مملكة سبأ
مملكة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول مملكة سبأ?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
سَبَأْ (نحو 800 ق م - 575م): هي مملكة عربية جنوبية.[1] عُرف كيان سبأ في مطلع نشأته - كبقية الكيانات السياسية في جنوبي جزيرة العرب - من مكون واحد فقط وهو قبيلة سبأ، وفي القرن الثامن ق م، اتحدت سبأ مع قبيلة فيشان. وكان مكان استيطان قبيلة سبأ في وادي ذنة في منطقة مأرب العاصمة التاريخية لمملكة سبأ، وفي صرواح.[2] وبحسب اليونسكو، ظهرت سبأ في فترة ما من الألفية الأولى قبل الميلاد.[3] استمر كيان سبأ ستة عشر قرناً على أكثر تقدير، منها ثلاثة قرون من القبيلة والتكوين، وإثنا عشر قرنا من السلطة والدولة، وقرن من التدهور. لتكون بذلك أطول دولة عمراً في تاريخ العرب علي الاطلاق.
مملكة سبأ | |||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||||||||||
خريطة تقريبية لمملكة سبأ في عام 296م. | |||||||||||||||
عاصمة | مأرب (800 ق م - 380م) ظفار يريم (380م - 523م). | ||||||||||||||
نظام الحكم | ملكية | ||||||||||||||
اللغة | السبئية | ||||||||||||||
الديانة | الوثنية (ألفية 1 ق.م - 380م). التوحيدية، اليهودية، المسيحية (380م - 630م). | ||||||||||||||
المجموعات العرقية | عرب، ساميون | ||||||||||||||
مكرب | |||||||||||||||
| |||||||||||||||
التاريخ | |||||||||||||||
| |||||||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
كشفت النقوش الأثرية منذ القرن الثامن قبل الميلاد عن وجود قبائل مهمة في أهم الأودية المنخفضة في جنوب الجزيرة العربية، والتي كان يرأسها شخص يحمل لقب الملك، والأهم منه من يحمل لقب "مُكَرِّب" أي: موحد.[4] وكان يوجد عند مصب الأودية واحات واسعة مزروعة، وفي وسطها مدن صغيرة، كانت تسكنها النخبة القبلية، وتمارس فيها عبادة الآلهة الرئيسية المحلية. كما شكلت العديد من القبائل في القرن الثامن والسابع قبل الميلاد الممالك. واشتهرت بالأسماء التالية (مهامر، وإنبأ، وكمنا، وهرم، ونشان، ومعين، وسبأ، وأوسان، وقتبان، وحضرموت، وغيرها).[5][6]
ظهر اسم سبأ في نقوش جنوب الجزيرة العربية ضمن ألقاب أقدم الحكام حوالي العام 750 ق م وفقاً لراي عالم السبيئيات كريستيان روبن،[7] أو فيما بين العام (800 ق م - 740 ق م) حسب تقدير العالم الألماني فون ويسمان،[8][9]وهي تقديرات يؤيدها العالم البارز "نوربرت نيبس".[10] لعب السبئيون دورًا بارزًا في تطوير تجارة القوافل عبر الجزيرة العربية، بالتحالف مع مدينة تيماء. بعد أن قضى تغلث فلاسر الثالث على الدول الآرامية وضم دمشق، تدفقت بضائع وحمولات قوافل السبئيين إلى بلاد ما بين النهرين، وتم تأمين التجارة من خلال الجزية المدفوعة لملوك آشور. وفي عام 732 ق م، نجد نقشاً آشوري يشير إلى قبيلة سبأ بين سكان الجزيرة العربية الذين دفعوا الجزية للملك تغلث فلاسر الثالث.[11]ومن نفس الفترة تقريبًا نجد نص يشير فيه الحاكم "نينورتا كودري أوصر" إلى هجوم قام به على قوافل من تيماء وسبأ خلال السنة السابعة من حكمه أي العام 738 ق م تقريباً، وهذه أقدم الإشارات إلى سبأ المؤكدة.[12][13]بفضل هذه التجارة، تنامت ثروة قبيلة سبأ، مما أتاح لزعمائها الأفضلية في عقد التحالفات مع زعماء القبائل والحواضر المجاورة. وقد استغل الزعماء السبئيون ثروتهم في زيادة أملاك قبيلة سبأ، وذلك بشراء الأراضي المحيطة لمأرب من كبراء القبائل المحلية، وتجلت تلك السياسية بشكل واضح في عهد "يثع أمر وتر" أول مكرب مؤكد. وبالقرب من مأرب، تم بناء شبكات الري الأولى على يد يثع أمر وتر ووالده، وبفضل تلك الهياكل تم ري مناطق كانت قاحلة وميتة في السابق - حولت البلاد إلى واحة غنية.
