Loading AI tools
حركةٌ بهلوانيَّةٌ يؤديها لاعبو كُرةِ القدم يقفزون فيها ويضربون الكُرةَ بإحدى ساقَيهما فوق مستوى الرأس. من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الضَّربةُ المقصيَّة[ar 1] أو الركلة المقصية[ar 2] (بالإنجليزية: Scissors kick) أو ركلة الدَّرَّاجة (بالإنجليزية: Bicycle kick)[ar 3] أو الضَّربةُ فوقَ مُستوى الرأس (بالإنجليزية: Overhead kick) أو الضربة المزدوجة (بالإنجليزية: Double kick) هي حركة بهلوانيَّةٌ ينفذها لاعب كُرةِ القدم يركلُ فيها الكُرةً نحو الخلف وهي في الهواء فوق مستوى رأسه، ويُحَقَّقُ ذلك من خلالِ رمي الجسمِ للخلفِ، وتحريك الأطرافِ السُفلية قَبلَ النُّزولِ إلى الأرضِ بحركةِ مقصٍّ لجعلِ السَّاق التي تضربُ الكُرةَ أمامَ الأخرى. تُسمَّى الحركة في مُعظمِ اللُّغاتِ باسم حركةِ الدَّوران أو حركةِ المقص التي تُشبهُها. إن تعقيدَها وأداءَها غير المألوفِ في مُباريات كُرةِ القدمِ التَنافُسيَّة يجعلُها واحدةً من أكثرِ مهاراتِ كُرةِ القدمِ شُهرة.[arabic-abajed 1]
يُمكنُ استخدام الضَّربة المقصيَّة في حالة الدِّفاع لإبعادِ الكرة عن المرمى، وكذلك يُمكن استخدامها في حالة الهجوم على مرمى الخصمِ في محاولةٍ للتّسجيل. الضَّربة المقصيَّة هي مهارةُ كُرةِ قدمٍ مُتقدِّمةٍ تُشكِّل خُطورةً على اللَّاعبين عديمي الخبرة، واقتصر أداؤها النَّاجح إلى حدٍّ كبير على أكثرِ اللَّاعبين خبرةً ورياضيين في تاريخِ كُرةِ القدم.
يغلب الظن بأن العُمَّالَ في موانئ المحيط الهادئ في تشيلي وبيرو هم أول من نفذوا الضربة المقصيَّة في مُبارياتِ كُرةِ القدم، ربما في وقتٍ مُبكِّرٍ في أواخر القرن التاسع عشر. طُوِّرت تقنيَّات مُتقدِّمة مثل الضَّربةِ المقصيَّة من اقتباساتِ أمريكا الجنوبية لأُسلوبِ كرة القدم الذي قدَّمه المُهاجرون البريطانيُّون. اشتهر لاعبا كُرةِ القدم البرازيليَّان ليونيداس دا سيلفا وبيليه بهذه المهارةِ دوليًّا خلال القرن العشرين، ومنذ ذلك الحين اكتسبت الضَّربةُ المقصيَّةُ جاذبيةً كبيرة لدرجةِ أنَّه في عام 2016، اعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنَّ الضَّربة المقصيَّة هي «أروعُ مشهدٍ في كُرةِ القدم».
الضَّربةُ المقصيَّة جزءٌ مُهمٌ من ثقافةِ كُرةِ القدم بصفتها مهارة وإبداع، وعادة ما يحظى تنفيذُ ضربةٍ مقصيةَّ في مُباراةِ كرة قدم تنافسيَّة باهتمامٍ واسعٍ في وسائلِ الإعلامِ الرِّياضيَّة، ولا سيِّما لو أدت لتسجيلِ هدف، ظهرت الضَّربة المقصيَّة في الأعمالِ الفنيَّة، مثل المنحوتاتِ والأفلامِ والإعلاناتِ والأدبِ. أضاف الجدلُ حول اختراعِ الضَّربة وتسميَّتِها إلى إشادةِ الضَّربة في الثَّقافةِ الشَّعبيَّة، تحظى الحركةُ أيضًا بالإعجابِ في رياضاتِ الكُرةِ المُماثلة، لا سيِّما في أشكال كُرة القدمِ مثل كُرةِ الصَّالات وكُرةِ القدمِ الشاطئيَّة.
