Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العمارة الإسلامية هي الخصائص البنائية التي استعملها المسلمون لتكون هوية لهم، وقد نشأت تلك العمارة بفضل المسلمين وذلك في المناطق التي وصلها كشبه جزيرة العرب والعراق ومصر وبلاد الشام والمغرب العربي وتركيا وإيران وخراسان وبلاد ما وراء النهر والسند بالإضافة إلى المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل الأندلس (إسبانيا حاليا) والهند. وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها كثيرًا بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته. وتختلف من منطقة لأخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة، حيث ينتشر الصحن المفتوح في الشام والعراق والجزيرة العربية بينما اختفى في تركيا نتيجة للجو البارد وفي اليمن بسبب الإرث المعماري. وكذلك نرى تطور الشكل والوظيفة عبر الزمن وبتغير الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للسكان.
تشمل العمارة الإسلامية الأنماط المعمارية للمباني المرتبطة بالإسلام، و والتي تشمل كلًا من الأساليب العلمانية والدينية منذ بداية تاريخ الإسلام وحتى يومنا هذا. يشمل العالم الإسلامي منطقة جغرافية واسعة تمتد تاريخياً من غرب أفريقيا وأوروبا إلى شرق آسيا، حيث أن هناك قواسم مشتركة معينة بين أنماط العمارة الإسلامية في جميع هذه المناطق، ولكن مع مرور الوقت، طوّرت مناطق مختلفة أساليبها الخاصة وفقًا للمواد والتقنيات المحلية، والسلالات المحلية والرعاة، والمراكز الإقليمية المختلفة للإنتاج الفني، وأحيانًا الانتماءات الدينية المختلفة.
تأثرت العمارة الإسلامية المبكرة بالعمارة الرومانية، والبيزنطية، والإيرانية، وبلاد ما بين النهرين، وجميع الأراضي الأخرى التي فتحتها الفتوحات الإسلامية المبكرة في القرنين السابع والثامن، وفيما بعد طورت خصائص مميزة في شكل المباني وفي زخرفة الأسطح بالخط الإسلامي، والأرابيسك، والزخارف الهندسية. تم اختراع عناصر معمارية جديدة مثل المآذن، والمقرنصات، والأقواس متعددة الفصوص، تشمل أنواع المباني الشائعة أو المهمة في العمارة الإسلامية المساجد، والمدارس، والمقابر، والقصور، والحمامات العامة، والمساكن الصوفية مثل الخانقاه أو الزوايا، والنوافير، والسبل، والمباني التجارية مثل الخان والبازارات، والتحصينات العسكرية.[1][2]
عند بداية ظهور الإسلام خصص النبي محمد (صًلى الله عليه وسلم) مبنا خاصا للتعبد وهو المسجد، وانتشرت المساجد في عهد النبي حتى شملت كل أجزاء الجزيرة العربية، وازداد انتشارها بفضل الفتوحات الإسلامية، وكانت العمارة مستمدة من فنون العمارة في العصر الجاهلي. بدأ العصر الإسلامي بتشكيل الإسلام تحت قيادة محمد (صًلى الله عليه وسلم)، في أوائل القرن السابع للجزيرة العربية، كان المسجد الأول عبارة عن هيكل بناه النبي (صًلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة عام 622، مباشرة بعد هجرته من مكة، وهو ما يتوافق مع موقع المسجد النبوي الحالي عادة ما يوصف بأنه منزله، ولكن ربما تم تصميمه ليكون بمثابة مركز مجتمعي منذ البداية، حيث تكون من فناء بسيط مبني من الطوب الخام، مع مخطط أرضي مستطيل، شبه مربع، تبلغ مساحته حوالي 53 × 56 مترًا، وكان يوجد رواق مظلل مدعوم بجذوع النخيل في الجانب الشمالي من الفناء، نحو اتجاه الصلاة القبلة التي كانت في البداية باتجاه القدس، وعندما تم تغيير