بناءً على حوليات دور شروكين ونقش ملكي، فقد دفع "إيتامرا السبئي" جزية لسرجون الثاني نهاية السنة السابعة من فترة حكمه أي عام 715 ق م.[14] ووفقاً لنقش أثري خاص للملك سنحاريب في ذكرى انشاء المعبد في رأس السنة الآشورية عام 685 ق م، قدم (كربئيلو ملك سبأ) هبة تتضمن أحجار كريمة وتوابل بهذه المناسبة.[15]وقد أكدت النقوش السبئية ثبات هذه المعلومات المذكورة في النصوص الأشورية وصحتها، فهي تذكر المكربان العظيمين يثع أمر وتر وكربئيل وتر، اللذان تركا لنا كلٍ على حده، سجلاً رائعاً عن فترة حكمه من خلال نقشين طويلين في معبد إيل مقه في مدينة صرواح، وكان كلاهما من بناة المدن وقاما بتحصين المدن، وسيطروا على معظم جنوب شبه الجزيرة العربية بفضل شبكة من التحالفات القبلية والأخوة القبلية والفتوحات الواسعة.
خلال القرن السابع قبل الميلاد شهدت دولة سبأ إتساعاً مهولا تحت حكم كربئيل وتر. لتجد منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية نفسها موحدة ولعدة قرون تالية، فانتشرت الأنماط المعمارية والفنية المشتركة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. وفي واقع الأمر، هي نفس الفترة التي انتقل فيها سكان جنوب شبه الجزيرة العربية بشكل كثيف إلى الحبشة المجاورة، ونشروا فيها أساليبهم المعمارية وفنهم وكتابتهم؛ وترى "أفانزيني" أن الوجود السبئي في الحبشة نوع من الاستعمار بدوافع اقتصادية.[16]وفي القرن السادس والخامس قبل الميلاد، بني السد الكبير، الذي مكّن من زراعة الفواكة والأشجار المظللة في واحتي يسران وأبين بشكل وافر، وهي الجنتين الموصوفة في القرآن. في هذا الوقت، وصل السبئيون إلى مراحل متطورة جداً في الهندسة الزراعية، حيرت الباحثين وأذهلتهم. ومن صور النهضة الزراعية، بساتين الكَرْم الواسعة لزراعة العنب في صحراء السبعتين — مأرب ونشق.[17]
خلال النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد تقهقرت مملكة سَبَأ سياسياً وإقتصادياً أمام مملكة قتبان ومعين المجاورتين، وفقدت سيطرتها على بقية الممالك العربية الجنوبية، وتقلصت إلى جوهرها الأولي، من مأرب وصرواح مع نفوذ على نشق في الجوف. في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، فقد الحكام السبئيون لقب (مكرب)، وحل محله لقب (ملك)، نتيجة صعود مملكة قتبان مكان سبأ. وفي هذا الوقت سيطرت مملكة معين على تجارة البخور مع الشرق القديم، وأقامت محطات تجارية في أواسط وشمال جزيرة العرب، شاركها في تلك التجارة قتبان ونجران.