تُعرف الضَّربةُ المقصيَّة في اللُّغةِ الإنجليزيَّة بثلاثةِ أسماءٍ، وهي ضربة الدَّرَّاجة والضَّربة فوق مستوى الرأس والضَّربة المقصيَّة. يصف مُصطلح «ضربة الدَّرَّاجة» حركة السَّاقين في أثناء وجودِ الجسمِ في الهواء، وهو ما يُشبه دوَّاسة الدَّرَّاجة.[3] وتُسمى الحركة أيضًا «الضربة فوق مستوى الرأس»، والتي تُشير إلى ركلِ الكُرة فوق الرأس،[4] أو «الضَّربة المقصيَّة»، لأنَّها تُشبه حركة اثنين من شفراتِ المقص معًا.[5] يُميز بعض المؤلِّفين «الضَّربة المقصيَّة» على أنَّها مُشابهة لضربةِ الدَّرَّاجة، لكنَّها تحدث بشكلٍ جانبي أو بزاوية،[6] ويعتبرُها مؤلِّفون آخرون الحركة نفسها.[7]
يعكسُ اسم الضربة في لُغاتٍ أخرى غير الإنجليزيَّة الإجراء المشابه. جمَّع الصَّحفيُّ الرِّياضيُّ أليخاندرو سيسترناس، من صحيفة إل ميركوريو التِّشيليَّة، قائمةً بهذه الأسماء،[es 1] في مُعظمِ الحالات يُشيرون إمَّا إليها بمُصطلحِ حركة الضَّربة الشَّبيهة بالمقص، مثل الفرنسيَّة ciseaux retourné (بالعربية: المقص المُرتَجَع) واليونانيَّة ψαλιδάκι (بالعربية: المقص)،[es 1] أو بمُصطلحِ الحركة الشَّبيهة بالدَّراجة، مثل البُرتغاليَّة pontapé de bicicleta (بالعربية: ركلة الدَّرَّاجة)،[pt 1][pt 2] وفي لُغاتٍ أخرى يُوصَف طبيعةُ الإجراء، مثل الألمانيَّة Fallrückzieher (بالعربية: ركلة فوق مستوى الرأس)، البولنديَّة przewrotka (بالعربية: انقلاب)، الهولنديَّة omhaal (بالعربية: سحب الدَّوران)، والإيطاليَّة rovesciata (بالعربية: ركلة عكسية).[es 1]
عُثِرَ على استثناءاتٍ لأنماطِ التَّسميةِ هذه في اللُّغاتِ التي تُحدِّد الحركة من خلالِ الإشارةِ إلى موقعِ، مثل النَّرويجيَّة brassespark (بالعربية: الرَّكلة البرازيليَّة)،[es 1][8] ويوجدُ استثناءٌ هو الأكثرُ أهميَّةً في اللُّغة الإسبانيَّة، حيث يوجدُ جدلًا حادًا بين تشيلي وبيرو -كجُزءٍ من التَّنافُسِ الرِّياضيِّ التَّاريخيِّ بينهما- حول تسميةِ الضَّربةِ المقصيَّة، يُعرِّفُها التِّشيليُّون باسم chilena (نقحرة: تشيلينا)، بينما يُطلقُ عليها البيروفيُّون اسم chalaca (نقحرة: تشالاكا)،[9][arabic-abajed 2] وبغضِّ النَّظرِ عن ذلك فإنَّ هذه الحركة معروفةٌ أيضًا باللُّغةِ الإسبانيَّة بأسماءٍ أقلَّ شيوعًا مثل tijera (نقحرة: تيجيرا) وtijereta (نقحرة: تيجيريتا)، وكلاهما يُشير إلى حركةِ المُناورةِ الشَّبيهة بالمقص.[12]
