الكويت
دولة في غرب آسيا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول الكويت?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
ٱلْكُوَيْت أو (رسميًا: دَوْلَةُ ٱلْكُوَيْت)؛ هي دولة عربية تقع في الشرق الأوسط من جنوب غرب القارة الآسيوية، وتحديدًا في الركن الشمالي الغربي للخليج العربي الذي يحدها من الشرق، بينما يحدها من الشمال والغرب جمهورية العراق ومن الجنوب المملكة العربية السعودية. تبلغ مساحتها الإجمالية 17,818 كيلومتر مربع، في حين يبلغ عدد السكان طبقًا لآخر إحصاء 4,67 مليون نسمة.[19] جاءت تسمية الكويت من تصغير لفظ «كوت» الذي يعني الحصن أو القلعة، وقد شُيّد بالقرب من الساحل في القرن السابع عشر ميلادي.[20] تأسست مدينة الكويت عام 1613[21][22] وتولى الحكم فيها أسرة آل صباح وهم فرع من قبائل العتوب، وكان غالب سكان الكويت منذ تأسيسها يمتهنون الغوص على اللؤلؤ والتجارة البحرية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، الأمر الذي ساعد على تحويل الكويت إلى مركز تجاري في شمال الخليج العربي وجعلها ميناء رئيسياً لكل من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.[23] وقد ظلت مهنة الغوص على اللؤلؤ العصب الأساسي للاقتصاد الكويتي حتى عام 1946 حين بدأت الحقبة النفطية بتصدير أول شحنة نفط.[24]
حافظت إمارة الكويت على استقلالها الداخلي عن الدولة العثمانية من خلال حكم أسرة آل صباح[25] وهو الوضع الذي استمر حتى عهد الشيخ مبارك الصباح (1896-1915) والتي أصبحت الكويت في عهده تحت الحماية البريطانية بعد توقيع اتفاقية الحماية مع الإمبراطورية البريطانية في 23 يناير عام 1899،[26] استغل الكويتيون هذه المعاهدة في بناء وتدعيم وإرساء قواعد الدولة الحديثة، إذ وفرت تلك المعاهدة للكويت الاستقرار السياسي الخارجي إلى حد كبير، لكن معاهدة الحماية البريطانية أُلغيت في 19 يونيو سنة 1961،[27] وأُعلن عن استقلال دولة الكويت، وفي 11 نوفمبر سنة 1962 أُصدِرَ الدستور.[28]
سياسيًا، تعدّ الكويت إمارة وراثية يحكمها أمير من ذرية الشيخ مبارك الصباح،[29] ونظام الحكم فيها هو ملكي دستوري،[30] وتتميز بنظام برلماني متمثلًا بمجلس الأمة الذي يمثل السلطة التشريعية.[31] بينت المادة السادسة من الدستور أن نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة، التي هي مصدر السلطات جميعًا.[32] مدينة الكويت هي العاصمة السياسية والاقتصادية لدولة الكويت، ففيها مقر الحكم والحكومة ومراكز البنوك الرئيسية، وسوق الكويت للأوراق المالية. الكويت عضو مؤسس في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي منظّمة الدول المصدرة للبترول - أوبك، وعضو في منظمة التعاون الإسلامي، عضو في جامعة الدول العربية منذ عام 1961، وعضو في الأمم المتحدة منذ عام 1963. تعدّ الكويت حليف رئيسي خارج الناتو للولايات المتحدة.[33]
بدأت الحقبة النفطية بالكويت عام 1936 حينما اكتشف أول بئر نفط في منطقة بحره شمال الكويت،[34] إلا أن النفط المكتشف لم يكن بكميات تجارية حتى اكتشف حقل برقان والذي توقف العمل به 1942 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية؛ ومع انتهاء الحرب عادت أعمال الحفر بالحقل [35] لتصدر أول شحنة نفط في 30 يونيو سنة 1946.[24] من الناحية الاقتصادية، تعد الكويت أحد أهم منتجي ومصدري النفط في العالم، فتمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم[36]، إذ يتواجد في أرضها 8.5% من احتياطي النفط بالعالم[37]، ويمثل النفط والمنتجات النفطية ما يقرب من 87% من عائدات التصدير و80% من الإيرادات الحكومية.[38][39] تعدّ الكويت من البلدان ذات الدخل المرتفع بحسب تصنيف البنك الدولي. تعود أسباب تلك القوة الاقتصادية إلى ضخامة الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) 167.9 مليار دولار، ونصيب الفرد المرتفع من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ قرابة 45,455 دولار أمريكي في عام 2011، محتلة بذلك المركز الثامن عالميًا، والثاني عربيًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي.[40]