[18]خلال القرون التالية، لم يطرأ على تلك الممالك تغير كبير. ومع ذلك، كان النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد فترة إعلان عن حدوث تغييرات كبيرة تمثلت في الحروب والمجاعات والجفاف. في هذا الوقت، انتهى التوازن الهش الذي كان يحكم العلاقات بين ممالك جنوب الجزيرة العربية، وتجزأت الممالك، وانفصلت العديد من قبائل المرتفعات من نفوذ مملكة قتبان، وكذلك بعض قبائل المنخفضات مثل أوسان، التي استطاعت استعادة مملكتها بحلول القرن الأول قبل الميلاد. وفي الوقت الذي كان يتسارع فيه تقهقر ممالك القوافل في الأراضي المنخفضة، لعبت جماعات قبلية جديدة دوراً متزايداً في المرتفعات، واحدة من تلك القبائل - قبيلة حمير، التي فرضت نفسها في فترة قصيرة كسلطة إقليمية كبيرة. وفي عام 26 ق م/25 ق م عانت عدة مراكز حضرية من أزمة أكثر خطورة تجسدت بالحملة الرومانية. بحلول هذا الوقت، تم الاستغناء عن تجارة القوافل بشكل تدريجي لصالح الطريق البحرية، وفي هذه الفترة اختفت مملكة معين. أدت هذه التغيرات إلى تحول كبير في الخارطة السياسية لجنوب شبه الجزيرة العربية.
خلال الفترة التي تلت الغزو الروماني حوالي 24 ق م، سيطرت الأسرة الريدانية على مملكة سبأ، في إِنْدِمَاج أدى إلى ظهور لقب "مكرب سبأ وذي ريدان"،[19] لاحقاً تم استبداله بلقب " ملك سبأ وذي ريدان"، وأقدم من وصلنا إلينا يحمل هذا اللقب هو الملك ذمار علي وتر يهنعم.[20][21] شهدت فترة وحدة مملكة سبأ، استقرارا سياسياً ورخاءاً اقتصاديأ تحت حكم الأسرة الملكية بني ذي ريدان، وقد حكم خلال الفترة فيما بين (نحو 24 ق م - 120م)، إثنا عشر حاكماً، منهم ثلاثة صكوا العملة بإسمهم. وفي هذه الفترة، نشأت علاقة صداقة بين ملوك سبأ والأباطرة الرومان من خلال الهدايا والسفراء. وفي هذا الوقت أيضاً، نشأت علاقة تجارية مع الأنباط، وقد ترك لنا التجار الأنباط نقشا في صرواح مؤرخ بسنة 7 ق م.[22]
على النقيض من القرن الأول الميلادي الهادئ نسبياً، شهد القرن الثاني الميلادي تغييرات سياسة غير مسبوقة في جنوب الجزيرة العربية. في هذه الفترة، انتشرت الأوبئة والصراعات التي لا نهاية لها بين جميع الكيانات القبلية، وتزامن مع ذلك انهيار سد مأرب. في حوالي عام 120م، استولى الشرح يحضب الأول على مأرب في انقلاب على الملك الريداني عمدان بين يهقبض، بمساندة قبائل المرتفعات الشمالية. خلال الربع الثاني من القرن الثاني الميلادي، تنازع حكام القبائل (الأقيال) من المرتفعات الشمالية لليمن على لقب "ملك سبأ وذو ريدان" مع سلالة بني ذي ريدان، وفي أواسط القرن الثاني الميلادي استعاد الريدانيون مأرب لفترة قصيرة. في عام 160م فصاعدًا، عادة مملكة سبأ يرأسها أمراء قبائل المرتفعات (ردمان، إتحاد سمعي، وغيمان). وقد استمر هذا القهر "لبني ذي ريدان" أكثر من 120 عامًا.[23] خلال هذا الوقت، نجد تغيرات في شمال سبأ، حيث نشاهد ظهور قبائل جديدة في واحة نجران وتثليث ومرتفعاتها: مذحج والأزد وكندة– قحطان، التي على ما يبدو لم ترضى عن حكم أمراء المرتفعات لمملكة سبأ. أدت تلك الأحداث إلى انفصال تلك القبائل عن سبأ التي استحوذ عليها أمراء المرتفعات، لتكون لنفسها كيانات سياسية صغيرة مستقلة، لقبوا فيها أنفسهم "ملوك"، وبعد بضع عقود نجد هذه القبائل أيضا تدخل منافسة السيطرة على مأرب.[24]