يتطلَّبُ الأداءُ النَّاجحُ للضَّربةِ المقصيَّة عُمومًا مهارةً رياضيَّةً كبيرةً.[13] لأداء ضربةٍ مقصيَّة يجبُ أنْ تكونَ الكُرةَ في الهواءِ؛ حتَّى يتمكَّنَ اللَّاعبُ من ضربِها في أثناءِ القيامِ بالانقلابِ الخلفي، ويمكنُ أنْ تأتي الكُرة في الهواءِ تجاهَ اللَّاعبِ، على سبيلِ المثال من عرضيَّة، أو يُمكنُ للاعبٍ أنْ يوجِّهَها إلى الأعلى في الهواء.[14] يجبُ أنْ ترتفعَ السَّاق التي لا تضربُ الكُرة أولًا للمُساعدةِ في دفعِ الجسمِ لأعلى بينما تقومُ السَّاقُ التي تركلُ الكُرة بالقفز،[15] وفي أثناءِ القفزة يجبُ أنْ يتحرَّكَ ظهرُ الجسمِ للخلفِ حتَّى يُصبحَ موازيًا للأرض، وعندما يصلُ الجسمُ إلى ذروةِ ارتفاعِه يجبُ أنْ تنجذبَ السَّاق التي تركُل نحو الكرة وتُسقَط السَّاق الأخرى التي لا تركل في الوقتِ نفسه لزيادةِ قوَّةِ الرَّكلة.[16] يجبُ أنْ تظلَّ الرُّؤيةُ مُركَّزةً على الكُرة حتَّى تصطدمَ بها القدم،[17] ويجبُ استخدامَ الذِّراعين لتحقيقِ التَّوازنِ وتقليلِ تأثير السُّقوط.[5]
تُنفَّذ الضَّربةُ المقصيَّة عمومًا في حالتين، إحداهما دفاعيَّة والأُخرى هجوميَّة، تُنفَّذ الضَّربة المقصيَّة الدِّفاعيَّة عندما يستخدمُ اللَّاعب الذي يواجه مرمى فريقِه الحركةَ لإبعادِ الكُرة للاتِّجاهِ المُعاكسِ للمرمى، ويعتبرُ مؤرِّخُ الرِّياضةِ ريتشارد وِتزيج أنَّ الضَّربةَ المقصيَّةَ الدفاعيَّة حركة يائسة تتطلَّبُ هدفًا واحدًا أقل من تنوِّعِها الهجومي،[2] وتُستخدمُ الضَّربة المقصيَّة الهجوميَّة عندما يسندُ اللَّاعبُ ظهرَه إلى مرمى الخصمِ ويكون بالقُربِ من المرمى، ووفقًا لوِتزيغ تتطلَّب الضَّربة المقصيَّة الهجوميَّة تركيزًا وفهمًا جيِّدًا لموقعِ الكُرة،[2] يُمكن أيضًا أداء الضَّربة في خطِّ الوسط، ولكن لا يُوصَى بذلك لأنَّه يمكنُ إجراء تمريراتٍ أكثر أمانًا ودقَّةً في هذه المنطقة.[2]
يُوجد شكٌّ في دقَّةِ العرضيَّات التي تسبق الرَّكلات المقصيَّة، ذكر المُهاجمُ الألمانيُّ كلاوس فيشر أنَّ مُعظمَ التَّمريرات العرضيَّة قبل الضَّرباتِ المقصيَّة سيِّئة،[18] علاوةً على ذلك، إنَّ الضَّربةَ المقصيَّة حركةٌ خطيرةٌ بطبيعتِها، حتَّى عند تنفيذِها تنفيذًا صحيحًا، لأنَّها قد تؤدِّي لإصابةِ لاعبٍ آخر يُشارك في اللُّعبة،[19] ولهذا السبب يُوصي المدافع البيروي سيزار غونزاليس أنْ يتأكَّدَ اللَّاعبُ الذي يُنفِّذ الضَّربة المقصيَّة من توافرِ مساحةٍ كافيةٍ قبل أداءِ الحركة.[es 5] في ما يخصُّ اللَّاعب الذي يُنفِّذ المُناورة، فإنَّ الخطرَ الأكبرَ يحدثُ في أثناءِ السُّقوط؛ فقد يؤدِّي السُّقوط السَّيِّئ إلى إصابةِ الرَّأس أو الظَّهر أو الرَّسغ.[20] يوصي فيتزيغ اللَّاعبين بمحاولةِ التَّحرُّك للهُبوطِ على الجُزء الأعلى من الظَّهر، مع استخدامِ الذِّراعين للدَّعم، وفي الوقتِ نفسه التَّدحرج إلى الجانبِ لتقليلِ أثرِ السُّقوط.[2]
