Loading AI tools
السورة الرابعة والثمانون (84) من القرآن الكريم، مكية وآياتها 25 من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سورة الإنشقاق هي سورة مكية، من المفصل من القرآن الكريم، عدد آياتها 25، وترتيبها في المصحف ٨٥، في الجزء الثلاثين، بدأت بأسلوب شرط ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، وبها سجدة تلاوة في الآية رقم ٢١، ونزلت بعد سورة الانفطار،[1] وتدور حول انشقاق السماء يوم القيامة،[2]، وتعد السورة الثالثة والثمانون في ترتيب النزول، والخامسة والثمانون في ترتيب المصحف،[3] وفي مناسبة السورة لما قبلها،[4] وتعد الإنشقاق إجمالاً لما سبقها في سورتي (الإنفطار والتكوير)،[5] ومن أهم أغراضها، وصف أشراط الساعة، ودلائل على قدرة الخالق، وجزاء العمل، وحلول يوم البعث وأحداثه، واختلاف أحوال الخلق يومئذ بين أهل نعيم وأهل شقاء،[6] وتميزت بفوائد نحوية،[5] وفوائد بلاغية، كالإستعارة، والكناية، والمشترك اللفظي.[7]
| ||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
المواضيع |
| |||||||||||||
معنى الاسم | التشقق والتصدع | |||||||||||||
إحصائيات السُّورة | ||||||||||||||
| ||||||||||||||
تَرتيب السُّورة في المُصحَف | ||||||||||||||
|
||||||||||||||
نُزول السُّورة | ||||||||||||||
النزول | مكية | |||||||||||||
ترتيب نزولها | 83 | |||||||||||||
|
||||||||||||||
نص السورة | ||||||||||||||
ملف:Sura٨٥.pdf | ||||||||||||||
|
||||||||||||||
بوابة القرآن | ||||||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
سُميت سورة (الانشقاق) في زمن الصحابة بـ: (سورة إذا السماء انشقت)، ففي صحيح مسلم، عن أبي سلمة: «أن أبا هريرة قرأ بهم ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله ﷺ سجد فيها»،[8] فضمير (فيها) عائد إلى ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، بتأويل السورة، وبذلك عنونها البخاري والترمذي، وسماها المفسرون وكتاب المصاحف سورة الانشقاق،[6] وقيل: سورة (انشقت)، وقيل: سورة (الشفق)، وهذه الأسماء بعضها توقيفي، وبعضها اجتهادي، وغالبها تدور حول انشقاق السماء يوم القيامة الذي افتتحت به السورة.[2]
سميت بذلك لقوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، أي تشققت وتصدعت مؤذنة بخراب العالم، ومنذرة بهول يوم القيامة،[9] وقال الفيروزآبادي في كتاب بصائر ذوي التميز: "وتسمى سورة (انشقت) وسورة الانشقاق؛ لافتتاحها بها.[10]
عدد آياتها: (خمس وعشرون آية) في المصحف المكي والكوفي، وفي المصحف الشامي والبصري (ثلاث وعشرون آية).[11]
عدد كلماتها: (مائة وسبع كلمات).
عدد حروفها: (أربع مائة وأربع وثلاثون حرفاً).[12]
نزلت سورة الإنشقاق في مكة، فهي مكية باتفاق العلماء، وتتمثَّل فيه خصائص نظم السور المكية من قصر سورتها وآياتها، وقوة معانيها، وفخامة ألفاظها وجزالتها، لتناسب حال أهل مكة، وهم سادة الفصاحة والبيان بالإيجاز والاختصار دون إطناب.[2]
كان نزولها بعد سورة الانفطار، وقبل سورة الروم،[11] وفي ترتيبها في المصحف بعد سورة المطففين، وقيل هذه السور الثلاث (الانفطار والمطففين والانشقاق)، ظاهر، لأن في (انفطرت) تعريف الحفظة الكاتبين وفي (المطففين) مقر كتبهم، وفي هذه عرضها للقيامة.[13]
وردت في السنة أحاديث عديدة تُبيّن فضل سورة الانشقاق، وتدفع المسلم للتأمل في معانيها،[2] ومن أهم فضائلها:
ووجه المناسبة ظاهر بين اسم السورة ومحورها، فمحور الحديث فيها عن الساعة، وما يتصل بها من الأهوال التي تتقدم وتُمهِّد ليوم القيامة، والانشقاق الحاصل للسماء يوم القيامة أول تلك المقدمات، كما أن في السورة انشقاقاً آخر يتمثل في انقسام الناس عند العرض إلى قسمين: مؤمنين ينعَّمون، وكفَّار يعذَّبون.[2]
