Remove ads
من قواعد نحو عربي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الإدِّغام في اللغة هو مصدر الفعل «ادَّغَم»، وادَّغَم الشيءَ في الشيء: أدخله فيه، الإدخال.[1] والإدْغام في النحو العربي هو إدخال حرف ساكن بحرف آخر مثله متحرِّك، من غير أن تفصل بينهما بحركة أو وقف.[2][3] وقد دعا العرب إليه التقاء المتجانسين على ألسنتهم فعمدوا إليه طلبًا للخفة.[4] وسبب الإدغام أن العربية ترفض توالي الأمثال، كتابة لا نطقًا. فالشّدة دليل على الإدغام، والشدة تدل على حرفين مدغمين، أولهما ساكن، والثاني متحرك. وللإدغام ثلاثة أنواع: واجب، وجائز، وممتنع.[5] وهناك اهتمام بالإدغام في علم القراءات خاصة.
لا يقتصر الإدغام على المتماثلين بل يتعداهما إلى المتقاربين في الكلمة الواحدة أو الكلمتين. وأهم أنواع إدغام المثلين وهما أن يكونا متحركين أو مختلفين بين الحركة والسكون، ولكلٍ منهما شروط يتحقق بها.[4]
الإدِّغام في اللغة هو إدخال شيء في شيء آخر، مثل القول «أدغمت الثياب في الوعاء»، وتعني أنك أدخلتها فيه. والإدْغام في اصطلاح علوم اللغة العربية، هو إدخال حرف ساكن بحرف آخر مثله متحرِّك، من غير أن تفصل بينهما بحركة أو وقف، فيصبحان لشدة اتصالهما كحرف واحد، بحيث يرفتع اللسان وينخفض دفعة واحدة، مثل «مدَّ» و«شدَّ»، وأصلهما «شدْدَ» و«مدْدَ».[3]
يكون الإدغام في حرفين دائمًا أولهما ساكن وثانيهما متحرك. وجميع الحروف تدغم ويُدغم فيها، إلا الألف، لأنها ساكنة أبدًا فلا يمكن إدغام ما قبلها فيها، ولا يمكن إدغامها لأن الحرف يدغم في مثله، وليس للألف مثلٌ متحرّكة حتى يصح الإدغام فيها.[3]
يقول الرضي الاستراباذي في شرحه على شافية ابن الحاجب، الإدغام هو «وصل حرف ساكن بحرف مثله متحرك بلا سكتة عن الأول، بحيث يعتمد بهما على المخرج اعتمادة واحدة قوية.» ويؤكد أن الإدغام ليس الإتيان بحرفين، بل هو الإتيان بحرف واحد، فعنده «الإدغام تغيير الحرف بإيصاله إلى الثاني وجَعلَه معه كحرف واحد.»[6] وقد عدّ ابن جني الأدغام من باب التقريب، فالإدغام عنده «إنما هو تقريب الصوت من الصوت.»[7]
الإدغام عند علماء اللغة والقراءات قسمان:[3]
والإدغام هو:
والذي تُعنى به كُتبُ اللغة والقراءات عادةً هو الإدغام الجائز.[8]
الإدغام أحد أحكام التجويد هو دمج النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف الإدغام بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، هو حرف الإدغام.
إذا اجتمع الحرفان المتماثلان، فإما أن يكونا متحركين، وإما أن يكون أحدهما متحركًا وثانيهما ساكنًا، وإما أن يكون الأول ساكنًا والثاني متحركًا.[3] وحكم الإغام في كل هذه الصور:
والإدغام جائز في المواضع التالية:[9]
وأمّا الإدغام الواحب، ففي المواضع التي لا يمتنع ولا يجوز فيها الإدغام.