يوصي فيتزيغ أنْ يُحاولَ لاعبو كُرةِ القدم تنفيذَ الضَّربة المقصيَّة بحالةٍ ذهنيَّةٍ مُركِّزةٍ وحازمة.[2] يحتاج المُؤدِّي إلى الحفاظِ على شكلٍ جيِّدٍ عند تنفيذِ الحركة، ويجبُ أنْ يُظهرَ في الوقتِ نفسِه دقَّةً وإحكامًا استثنائيَّتين عند ضربِ الكُرة.[21] يعتبرُ المُهاجمُ البرازيليُّ بيليه المُناورة أيضًا صعبةً، ويتذَّكرُ أنَّه سَجَّلَ منها عدَّة مرَّات فقط من أصلِ 1,283 هدفًا في مسيرته.[22] نظرًا لتعقيدِ الحركة، فإنَّ تنفيذ ركلة الدراجة بنجاحٍ يُعتبرُ أمرًا بارزًا، ووفقًا للصَّحفيِّ الرِّياضيِّ إليوت تيرنر، فمُنفِّذ الضَّربة يكونُ عُرضةً لإذهالِ الجماهير.[1] يُمكنُ للضَّربةِ المقصيَّة التي تُنفَّذ بشكلٍ غير ناجح أنْ تُعرِّضَ اللَّاعب للسُّخرية.[23]
تحتوي تقاليدُ كُرةِ القدم على العديدِ من الحكاياتِ المُتعلِّقة بوقتِ تنفيذِ الضَّربة المقصيَّة الأولى ومكان تنفيذها ومن نفذها،[es 6][24][arabic-abajed 3] ووفقًا لعالمِ الأنثروبولوجيا البرازيلي أنطونيو خورخي سواريس، فإنَّ أصلَ الضَّربةِ المقصيَّة مُهمٌّ فقط كمثالٍ على كيفيةِ إنشاءِ الفولكلور.[pt 3] يستمرُّ الرَّأيُ العامُ في الجدلِ حول أصل الحركة بالضَّبط، لا سيِّما في المواقعِ التي يُزعمُ أن الحركةَ نُفِّذت فيها، على سبيل المثال البرازيل وتشيلي وبيرو،[25][26][arabic-abajed 4] ممَّا يُشيرُ إلى أنَّ اختراعَ الضَّربةِ حدث في أمريكا الجنوبيَّة، خلال عصرِ الابتكارِ في تكتيكاتِ ومهاراتِ كُرةِ القدم.[es 1][es 6][28][29]
قدم المُهاجرون البريطانيُّون، الذين اجتذبتهم التوقُّعاتُ الاقتصاديَّة لأمريكا الجنوبيَّة، بما في ذلك تصدير البن من البرازيل [الإنجليزية]، والجلود واللحوم من الأرجنتين، وذَرْق الطَّائر من بيرو، كُرةِ القدم إلى المنطقةِ خلال القرن التاسع عشر،[31] وأسَّست هذه الجالياتُ المُهاجرةُ مُؤسَّساتٍ، مثل المدارسِ والنَّوادي الرِّياضيَّة، حيث تعكسُ الأنشطةُ تلك التي تحدثُ في بريطانيا، بما في ذلك مُمارسة كُرةِ القدم،[31] كانت مُمارسةُ كُرةِ القدمِ قد انتشرت سابقًا من بريطانيا إلى أوروبا القاريَّة، وبشكلٍ أساسي في بلجيكا وهولندا والدُّول الإسكندنافيَّة، ولكن لم يكن للُّعبةِ أيُّ ابتكاراتٍ في هذه المواقع،[32] لكن تطوَّرت الأمورُ بشكلِ مُختلفٍ في أمريكا الجنوبيَّة؛ لأنه بدلًا من مُجرِّد تقليدِ أُسلوبِ لَعبِ المُهاجرين (استنادًا إلى طريقةِ لعبِ التَّمرير الاسكتلنديَّة الأبطأ أكثر من أسلوبِ كُرةِ القدمِ الإنجليزيَّة الأسرع والأكثر قسوة) ساهم الأمريكيُّون الجنوبيُّون في نموِّ الرِّياضة من خلال التَّأكيدِ على الصِّفات الفنيَّة للَّاعبين،[33] ومن خلال تكييف الرِّياضة مع تفضيلاتِهم، أتقن لاعبو كُرةِ القدمِ في أمريكا الجنوبيَّة المهاراتَ الفرديَّة، مثل المُراوغة والرَّكلات الحُرَّة المنحنيَّة والضَّربة المقصيَّة.[34]