عُرفت مدينة الكويت منذ أوائل القرن السابع عشر بالقرين ثم طغى اسم الكويت، وتسمية «القرين» و«الكويت» هما تصغير من «قرن» و«كوت» على التوالي، والقرن يعني التل أو الأرض العالية؛ أما الكوت فهي القلعة أو الحصن، ومعناه البيت المبني على هيئة قلعة أو حصن بجانب الماء. شاعت هذه تسمية أيضًا في العراق ونجد وما جاورهما من البلدان العربية.[41]
وكلمة «كوت» تطلق على البيت المربع المبني كالحصن أو القلعة، وتبنى حوله البيوت الصغيرة وتكون صغيرة بالنسبة لحجمه، ويكون هذا البيت مقصدًا للسفن والبواخر التي ترسو عنده لتتزود منه بما ينقصها من الوقود والزاد وغير ذلك من حاجيات السفر. ولا تطلق كلمة الكوت إلا على ما بني قريبًا من الماء سواءً كان بحرًا أو نهرًا أو بحيرة أو مستنقع.[42] وقد استعمل العرب هذه الكلمة وصرفوها تصريف الكلمات العربية من حيث التثنية والجمع والتصغير فيقال كوتان وأكوات وكويت للتصغير وكوتيّ نسبًا.[42] كما شاع استعمال الكلمة في نجد والعراق وعربستان. لا يعرف على وجه التحديد تأثيل كلمة «كوت» إلا أن هناك من يرى أنها من أصل بابلي، حيث كان للبابليين مدينة تدعى كوت. وقد ورد ذكر هذه المدينة في الإنجيل بالعهد القديم في سفر الملوك الثاني الإصحاح 17 آية 24 ما نصه «وأتى ملك آشور من بابل وكوت وعوا وحماه».[43]
وهناك من يرجع أصل الكلمة إلى اللغة الهندية حيث توجد مدينة «كال كوت» بالهند والتي تعني «قلعة كال»[44] فيما يرجعها البعض إلى اللغة العربية، فيحتمل أنها محرفة من كلمة قوت العربية، إذ أنَّ معنى الكوت (بقلب حرف القاف إلى كاف) هو مخزن الأقوات، [44] أما البعض الآخر فيرى أن أصل الكلمة يرجع للغة البرتغالية.[44]
التاريخ القديم
كشفت أعمال التنقيب التي تمت في مناطق مختلفة في الكويت عن وجود آثار تاريخية ضاربة في القدم. على سبيل المثال عُثر في منطقة برقان على أدوات حجرية كرؤوس سهام وأزاميل تعود إلى العصر الحجري الوسيط، وعثر في منطقة الصليبيخات على أدوات صوانية تعود إلى العصر الحجري الحديث. كما عُثر على بعض الآثار في جزيرة فيلكا وجزيرة أم النمل تعود إلى الحضارة الهلينستية حيث تأثر سكان الكويت في تلك الفترة بالحضارة الدلمونية التي استقرت في البحرين، والحضارة الكاشية التي استقرت في العراق.[45]
في القرن السادس قبل الميلاد عاش الهيلينستيون في جزيرة فيلكا في تل يسمى باسم تل خزنة.[46] كان أول ظهور للكويت في التاريخ هو في عهد اليونانيين في القرن الثالث قبل الميلاد، حين استولت قوات الإسكندر الأكبر على جزيرة فيلكا، وأسماها اليونانيون باسم إيكاروس،[47] كانت الجزيرة سكنًا لبعض اليونانيين وبعض التجار الأجانب وبعض السكان المحليين، وبسبب المنافسة التي برزت بين البيزنطيين في سوريا والبتراء وملوك مصر قلت أهمية الجزيرة، كما يوجد في فيلكا معبد يوناني لخدمة الإله أبولو.[48]
تسمية الجزيرة مختلف عليها، فهناك من يقول بأن التسمية يونانية، وهناك من يقول بأن التسمية برتغالية وهناك من يقول بأن التسمية عربية، كانت الجزيرة تُسمّى باسم أفانا،[49] وسميت أيضًا باسم فيلكا وتعني في اللغة اليونانية الجزيرة البيضاء، ويحتمل أن تكون اللفظة محرفة من كلمة فيلكس في اللغة اليونانية التي تعني الجزيرة السعيدة.[50]
في عام 1958 اكتُشف حجر إيكاروس الذي أثبت بشكل مؤكد أن الجزيرة كانت تسمى إيكاروس في أيام الإسكندر الأكبر،[51] كما أطلق على الجزيرة اسم فيلكا أو فيلچا بلفظ السكان المحليين، وهي كلمة مأخوذة من كلمة فلج بمعنى الماء الجاري والأرض الطينية الصالحة للزراعة وسميت بهذا الاسم في العصور الإسلامية الأولى.[52]