القبلة باتجاه مكة عام 624، تمت إضافة رواق مماثل على الجانب الجنوبي المواجه لتلك المدينة. عاش محمد (صًلى الله عليه وسلم) وعائلته في غرف منفصلة ملحقة بالمسجد، ودُفن في إحدى هذه الغرف عند وفاته عام 632. خلال الفترة المتبقية من القرن السابع والقرن الثامن، تم توسيع المسجد بشكل متكرر ليشمل قاعة صلاة كبيرة ذات سقف مسطح مدعومة بأعمدة تسمى قاعة أعمدة مع فناء مركزي، وأصبح أحد النماذج الرئيسية للمساجد الأولى التي بنيت في أماكن أخرى. يتفق العلماء عمومًا وباستثناء المسجد النبوي، على أن الهندسة المعمارية في شبه الجزيرة العربية لم يكن لها سوى دور محدود في صياغة العمارة الإسلامية اللاحقة.[2][2][3][4]
قبل بدء الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع، كانت القوتان الرئيسيتان في الشرق الأوسط وعالم شرق البحر الأبيض المتوسط هما الإمبراطورية البيزنطية، والإمبراطورية الساسانية، وقامت هاتان الإمبراطوريتان بزراعة تقاليدهما المعمارية الرئيسية، الأراضي الحدودية بين هاتين الإمبراطوريتين في مناطق الصحراء والسهوب في سوريا، وفلسطين، وبلاد ما بين النهرين، وشمال شبه الجزيرة العربية، قامت باحتلالها دولتان قبليتان عربيتان عميلتان وهما اللخميون الذين كانوا عملاء للساسانيين، وكانت عاصمتهم في الحيرة في العراق الحالي، والغساسنة الذين كانوا عملاء للبيزنطيين وقاموا بحماية حدودهم الشرقية.
اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي، ودمجوا مالديهم من فنون العصر الجاهلي في الجزيرة العربية مع فنون البناء للغساسنة فكثيرا ما يختلف في نسبة المباني إما للأمويين أو للغساسنة، وكانت آثار الغساسنة بدورها متأثرة بالعمارة البيزنطية والساسانية، فالطراز الأموي يمثل مرحلة انتقالية من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي.[5]
في هذا العصر نرى تطورا كبيرا في طرق البناء فقد ابتكر الأمويون فنون في اشادة الابنية والقصور والمساجد استفاد منها الحضارات اللاحقة التي اخذت من طراز البناء الأموي ونقلت عنه، فنجد العقود واستخدام الجمالونات الخشبية المجملة على أكتاف من الحجر. كانت الفتحات في الغالب مستطيلة ويتم تحميل الحائط من فوقها عن طريق توزيع حمله على عقد نصف دائري. ودخل استخدام المرمر في الأرضيات.
الجامع الأموي بدمشق درة الابنية الإسلامية من العصر الأموي، تم تحويله من معبد قديم إلى جامع إسلامي تخطيطه مستطيل وله قبة مهيبة تسمى (قبة النسر) وثلاثة مأذن، في جانب القبلة توجد عدة أروقة مسقوفة يتوسطها القبة وفي الجانب المقابل لها يو جد رواق ممتد على صف من الاعمدة التاريخية ويوجد بالمسجد صحن مستطيل مكشوف تتوسطه بحرة وبناء سداسي الشكل مزخرف قائم على اعمدة ويحفل الجامع بفنون العمارة الإسلامية.
من أبرز الأمثلة على العمارة السكنية في هذا العصر, قصر الحير الغربي في بادية الشام وسط سوريا له بوابة وابراج ذات طراز مميز وكذلك مدينة الرصافة التي تسمى رصافة هشام نسبة لهشام بن عبد الملك التي تعد نموذج رائع من فن العمارة الأموية، وقصر المشتى بجنوب عمان وينسب للحاكم الأموي الوليد بن عبد الملك وهو مستطيل التخطيط محاط بأبراج نصف دائرية ويوجد به من الداخل أفنية للتهوية بدلا من النوافذ على الخارج وذلك لضمان الخصوصية والامان وكذلك من فنون البناء في العصر الأموي المسجد الأقصى في القدس. كان يوجد أيضا قصر عمرة والذي دخل في بنائه العقود الكبيرة.