حدثت الضَّربة المقصيَّة لأوَّل مرَّةٍ في موانئِ المُحيطِ الهادئ في تشيلي وبيرو، رُبَّما في وقتٍ مُبكِّرٍ في أواخر القرن التاسع عشر.[es 10] في أثناء رسوِّ سُفنِهم، لَعِبَ البحَّارة البريطانيُّون كُرةَ القدمِ فيما بينِهم ومع السُّكَّان المحليِّين كشكلٍ من أشكالِ التَّرفيه، تُبُنِّيَت مُمارسةَ الرِّياضةِ في الموانئِ؛ لأنَّ قواعدَها ومُعدَّاتِها البسيطة جعلتها في مُتناول عامةِ النَّاس.[35] قد يكونُ عُمَّالُ الموانئِ الأفروبيروفيَّة قد أجروا الضَّربة المقصيَّة لأوَّل مرَّةٍ خلال مُباريات أواخر القرن التاسع عشر مع البحَّارة البريطانيِّين وموظفي السِّككِ الحديديَّة في الميناءِ البحريِّ الرَّئيسيِّ في بيرو، حيثُ حصل على اسم tiro de chalaca (بالعربية: ضربة تشالاكا). يُحتملُ أيضًا أنَّ تنفيذَ الضَّربةِ المقصيَّة لأوَّل مرَّة كان في عام 1910 من قِبَلِ رامون أونزاغا [الإنجليزية] (وهو رياضيٌّ من أصلٍ إسباني من منطقة إقليم الباسك جُنِّسَ ليُصبح تشيليًّا) في ميناءِ تالكاهوانو البحريِّ في تشيلي، حيث سُمِّيَ هناك باسم chorera (في إشارة إلى الاسم المحلي).[es 10][36][arabic-abajed 6]
نشر لاعبو كُرةِ القدم التِّشيليون المهارةَ خارج غرب أمريكا الجنوبيَّةِ في العقدِ الأوَّل والثَّاني من القرنِ الماضي،[es 6][es 10] وفي النسخ الأولى لبطولة أمريكا الجنوبيَّة (كوبا أمريكا حاليًا) أذهل أونزاغا وزميله مُدافعُ تشيلي فرانسيسكو جاتيكا المُتفرِّجين بالضَّربات المقصيَّة.[es 10][es 12][arabic-abajed 7] كما أدَّى المُهاجمُ التِّشيلي ديفيد أريلانو بشكلٍ لا يُنسى هذه الحركة وحركات أُخرى محفوفة بالمخاطرِ خلال جولة كولو-كولو في إسبانيا عام 1927، حتَّى وفاته المُفاجئة في تلك الجولة بسببِ إصابةٍ تسبَّبت بها إحدى حركاتِه البهلوانيَّة، وفقًا لسيمبسون وهيسه في «تذكير مُحبط بمخاطر الاستعراض»،[es 10][es 11][42] أُعجب هواةُ الحركات من إسبانيا والأرجنتين بهذه الحركة، وأطلقوا عليها اسم Chilena؛ في إشارةٍ إلى جنسيَّةِ اللَّاعبين.[es 6][es 10]