لما ختم تلك بثواب المؤمن وعقاب الكافر والاستهزاء به بعد أن ذكر أنه سبحانه أعلم بما يضمر الأعداء من المكر وما يرومون من الأنكاد للأولياء وتوعدهم بما لا يطيقون، وكانوا قد عذبوا المؤمنين بأنواع العذاب واجتهدوا في فتنة من قدروا عليه منهم، وبالغوا في التضييق عليهم حتى ألجؤوهم إلى شعب أبي طالب وغيره من البروج في البلاد، ومفارقة الأهل والأولاد، ابتدأ هذه بما أوقع بأهل الجبروت ممن تقدمهم على وجه معلم أن ذلك الإيقاع منه سبحانه قطعاً، ومعلم أن الماضين تجاوزوا ما فعل هؤلاء إلى القذف في النار، وأن أهل الإيمان ثبتوا، وذلك لتسلية المؤمنين وتثبيتهم، وتوعيد الكافرين وتوهيتهم وتفتيتهم.[22]
اشتملت سورة الانشقاق على أربعة مقاطع:
وخُتِمَت السورة بتوبيخ المشركين والكفار والملاحدة والوجوديين وأمثالهم على عدم إيمانهم باللَّه ، وإنذارهم بالعذاب الأليم، والتنبيه على نجاة المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، ومنحهم الثواب الدائم المستمر الذي لا ينقطع ولا ينقص.[9]
سجود التلاوة: سُئِل الإمام الشافعي عن السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، فقال فيها سجدة، فقيل له: وما الحجة أن فيها سجدة، فقال: أخبرنا مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن «أن أبا هريرة قرأ لهم ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله ﷺ سجد فيها»...، ثم قال: وأخبرنا بعض أصحابنا عن مالك أن عمر بن عبد العزيز أمر محمد بن مسلم أن يأمر القرَّاء أن يسجدوا في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]،[27] وعن عبد الرحمن بن عوف قال رأيت رسول الله ﷺ سجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1] عشر مرات،[28] وقال ابو حنيفة يجب السجدة على التالي والسامع سواء قصد سماع القران، أو لم يقصد لإطلاق الموجب أعني الذم على ترك السجود في هذه الآية، وعند الجمهور لا يتاكد السجود.[29]
تكرار قوله تعالى: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٢﴾ [الانشقاق:2]: "وللسائل أن يسأل عن تكرير قوله: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٢﴾ [الانشقاق:2]؟، والجواب أن يقال إن الأول للسماء، والثاني للأرض، أمرت بالانصداع فسمعت وانقادت لأمر الله ، وانصدعت، وحق لها أن تسمع وتطيع".[30]
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]: اختلف أهل العربية في موقع جواب قوله: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1]، وقوله: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣﴾ [الانشقاق:3]، فقال بعض نحويي البصرة: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١﴾ [الانشقاق:1] على معنى قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ٦﴾ [الانشقاق:6] إذا السماء انشقت، على التقديم والتأخير، وقال بعض نحويي الكوفة: عن بعض المفسرين: جواب (إذا السماء انشقت) قوله: (وأذنت) قال: ونرى أنه رأي ارتآه المفسر، وشبهه بقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر:73] لأنا لم نسمع جوابا بالواو في إذا مبتدأة، ولا كلام قبلها، ولا في إذا، إذا ابتدئت، قال: وإنما تجيب العرب بالواو في قوله: حتى إذا كان، وفلما أن كان، لم يجاوزوا ذلك؛ قال: والجواب في (إذا السماء انشقت) وفي ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣﴾ [الانشقاق:3] كالمتروك؛ لأن المعنى معروف قد تردد في القرآن معناه، فعرف وإن شئت كان جوابه: يأيها الإنسان، كقول القائل: إذا كان كذا وكذا، فيأيها الناس ترون ما عملتم من خير أو شر، تجعل (يأيها الإنسان) هو الجواب، وتضمر فيه الفاء، وقد فسر جواب (إذا السماء انشقت) فيما يلقى الإنسان من ثواب وعقاب، فكأن المعنى: ترى الثواب والعقاب إذا السماء انشقت، والصواب من القول في ذلك عندنا: أن جوابه محذوف ترك استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه، ومعنى الكلام: (إذا السماء انشقت) رأى الإنسان ما قدم من خير أو شر، وقد بين ذلك قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ٦﴾ [الانشقاق:6] والآيات بعدها.[31]