كما جاء في جامع الدروس العربية لمصطفى الغلاييني، للإدغام ثلاث أحوالٍ: الوجوبُ، والجوازُ، والامتناع.[10]
فيجب الإدغامُ في مواضع:[10]
وشذَّ فكُّ الإدغام الواجب في ألفاظِ لا يُقاسُ عليها، مثل «أَلِلَ السقاءُ والأسنان»(إذا تغيَّرت رائحتُهما وفسَدتْ)، و«دببَ الإنسان» (إذا نَبت الشَّعرُ ي جبينه)، و«ضَبِبَتُ الأرض» (إذا كثُرَت ضِبابُها)، و«قَطِطَ الشَّعر» (إذا كان قصيرًا جَعدًا). ويقال: قَطَّ بالإدغام أيضًا، ولَحِحت العين (إذا لَصِقت أجفانُها بالرمضِ) ولَخختْ (إذا كثُرَ دمعُها وغلُظت أجفانُها)، ويقال : لحَّت ولَخَّت بالإدغام أيضًا، ومَشَشتِ الدابةُ (إذا ظهرَ في وظيفها المَششُ)، وعَزُزتِ الناقةُ (إذا ضاق مجرى لبنها).[11] وشذّ في الأسماءِ قولُهم «رجلٌ ضففُ الحال» أي ضيّقُها وشديدُها، ويقال «ضَفُّ الحالِ» بالإدغام أيضًا. و«طعامٌ قَضيضٌ» أي فيه حصى صغارٌ أو تراب، ويقال «قضٌّ» بالإدغام أيضًا وقَضِضٌ بالتحريكِ. وهذا يُمنَع فيه الإدغام، لأنه اسمٌ على وزنِ «فَعِل».[11]
يجوزُ الإدغامُ وتركهُ في أربعة مواضع:[12]
وإن أتّصل بالمُدغَم فيه ألفُ الاثنين أو واوُ الجماعة أو ياءُ المخاطبة أو نونُ التوكيد فوجب الإدغام، لَزَوالِ سكونِ ثاني المِثلَينِ. مثل «لم يَمُدَّا ومُدَّا، ولم يَمُدُّواومُدّوا، ولم تَمدِّي ومُدي، ولم يَمُدِّنْ ومُدَّنْ، ولم يَمدَّنَّ ومُدَّنَّ». أما إن اتصل به ضمير رفعٍ متحركٌ، فيمتنع الإدغامُ.
وتكونُ حركةُ ثاني المثلين المُدغَمين في المضارع المجزوم والأمر، اللذين لم يتّصل بهما شيءٌ، تابعةٌ لحركة فائه، مثل «رُدُّ ولم يَرُدُّ، وعَضَّ ولم يَعضَّ، وفِرَّ ولم يَفرِّ». ويجوزُ أيضًا في مضموم الفاء، معَ الضمَّ، الفتحُ والكسرُ. كـ«رُدَّ ولم يرُدَّ» و«رَدَّ ولم يَرُدَّ». ويجوز في مفتوحها، مع الفتح الكسرُ «عَضِّ ولم يَعَضِّ». ويجوز في مكسورها مع الكسر، الفتحُ: «فَرَّ ولم يَفرَّ».