أعاد المُهاجمُ البرازيليُّ بيليه إحياءَ الإشادةِ الدَّوليَّة بالضَّربةِ المقصيَّة خلال النِّصفِ الثَّاني من القرنِ العشرين.[43][44] كانت قُدرتُه على أداءِ الرَّكلات المقصيَّة بسُهولةٍ هي إحدى السِّمات الَّتي جعلته يَبرزُ عن غيرِه من اللَّاعبين في بدايةِ مسيرتِه الرِّياضيَّة، كما عزَّزت ثقتَه بنفسِه لاعباً لكُرةِ قدم.[45] وبعد بيليه أصبح اللَّاعبُ الأرجنتينيُّ دييغو مارادونا والمُهاجم المكسيكي هوغو سانشيز من أبرزِ اللَّاعبين في الضَّرباتِ المقصيَّة خلال العُقودِ الأخيرةِ من القرنِ العشرين،[46] ومن بين اللَّاعبين البارزين الآخرين الذين نفذوا هذه الحركةِ خلال هذه الفترةِ الجناح البيروفي خوان كارلوس أوبليتاس، الذي سَجَّلَ هدفًا من ضربةٍ مقصيَّة في مباراة في كوبا أمريكا 1975 بين بيرو وتشيلي، والمُهاجمُ الويلزيُّ مارك هيوز الذي سَجَّلَ من ضربةٍ مقصيَّة في مُباراةٍ في تصفيَّات كأس العالم 1986 بين ويلز وإسبانيا عام 1985.[47]
مُنذُ بدايةِ القرن الحادي والعشرين استمرَّت الضَّربةُ المقصيَّة في كَونِها مهارةً نادرًا ما تُنفَّذ بنجاحٍ في مُبارياتِ كُرةِ القدم.[46] وفي عام 2016 أطلق الاتِّحادُ الدَّولي لكُرة القدم على الضَّربةِ المقصيَّة «أروع مشهدٍ في كُرةِ القدم»، وخلص إلى أنَّه على الرَّغمِ من أُصولِها المُثيرةِ للجدل وتفسيراتِها الفنيَّة، فإنَّ الضَّربةَ المقصية «شَكَّلَت تاريخ اللُّعبة».[28]
تحتفظُ الضَّربةُ المقصيَّةُ بجاذبيَّةٍ كبيرةٍ بين المُشجِّعين ولاعبي كُرةِ القدم، سلط هيس وسيمبسون الضَّوءَ على التَّأثيرِ الإيجابيِّ للضَّربةِ المقصيَّةِ النَّاجحةِ على شُهرةِ اللَّاعب، ويصفُها اتِّحادُ الولايات المُتَّحدة لكُرةِ القدم على أنَّها زينةٌ مُميَّزة لهذه الرِّياضة.[48] وفقًا لمُدافعِ مانشستر سيتي السَّابقِ بول ليك، تسبَّبت ضربةٌ مقصيَّةٌ بارزةٌ نفذها الجناحُ الأيسرُ الإنجليزيُّ دينيس تويرت [الإنجليزية] في إصابةِ مئات المُشجِّعين الذين حاولوا تقليدَها.[49] في عام 2012 منح استطلاعُ للرَّأي أجرته صحيفةُ الغارديان المُهاجم الإنجليزي واين روني جائزة أفضل هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي خلال مُباراةٍ في ديربي مانشستر في 2011.[18] ركَّز المُهاجمُ الإيطاليُّ ماريو بالوتيلي، خلال فترة شبابه، مهاراتَه على مهاراتِ لاعبِ خطِّ الوسطِ البرازيليِّ رونالدينيو ولاعبِ الوسطِ الفرنسيِّ زين الدِّين زيدان، وخاصةً الضّربةِ المقصيَّة. سَجَّلَ خوان ماتا ضربةً مقصيَّةً مُميَّزةً في عام 2015 وفي مُباراةٍ ضد نادي ليفربول ضمنت الفوزَ لفريقِه.[50] وتلقَّى هدف البُرتغاليِّ كريستيانو رونالدو في دوري أبطال أوروبا 2017–18 إشادةً واسعةً من زُملائِه في كُرةِ القدم، بما في ذلك المُهاجم الإنجليزي بيتر كراوتش، الذي غَرَّدَ على تويتر قائلًا «هناك عدد قليل منا يمكنه فعل ذلك»، والمُهاجم السُّويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي تحدَّى رونالدو أنْ «يُجرِّبَها من مسافةِ 40 مترًا»، في إشارةٍ إلى هدفِه بالضَّربةِ المقصيَّة عام 2012 الحائز على جائزة بوشكاش خلال مُباراةٍ وديَّةٍ دوليَّةٍ بين السُّويد وإنجلترا.[18][28][51]