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٥﴾ [الانشقاق:5]: (وَأَذِنَتْ) استمعت أمره، يقال: (أذنت لك)، أي استمعت كلامك، وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء إذنه لنبي يتغنى بالقرآن»،[32][33] وقال ابن جزي: "معنى (أذنت) في اللغة: استمعت، وهو عبارة عن طاعتها لربها، وأنها انقادت لله حين أراد انشقاقها، وكذلك طاعة الأرض لما أراد مدها وإلقاء ما فيها وحقت أي حق لها أن تسمع وتطيع لربها، أو حق لها أن تنشق من أهوال القيامة، وهذه الكلمة من قولهم: هو حقيق بكذا، أو محقوق به، أي: عليه أن يفعله فالمعنى: يحق على السماء أن تسمع وتطيع لربها، أو يحق عليها أن تتشقق، ويحتمل أن يكون أصله حققت بفتح الحاء وضم القاف على معنى التعجب، ثم أدغمت القاف في القاف التي بعدها ونقلت حركتها إلى الحاء، وإذا الأرض مدت، أي زال ما عليها من الجبال، حتى صارت مستوية".[34]
{كادِحٌ}: جاهد في عملك والكدح جهد النفس في العمل والكد فيه، حتى يؤثر فيها من كدح جلده إذا خدشه، والكدح العمل والسعي والكد والكسب، وهو الخدش أيضاً، وباب الكل قطع، وقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ﴾ [الانشقاق:6]، أي ساع وبوجهه كدوح، أي خدوش، وهو يكدح لعياله ويكتدح أي يكتسب.
ومن طريف أمر الكاف والدال إذا وقعا فاء وعينا للكلمة دلّت على الجهد والدأب والتأثير، يقال فلان كدود: يكدّ نفسه في العمل ويتعبها، ومن المجاز كدّ لسانه بالكلام وقلبه بالفكر وكدّت الدواب الأرض بالحوافر وهي الكديد وكردت رأسي وجلدي بالأظفار إذا حككته حكا بإلحاح، وبئر كدود لا ينال ماؤها إلا بجهد وناقة كدود ورجل كدود: لا ينال درّها وخيره إلا بعد عسر، وكان ابن هبيرة يقول: كدوني فإني مكد أي سلوني فإني أعطي على السؤال، وكدر الماء عن ابن الأعرابي فيه اللغات الثلاث وماء أكدر وكدر بين.[35]
{ثُبُوراً} و {يَحُورَ}: (ثبوراً): الثبور الهلاك وفي المصباح: «وثبر الله الكافر ثبورا من باب قعد أهلكه وثبر هو ثبورا هلك يتعدى ولا يتعدى»، و{يَحُورَ}: يرجع، قال الراغب: الحور التردد في الأمر ومنه نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من التردد في الأمر بعد المضي فيه ومحاورة الكلام مراجعته، والحور العود الذي تجري فيه البكرة لترددها عليه، وفي المختار: «حار رجع وبابه قال ودخل» فالمصدر بوزن قول ودخول يقال حورا وحئورا ومحارا ومحارة، هذا وتأتي حار بمعنى صار فترفع الاسم وتنصب الخبر.[35]
{الشفق}: في الأصل الرقة، ومنه ثوب شفق إذا كان رقيقا، ومنه الشفقة وهو رقة القلب، وإذا كان هذا أصله فهو بالبياض أولى منه بالحمرة; لأن أجزاء الضياء رقيقة في هذه الحال وفي وقت الحمرة أكثف.[36]
{وَيَصْلى}: قرأ نافع والمكي وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وغيرهم بفتح الياء وإسكان الصاد وتخفيف اللام ولورش فيه تغليظ اللام مع الفتح وترقيقها مع التقليل.[38]
{ولَتَرْكَبُنَّ}: قرأ المكي والأخوان بفتح الباء على الخطاب الواحد إما للإنسان المتقدم أو للرسول ﷺ والباقون بالضم على الخطاب الجميع روعي فيه معنى الإنسان إذ المراد به الجنس.[39]
{قرئ}: إبدال الهمزة ياء مفتوحة لأبى جعفر وصلا ويقف بإسكانها، ووقف حمزة وهشام بخلفه بالإبدال ياء ساكنة، عليهم القرآن: لا يخفى، أعلم بما: الإدغام.[40]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.