حدثت معركتان في الكويت في جبل واره، كانت الأولى هي يوم أوارة الأول والثانية هي يوم أوارة الثاني، المعركة الأولى كانت بين المنذر بن ماء السماء وقبيلة بكر بن وائل التي خرجت عن طاعته، فسار إليهم ليرجعهم إلى طاعته فأبوا، فقاتلهم وهزمهم وكان قد أقسم بأن يقتلهم في أعلى جبل واره حتى يسيل دمهم إلى الوادي، فبدأ في قتلهم في قمة الجبل، ولكن الدم جمد فقيل له لو صببت الماء لوصل الدم إلى الوادي، فصبوا الماء ووصل الدم إلى الوادي،[53] وفي المعركة الثانية أعلنت قبيلة تميم العصيان على عمرو بن هند ملك الحيرة، وأغاروا على إبله، فقاتلهم وهزمهم، وأسر منهم الكثير وأمر بقتلهم وحرقهم في جبل واره.[53]
التاريخ الإسلامي
شهدت أرض كاظمة الواقعة في محافظة الجهراء والتي تبعد 40 كم شمال مدينة الكويت على ساحل جون الكويت معركة ذات السلاسل في عام 12 هـ وهي من معارك الفتح الإسلامي لفارس، وقعت المعركة بين المسلمين بقيادة الصحابي خالد بن الوليد والساسانيين بقيادة هرمز. وقد مُني الفرس بهزيمة قاسية مما مكّن المسلمين من التمدد نحو العراق وفارس.[54] في الفترة من نهاية القرن التاسع إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي دخلت منطقة الكويت مع جزء كبير من شبه الجزيرة العربية تحت حكم القرامطة القوي الذي هدد الخلافة العباسية في بغداد؛ وبعد اضمحلال هذه الدولة نشأة على أنقاضها مجموعة من الإمارات المحلية ذات الصفة القبلية واستمرت إلى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. كان ميناء كاظمة على ساحل الكويت يؤدي في تلك الفترة وظيفة البوابة البحرية لشرقي الجزيرة العربية.[55]
ثم تعرضت الكويت لنفوذ مملكة هرمز لمدة مئتي عام في القرنين 14 و15 قبل أن يستولي البرتغاليون عليها سنة 1507م فانتقل حكم الكويت إليهم لفترة من الزمان.[56] وعندما حاول العمانيون التخلص من النفوذ البرتغالي وطردهم منها، أرسل أهالي قريتي القرين وكاظمة سنة 1649م سفنًا وسلاحًا وأموالًا إلى سلطان عمان ناصر بن مرشد لمعاونته في تلك الحروب.[57]
التاريخ الحديث
تأسست مدينة الكويت سنة 1613 كمدينة تجارية على ساحل الخليج العربي واستوطنها العتوب الذين استأذنوا بني خالد حكام الإحساء سنة 1715 بالإقامة فيها فأذنوا لهم،[58] فاستقروا فيها تحت حماية بني خالد[59][60] حيث زاولوا التجارة وامتهنوا الغوص لجمع اللؤلؤ والتجارة البحرية من وإلى الهند، وازدهرت أعمالهم وازداد عدد السكان في المدينة. وفي سنة 1783 خاضت الكويت أولى صراعاتها مع القوى الإقليمية، حين نشبت معركة الرقة البحرية ضد قبيلة بني كعب بالقرب من جزيرة فيلكا، وانتهت المعركة بانتصار الكويتيين، تلى ذلك بناء أول سور دفاعي حول مدينة الكويت سنة 1783 بلغ طوله 750 مترًا[61]، فيما بني السور الثاني للمدينة عام 1815 وبلغ طوله 2300 مترًا.[62]
حافظت الكويت على استقلالها عن الدولة العثمانية حتى عام 1871 حين قرر العثمانيون توسيع نفوذهم في منطقة شرق الجزيرة العربية، فاستولوا بمشاركة أمير الكويت على الاحساء والقطيف، وأسسوا لواء نجد ثم قاموا بدمج إمارة الكويت وإمارة قطر إداريًا بالدولة العثمانية ليصبحان قضائين تابعين لولاية بغداد[63] وذلك ضمن سلسلة واسعة من الإصلاحات الإدارية عرفت باسم «التنظيمات العثمانية»، وتقرر رُفع العلم العثماني الأحمر سنة 1871م على السفن الكويتية بدلًا من العلم السليمي، وحصل الشيخ عبد الله بن صباح على لقب قائم مقام.[64] وعلى الرغم من تلك الإصلاحات الإدارية لم يتغير شيء على أرض الواقع في العلاقات العثمانية الكويتية فقد كان لقب قائم مقام الذي حمله حكام الكويت ينظر لهُ كمنصب شرفي، وتعهدت الدولة العثمانية باستمرار الحكم الذاتي في الكويت.[65] فلم تتواجد أي إدارة مدنية عثمانية داخل الكويت ولا أي حامية عسكرية للعثمانيين، كما لم يخضع الكويتيين للتجنيد في خدمة الجيش العثماني ولم يدفعوا أي ضربية مالية لهم.[66] وظل هذا الوضع السياسي قائمًا حتى عهد الشيخ مبارك الصباح (1896-1915) حين أصبحت الكويت في عهده تحت الحماية البريطانية بعد توقيع اتفاقية الحماية مع الإمبراطورية البريطانية في 23 يناير عام 1899.[26]
