أبو كرب أسعد
ملك سبئي عربي / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أبو كرب أسعد بن حسان ملكي كرب الحميري (نحو 350م - 440م): مؤسس وأول ملوك عصر ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويَمَنة وأعرابهم في الطود وتهامة. ويعد أبو كرب أسعد من أعظم ملوك سبأ، وأوسعهم ملكاً، وأطولهم عهداً، وأقواهم سلطاناً وهيبة ونفوذاً، وأكثرهم عدَّة وغارات، وأظفرهم كتائب، وأحسنهم نظاماً وعدلاً، وأغزرهم علماً بالفلك، وقد لقبه العرب (أسعد الكامل).[1]وفي عهده انتهجت دولته سياسة توسعية باتجاه شمال شبه الجزيرة العربية، واتسعت حدود مملكته إلى قلب الجزيرة العربية، مع إنشاء حاميات في الحجاز ونجد،[2][3]عهد بإدارتها إلى قبيلة كندة.[4]
أبو كرب أسعد بن ملكي كرب الحميري | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة | |||||||
فترة الحكم | (375م - 440م) | ||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
تاريخ الميلاد | 350م تقريباً | ||||||
تاريخ الوفاة | 440م | ||||||
الحياة العملية | |||||||
المهنة | ملك | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
اتصل أبو كرب أسعد بالحكم منذ أيام أبيه ملكي كرب، وكان ظهوره لأول مرة كملك متوج ومشاركاً أبيه اللقب الملكي في وثيقة أركيولوجية من مأرب حوالي العام 375م.[5][6]وبعد نحو سنة أضيف شقيقه ذرأ أمر أيمن إلى اللقب الملكي، ويعود أقدم نقش ملكي مؤرخ تم العثور عليه لأبي كرب أسعد وشقيقه ذرأ أمر أيمن إلى سنة 487 بالتقويم الحميري الموافق 377م.[7]وفي شهر ذي داون سنة 493 حـ في التقويم الحميري الموافق كانون الثاني/يناير 383م نجد هؤلاء الملوك الثلاثة (ملكي كرب وابنيه أبي كرب أسعد وذرأ أمر أيمن ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت) يقدمون الحمد والشكر إلى (رب السماء)، وذلك لقيامهم بأعمال بناء.[8][9]
بعد وفاة الملك حسان ملكي كرب حوالي العام 385م، انفرد الشقيقان أبو كرب أسعد وذرأ أمر أيمن بالعرش، ولدينا لكل منهما نقشان من أوائل عهدهما، مؤرخة بسنة 387م و388م.[10][11] واتسم عهد أبي كرب بالاستقرار الداخلي، وقد تقاسم أبو كرب أسعد وشقيقه ذرأ أمر أيمن مهام إدارة الدولة بينهما مدة، ويظهر من خلال النقوش أن ذرأ أمر أيمن كان مهتما بالشؤون الداخلية والعمران أكثر منه محاربا أو قائداً، وقد ساند شقيقه ولم يكن نداً له. ثم أشرك أبو كرب عددًا من أبنائه بالتدرج، بدءاً من ابنه الأكبر حسان يهأمن، وقام بتوزيع المهام الملكية بين هؤلاء الشركاء.[12][13][14]
قام أبو كرب أسعد وابنه حسان بحملات كبيرة بهدف السيطرة على طرق القوافل، وقد نجح في هذا المشروع، واستطاع أن يحكم حتى أواسط الجزيرة العربية، وشجعته تلك الانتصارات أن يوسع لقبه الملكي ليؤكد سلطانه الواسع الذي لم يسبقه فيه ملك من سبأ بلقب "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة وأعرابهم في الطود وتهامة" وهو لقب اتخذه في حوالي العام 430 م.[معلومة 1][15]وقد عهد أبو كرب أسعد إلى قبيلة كندة إدارة نجد والحجاز وملك عليها حجر بن عمرو الكندي، الذي ذكر اسمه ضمن الملوك إلى جانب أبو كرب.[16][17][18] وفي ذلك قال محمد بن حبيب البغدادي:«كان تبع أبو كَرِب لما أقبل يريد العراق، نزل بأرض معد، فاستعمل عليهم حُجر بن عمرو وهو آكل المُرار، فكان يحسن السيرة فيهم».[19]آخر النقوش المؤكدة التي تم العثور عليها للملك أبي كرب أسعد كان في شهر ذي خريف سنة 543 في التقويم الحميري الموافق شهر آب/أغسطس سنة 433 بعد الميلاد، وذكر معه شركاؤه في الملك حسان يهأمن، ومعدي كرب، ومرثد، وشرحبيل يعفر.[20]هناك نقش آخر غير مؤكد مؤرخ بسنة 435م أو 445م وفقاً لرأي كريستيان روبن.[21][22][معلومة 2]
يزعم الأخباريون العرب أن أبو كرب أسعد هو من نشر اليهودية والعقيدة التوحيدية بين اليمانيين، وفي هذا يقول الدكتور جيرمي شيتيكات: «في عهد أبي كرب أسعد أصبحت اليهودية الديانة الرسمية للدولة».[4]وفعلاً وجدت دلالات قوية لليهودية في زمن أبو كرب أسعد، فأحد النصوص تذكر رجلا يدعى "يهودا يكف" يشكر رب السماء الذي خلق كل شيء- رب بني إسرائيل، ويبني معبداً بمباركة الملك ذرأ أمر أيمن.[23][12]
يظهر أن حكم الملك أبي كرب أسعد كان حكمًا طويلًا، وأنه عمّر طويلًا أيضًا؛ وذلك لأنه كان ملكًا إلى سنة 435م (مؤكد)، وبما أنه كان قد ذكر ملكًا مع والده في سنة 375م، ومع والده وشقيقه سنة 377م، فيكون مجموع حكمه ستين عاماً.[24]وإذا افترضنا أنه كان في حوالي خمسة وعشرين عاماً من عمره يوم ذكر مع أبيه، فيكون عمره إذن يوم وفاته بضع وثمانين عاماً.[5]ويقترح كريستيان روبن أن أبا كرب أسعد ظل ملكاً حتى سنة 440م أو 445م،[25][26]مستدلاً بعدد من النصوص والمعايير، وعلى ذلك يكون حكمه قد دام 65 عاماً، وربما 70 عاماً، وعمره جاوز تسعين عاماً.[27][معلومة 3]