين يرسم ابطال الروايات يستطيع ان يعود إلى حياته الأساسية التي تشبه الحياة الاحتياطية في هذه اللحظة، فاذا به يشاركهم متعة ما يعيشونه، حتى في مجازفتهم بقدرٍ عال من التشويق والاثارة، ولكنه في مأزقهم او مصائرهم المميتة، ينسحب إلى حياته وهذا يشبه ما يحصل لنا في الاحلام، حين نقع في كابوس او نواجه موتاً، حتى ونحن داخل الحلم نهيئ انفسنا بأننا سنستيقظ بعد قليل.
.. يجب أن تكون الرواية ملفتة للعقل، لا النظر، فالتشويق مهم لقراءة الرواية، لكنه الآن صار تشويقا للعقل، لا تشويقا للحواس، وإثارة للفكر لا إثارة للمشاعر الغريزية، لذلك يجب أن تقوم الرواية على حالة معرفية تضيف إلى العقل، وتثيره باتجاه التفكير في شيء لم يكن يفكر فيه من قبل، ولذلك أيضا يجب أن يكون الروائي بديلا حقيقيا عن الفيلسوف، في عالم صار الآن بلا فلسفة حاكمة.
اعتقد أن وظيفة العمل الروائي هي أن يبني عالماً آخر، وأن يساهم في التقارب بين الناس والتلاقي والحوار، وليس في زرع الشقاق بينهم... طبعاً هذا لا يكفي، فإلى جانب الأخلاقي أو «الاتيكي» هناك الجانب الاستيتيكي أو الجمالي. وحين يصطدم الجانب الأخلاقي بالجانب الجمالي، وهذا يحدث، يبقى الانسان حائراً.
أمين معلوف، 11-12-13 مارس 2006؛ مقابلة مع جريدة «الحياة» اللندنية [19]
↑ "حوار مع أمين معلوف". مارس 2006. تمت أرشفته من الأصل في 4 يوليو 2022.الوسيط |مسار أرشيف= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |عنوان= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |مسار= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |موقع= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ أرشيف= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |date=, |archive-date= (مساعدة)