من العمارة في هذا العصر نجد مسجد سامراء من أكثر المباني المميزة في هذا العصر له منارة كبيرة التي تعلوه وتشبه بشكلا كبير الزيجورات الأشورية. بدأ أيضا في هذا العصر النظر إلى تخطيط المدينة عمومًا بدلا من النظر لكل مبنى على حدا، وفي مدينة بغداد خير مثال على هذا، فنجد انها خططت تخطيطا دائريا حتى سميت بالمدينة المدورة وتحتوي على أربعة مداخل منها باب خرسان وباب البصرة وباب الكوفة.
جاء أحمد بن طولون إلى مصر في عام 254 هـ وعين واليا على مصر من قبل العباسيين عام 259 هـ وقام بنقل عمارة العباسيين في العراق إلى مصر فهو الجامع الذي سمي باسمه والذي يعد فريدا من نوعه بمئذنته الشهيرة وله سلم خارجي أيضا أما الثالث والرابع فهما قمة المئذنة وبهما فتحات مستطيلة الشكل. أما تخطيط المسجد فهو يميل إلى الاستطالة ويحتوي على الصحن التقليدي وغن كان أضيف له ميضأة في المنتصف تخدم المصلِّين. وعلى جوانب الصحن توجد أروقة للصلاة مسقفة ويحتوي جانب القبلة على العدد الأكبر منها والعقود في هذا المسجد من الداخل من العقود المدببة المحمولة على بدنات الأعمدة أو أكتاف مستطيلة المقطع. وكان السقف عبارة عن كمرات خشبية مشغولة بالزخارف والآيات القرآنية.
أدى دخول الإسلام بطريقة سلمية في القرون الوسطى في وقت مبكر من تاريخ الصومال إلى التأثر بـ المعمار الإسلامي من شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس، الأمر الذي حفز على التحول في مواد البناء إلى حجر المرجان والطوب المجففة بالشمس، والاستخدام واسع النطاق للحجر الجيري في العمارة الصومالية. وقد بنيت العديد من التصاميم المعمارية الجديدة مثل المساجد على أنقاض الهياكل القديمة، وهي ممارسة من شأنها أن تستمر مرارا وتكرارا على مر القرون التالية. متطابقة مع وجود الإسلام القديم في منطقة القرن الأفريقي، المساجد في الصومال تعد من أقدم المساجد على مستوى القارة بأكملها. وكانت ميزة معمارية المآذن وحدها التي جعلت من المساجد الصومالية متميزة عن المساجد الأخرى في أفريقيا.
لعدة قرون كان مسجد أربع ركن (الأركان الأربعة) ( 1269 )، و المسجد الجامع في مركا ( 1609 ) و مسجد فخر الدين زنكي ( 1269 )، في الواقع، المساجد الوحيدة في شرق أفريقيا التي لديها مآذن. مسجد فخر الدين زنكي يعود تاريخه إلى العصر الذهبي، وقد بنيت جدرانه من الرخام والحجر المرجاني ويتضمن خطة مستطيلة التعاقد مع محور المحراب على شكل قبة. واستخدم البلاط المزجج أيضا في زخرفة المحراب، واحد منها يحمل نقيشة مؤرخة بالقرن 13, والجامع يتشكل من قاعدة مستطيلة مع برج اسطواني كبير مكونا معمارا فريدا في العالم الإسلامي. وتطورت أضرحة تكريم آباء وأمهات الصوماليين (ممن اعتبروا أولياء) من عادات الدفن الصومالية القديمة. في جنوب الصومال كانت عمارة الضريح في القرون الوسطى تفضل نمط القبر العمودي بينما في الشمال تتكون الأضرحة في الغالب من قباب وخطط مربعة.
الباحث العلمي بيتر ج لو، في دراسة نشرت في مجلة "ساينس"، حلل انماط الزينة للعمارة الإسلامية في 1300 واكتشف نموذج معقد عُمل ابتدا من البلاط المضلع ومن النجوم التي تُسمى جيرة (girih).رسم متطور ودقيق للغاية الذي في الغرب اكتشف لأول مرة في عام 1970 بفضل حدس الفيزيائي وعالم الرياضيات البريطاني روجر بنروز. في الواقع وراء ما يبدو حتى الآن من قدرة المدرسة الحرفيه المتطوره كان يخفى معادلات رياضية التي في الغرب فُهمت بعد 500 سنة، ابتداء من عام 1970.[6]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.