فأن المضموم الفاء يجوز فيه الضم والفتح، ثم الكسر؛ والكسر ضعيف، والفتح يشبه الضم في قوته وكثرته. وأن المفتوح الفاء يجوز فيه الفتح، ثم الكسر؛ والفتح أولى وأكثر. وأن المكسور الفاء يجوز فيه الكسر والفتح، وهما كالمتساويين فيه. فيكون جزم المضارع حينئذٍ بسكون مقدر على آخره، منع مع ظهور حركة الإدغام ويكون بناء الأمر على سكون مقدر على آخره، منع من ظهوره حركة الإدغام أيضًا. أن همزة الوصل في الأمر من الثلاثي المجرد مثل «أمدد»، يستغنى عنها بعد الإدغام، فتحذف، مثل «مد». لأنها إنما أتي بها للتخلص من الابتداء بالساكن، وقد زال السبب، لأن أول الكلمة قد صار متحركًا.[12]
يمتنعُ الإدغامُ في سبعة مواضع:[14]
لم تُبيِّن كتب اللُّغة لغات القبائل العربية في الإدغام، وإنّما اكتفت بشرح أحواله وتفصيلها، وإن كان بعضها يشير إشارات قليلة إلى مواضع منه تدغمها قبائل دول أخرى. بحسب مختار الغوث، يمكن أن يفهم من هذه الإشارات أن أهل الحجاز كانوا أصحاب الإظهار، وأن الإدغام لغيرهم.[8] فقد ذكر سيبويه في الكتاب أنَّ إظهار المثلين المتحرِّكين هو «عربيٌّ جيِّد حجازيٌّ». وكذلك قال أبو حيان الأندلسي في تقريب المقرب «إن إدغام التاء في الدال في وتد لغة تميم، والإظهار لغة الحجازيين.م كما أشار سيبويه أن الحجازيين يُظهرون اللام السَّاكنة قبل الرِّاء في «هل رأيت». وبرأي مختار الغوث إن نسبة الإظهار إلى لغة قريش هي اللائقة بها، المُتّسقة مع خصائصها التي تتَّسم بالوضوح وتمييز الحروف، في حين تَميلُ القبائل الأخرى إلى مزجها وتقريب بعضها من بعض.[16]
الإدغام الجائز قليل في القرآن، وأكثر ما فيه منه من باب الإدغام الصغير، وهو خاصٌّ بالحروف المتقاربة المخارج. وأكثر ذلك فيه إدغام: ذال (إذ)، ودال (قَد)، وتاء التأنيث، ولام (هل وبل) فيما يقاربها. هذا إلى جانب حروف أخرى في كلمات بعينها قليلة في القرآن، كالباء في الفاء، والباء في الميم، والفاء في الباء، والراء في اللام، واللام في الذال، والدال في الثاء، والثاء في الذال، والذال في التاء، والثاء في التاء، والدال في الذال؛ مثل «يُعَذِّبُ مَنْ»، «وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ»، «ارْكَب مَّعَنَا»، «نَخْسِفْ بِهِمُ»، «اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ».[16]
ليس كلُّ القرّاء يدغم هذه الحروف، بل ربَّما لا يدغم بعضهم منها إلّا قليلًا، وأقلهم إدغامًا هم أبو جعفر وابن كثير ويعقوب وعاصم ونافع. وأكثرهم إدغامًا بلا منازع أبو عمرو الذي اختصَّ بباب الإدغام الكبير في كتابه، يليه الكوفيون وابن عامر.[16]
وألّف أبو سعيد السيرافي من أهل القرن الرابع الهجري بعد فراغه من شرح سيبويه كتابًا عن الإدغام، وجاء في مقدمته: «أذكر فيه ما أدغمونه وأكتفي بذكر بعضه عن ذكر جميعه فما كان موافقًا لمذهب سيبويه فقد مرّ الاحتجاج به...وما خالفه ذكرنا من الاحتجاج له ما نتحرّى فيه الحق. » فالحق بالكتاب بابين: أحدهما باب الإدغام عند الكوفيين، والثاني باب ادغام القراء.
الإدغام أحد أحكام التجويد هو دمج النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف الإدغام بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، هو حرف الإدغام.[17] وينقسم إلى:
تدغم النون الساكنة مع الحرف الذي يليها مع الشد (في الحرف الذي يلي النون) والغنة مقدار حركتين ويكون مع الاحرف المجموعة في كلمة «يَنْمُو» وهذا النوع من الإدغام يسمى الإدغام الناقص لبقاء الغنة مثل ذلك: من يعمل، من ورائهم، لمن يشاء، من ملجا، فمن نكث.
تضم النون الساكنة إلى الحرف الذي يليها (لا تنطق النون تماما)مع شده دون الغنة ويكون مع حرفي الراء واللام ومثال ذلك من ربهم، ان لن.
في قوله تعالى «طسم» تدغم النون الواقعة في نهاية السين بالميم فتقرأ «طا سيميم» وليست «طا سين ميم».
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.