نُفِّذت بعضٌ من الضَّرباتِ المقصيَّة في نهائيَّاتِ كأس العالم.[arabic-abajed 8] سَجَّلَ المُهاجمُ الألمانيُّ كلاوس فيشر من ضربةٍ مقصيَّة في مُباراةِ نصفِ نهائي كأس العالم في إسبانيا 1982 بين ألمانيا الغربيَّة وفرنسا، الذي عادَل النَّتيجةَ في الوقتِ الإضافي، ثُمَّ دخلت المُباراةُ في ركلاتِ التَّرجيح، والتي فاز بها المُنتخبُ الألماني،[53] اعتبر هيس وسيمبسون أن هدف فيشر هو أفضل ضربةٍ مقصيَّةٍ في كأس العالم.[18] وفي كأس العالم في المكسيك 1986 سَجَّلَ لاعب الوسط المكسيكي مانويل نيغريت هدفًا من ضربةٍ مقصيَّةٍ خلال مُباراة في مرحلةِ الـ16 بين المكسيك وبلغاريا، وعلى الرغم من أنَّ «هدف القرن» الذي سَجَّلَه دييغو مارادونا في رُبعِ النِّهائي بين الأرجنتين وإنجلترا طغى عليه،[54] إلا أنَّ هدفَ نيغريت حَقَّقَ لقب «أعظم هدفٍ في كأس العالم» من خلال استطلاعٍ لرأي المُشجعين أجرته الفيفا في 2018.[55] تلقَّت الضَّربةُ المقصيَّة الخاصة بالمُدافعِ الأمريكي مارسيلو بالبوا في مُباراة في كأس العالم 1994 بين كولومبيا والولايات المُتَّحدة الكثيرَ من الثَّناء، بل إنَّه يُنسبُ إليه الفضلُ في المُساعدةِ في إطلاق الدوري الأمريكي في الولايات المُتَّحدة.[56] في كأس العالم 2002 المُقام في كوريا الجنوبيَّة واليابان سَجَّلَ صانعُ الألعابِ البلجيكي مارك فيلموتس ما وصفه كاتب كرة القدم الإنجليزي برايان غلانفيل بأنَّه «ضربةً مقصيَّةً مُذهلةً» ضد اليابان.[57] في كأس العالم 2022 التي أُقيمت في قطر نُظر إلى هدف اللَّاعبِ البرازيليِّ ريتشارليسون من ضربةٍ مقصيَّةٍ ضد صربيا أحدَ أفضلِ أهدافِ تلك البُطولة.[58]
الضَّرباتُ المقصيَّةُ جُزءٌ مُهمًٌ من ثقافةِ كُرةِ القدم. وفقًا لاتِّحادِ كُرة القدمِ بالولايات المُتَّحدة، فإنَّ الضَّربةَ المقصيَّةَ لبيليه في فيلم الهروب إلى النصر هي تنفيذٌ كتابيٌّ للمهارة،[46] وأعرب بيليه عن رضاه عن مُحاولتِه «للتَّباهي» بالفيلمِ في سيرتِه الذَّاتيَّة.[52] ظهرت جوجل دودل بشعارٍ مُختلفٍ في سبتمبر 2013؛ للاحتفالِ بعيد ميلاد ليونيداس دا سيلفا المائة بشكلٍ بارزٍ بضربةٍ مقصيَّةٍ يُؤدِّيها شخصيَّةُ عصا تُمثِّلُ المُهاجمُ البرازيليُّ الشَّهير.[59] كما ظهرت الضَّربةُ المقصيَّةُ في إعلاناتٍ مثل إعلانٍ تلفزيونيٍّ عام 2014، حيث نفذ الأرجنتيني ليونيل ميسي الحركةَ للتَّرويج للُعبةِ الفيديو فيفا في ذلك العام.[60] في عام 2022 أعادت الفيفا من خلال حسابها الرَّسمي على تويتر باللُّغةِ الإسبانيَّة إحياءَ الأصلِ المُثيرِ للجدلِ للضَّربةِ المقصيَّةِ، حينما سألت المُستخدمين عمَّا إذا كانت الحركة عبارةً عن chalaca أو chilena (في إشارةٍ إلى الخلاف بين البيروفيِّين والتِّشيليِّين).[es 13]