في الفترة فيما بين (275م - 280م)، استعاد "بني ذي ريدان" مأرب عاصمة سبأ، على الرغم من مقاومة نشأ كرب يأمن يهرحب آخر ملك سبئي ينتمي إلى المرتفعات الشمالية.[25] وفي تسعينيات القرن الثالث الميلادي، قام شمر يهرعش بضم مملكة حضرموت. وفي هذا الوقت تم توحيد جميع أراضي جنوب شبه الجزيرة العربية ضمن مملكة سبأ الموحدة لأول مرة.[26] لم يتوقف ملوك سبأ - سلالة بني ذي ريدان - عند توحيد جنوب الجزيرة العربية. ففي عهد ثأران يهنعم، بدأت سياسة توسعية باتجاه شمال شبه الجزيرة العربية، واستطاع حفيدة أبو كرب أسعد من توسيع حدود المملكة حتى قلب الجزيرة العربية، مع إنشاء حاميات في الحجاز ونجد،[27] عهد بإدارتها إلى قبيلة كندة.[28] وفضلاً عن ذلك، تحول الملك أبو كرب أسعد (مع والده وأخيه) ومن بعده أمراء كبرى القبائل إلى التوحيدية كدين رسمي. وتم هجر المعابد الوثنية، وتوقفت النقوش الأثرية عن ذكر الآلهة القديمة لصالح "رب السماء والأرض".[29]
في القرن السادس الميلادي، كان حكام سبأ من ملوك حمير، تارة يهوداً، وتارة أخرى مسيحيين تابعين للنجاشي يتلقون دعماً من بيزنطة. فقد عيّن الأحباش الملك المسيحي معد كرب يعفر على العرش، وعقبه الملك اليهودي يوسف أسار يثأر حوالي العام 522م. وقد أرغم هذا الأخير سكان جنوب الجزيرة العربية المسيحيين اعتناق الديانة اليهودية واحرق المدن التي عارضت ذلك وعذب المسيحيين الذين رفضوا ذلك. ونظراً لعنفه غير المسبوق، فقد لقيت مذبحة مسيحيي نجران صدى واسعاً في جميع أنحاء العالم المسيحي، وأدت إلى قيام حملة انتقامية قادها ملك أكسوم بمساندة بيزنطة، والذي قضى على الملك يوسف في أوائل سنة 530م، ونصب على العرش تابعاً مسيحياً أطاح به قائد حبشي اسمه أبرهة. اتسمت فترة الحُكام هذه بانحسار مملكة سبأ، حيث تراجعت التجارة البحرية، وفقد الحكام شرعيتهم وضعفت سلطاتهم. وهناك صورة أخرى لهذا الانحسار تمثلت في توقف كتابة النقوش الأثرية التي تعود لحضارة جنوب الجزيرة العربية منذ 560م. ووفقاً للمصادر الكتابيه لا الآثارية، فقد تولى الحكم بعد أبرهة اثنين من أبنائه، تميزت فترة حكمهما بقصرها وشيوع الاستبداد. وقد وضع الموت الشنيع لآخر ملك مسروق حداً لدولة سبأ، والذي تمت الإطاحة به بمساعدة من بلاد فارس الساسانية. وقد أسفر عن فترة الفوضى التي تلت ذلك، تدخل فارسي ثانٍ انتهى بتنصيب حاكم على رأس كل إقليم يصبح تحت السيطرة الفارسية حوالي عام 575م. وفي النهاية اعتنق باذان آخر حاكم فارسي الإسلام، وأعلن الولاء لمحمد ﷺ عام 630م.[30]