صنعت النَّحَّاتةُ ماريا أنجليكا إتشافاري نُصبًا تذكاريًّا للضَّربةِ المقصيَّةِ نفَّذها رامون أونزاغا في مدينة تالكاهوانو التِّشيليَّة في عام 2014، ويتكوَّنُ التِّمثالُ من النَّحاسِ والبرونز ويبلغُ قُطرُه ثلاثةَ أمتارٍ.[25] خُطِّطَ لصُنعِ تمثالٍ تكريمًا للضَّربةِ المقصيَّةِ التي نفذها مانويل نيغريت في منطقة كويواكان [الإنجليزية] في مدينة مكسيكو.[es 14] كتب الرُّوائيُّ الأوروغوياني إدواردو غاليانو عن الضَّربةِ المقصيَّةِ في كتابِه كُرة القدم في الشَّمسِ والظِّل (بالإنجليزية: Soccer in Sun and Shadow)، مُشيدًا بأونزاغا باعتبارِه مُخترع الحركة.[61] أعلن الكاتبُ البيروفي الحائزُ على جائزة نوبل ماريو فارغاس يوسا أنَّ بطل الرُّوايةِ في النُّسخة الإسبانيَّة من كتابِ زمن البطل [الإنجليزية] (بالإنجليزية: The Time of the Hero) أعلن أنَّ الضَّربةَ المقصيَّةَ لابُدَّ أنْ تكونَ قد اُختُرعت في مدينة كاياو البيروفيَّة.[24]
تحظى الحركةُ أيضًا بالإعجابِ في أشكالٍ مُختلفةٍ من كُرةِ القدم، مثل كُرةِ القدمِ الشَّاطئيَّة وكُرةِ القدمِ الخُماسيَّة.[25][62] في عام 2015 ذكر مُهاجمُ كُرةِ القدمِ الشَّاطئيَّة الإيطاليُّ غابرييل غوري أنَّ الضَّربة المقصيَّة تحتاجُ إلى قدرٍ هائلٍ من التَّدريب.[28] تُستخدمُ حركةً مثل الضَّربةِ المقصيَّةِ أيضًا في سيبق تكراو، وهي رياضةٌ تهدفُ إلى ركلِ الكُرةِ فوق الشَّبكةِ إلى جانبِ الفريقِ المُنافس.[63]
جائزة بوشكاش (بالإنجليزية: FIFA Puskás Award) هي جائزة استحدثها الاتحاد الدولي لكرة القدم بطلب من رئيسِه جوزيف بلاتر في عام 2009، وهي تُمنح لأصحاب أجمل هدف خلال العام الكروي من اللَّاعبين الذُّكور والإناث، وقد أدمجت منذ العام 2016 ضمن جوائز الفيفا للأفضل كرويا.
فازت 4 أهداف سُجِّلَت بضرباتٍ مقصيَّةٍ منذ بدء منح الجائزة، هي كما سيأتي:
السَّنة | اللاعب[ar 4] | صورة | الفريق | الخصم | المرجع |
---|---|---|---|---|---|
2013 | زلاتان إبراهيموفيتش | السويد | إنجلترا | [64] | |
2015 | وينديل ليرا | نادي غويانيسيا [الإنجليزية] | أتلتيكو غويانيينسي | [65] | |
2019 | دانييل زوري | دبرتسني | فيرينتسفاروشي | [66] | |
2022 | مارسين أوليكسي [الإنجليزية] | وارتا بوزنان | ستال رزيسزو [الإنجليزية] | [67] |
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.