كان الشيخ مبارك الصباح قد دخل في أزمة سياسية مع العثمانين استمرت من عام 1896 إلى عام 1899 بسبب مقتل شقيقه حاكم الكويت الأسبق محمد الصباح، ومحاولة العثمانيين استغلال الحادثة لفرض سيطرتهم التامة على الكويت[67]، مما دفعه إلى طلب الحماية البريطانية في سبتمبر من عام 1897، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، ذلك لأن بريطانيا لم تكن ترى ضرورة التدخل في شؤون المنطقة، إلا أنها غيّرت موقفها ووافقت على إبرام الاتفاقية في 23 يناير سنة 1899 بسبب خشيتها من امتداد النفوذ الألماني الذي كان يسعى لمد سكة حديد من برلين إلى كاظمة شمال جون الكويت. ظلت الكويت خاضعة للنفوذ العثماني حتى سنة 1899، حيث ارتبطت بمعاهدة مع الإمبراطورية البريطانية وقّعها الشيخ مبارك الصباح مع ممثل بريطانيا في 23 يناير 1899 في الكويت عرفت باسم معاهدة الصداقة الأنجلو-كويتية.[64][68] ينص أحد بنود الاتفاقية بأن لا يقبل الشيخ مبارك وكيلًا أو قائم مقام من جانب أي حكومة وأن يمتنع عن منح أو بيع أو رهن أو تأجير أي قطعة أرض من أراضي الكويت لدولة أخرى دون أن يحصل على إجازة من بريطانيا.[68] بالمقابل حصلت بريطانيا على العديد من المزايا، منها إقامة مكتب بريدي تابع لشركة الهند البريطانية للملاحة، وعلى تعهد من الشيخ مبارك بعدم السماح لأي حكومة أخرى بإنشاء مكتب بريد في بلاده[69] ثم تبعها إنشاء وكالة سياسية في الكويت عام 1904، [70] وهو ما منح بريطانيا سيطرة على سياسة الكويت الخارجية مقابل التعهد بالحماية .[71][72][73][74][75]
في عام 1901 هاجم الشيخ حمود الصباح والشيخ جابر المبارك الصباح قبائل ابن رشيد من شمر في الرخيمة وغنموا غنائم عديدة.[76] وفي نفس العام حشد الشيخ مبارك قوات كبيرة وسار إلى حائل عاصمة دولة آل رشيد والتقى مع عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد في معركة الصريف في شمالي غرب بريده، هُزم ابن رشيد في بداية الأمر[77] إلا أن المعركة انتهت بانتصار قوات عبد العزيز الرشيد وعادت نجد لنفوذه. وفي عام 1903 أغارت قوات مشتركة بقيادة كل من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والشيخ جابر المبارك الصباح على سلطان الدويش في جو لبن بالصمان بسبب ميله لابن رشيد وغنموا 5,000 رأس من الإبل،[78] وفي عام 1910 حدثت معركة هدية بين مبارك الصباح وعبد العزيز بن سعود أمام ابن سعدون زعيم المنتفق، قاد القوات الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح، وأغار على جيش السعدون الذي كان أكثر منهم عددًا، فانهزموا وتركوا الكثير من الأمتعة والإبل والخيل للسعدون، وقد سميت بذلك المعركة باسم "معركة هدية".[79] قدم بعض الدعم المالي للدولة العثمانية في حروبهم مع الطليان في ليبيا.[80]
وفي عام 1914 واجهت الدولة العثمانية المتاعب المثارة بينها وبين سلطان نجد، ووجدت في الشيخ مبارك الصباح الرجل الذي يمكنه المساعدة في إيجاد صيغة مشتركة بينها وبين عبد العزيز آل سعود لحل المشكلات.[81] لعبت الكويت دور الوساطة في مؤتمر الصبيحية الذي عقد في جنوب الكويت، ويلاحظ أن مراسلات الشيخ مبارك الصباح مع الدولة العثمانية لم تكن تختم بلقب قائمقام، بل كان يسمي نفسه «حاكم الكويت ورئيس قبائلها»،[81] وفي عام 1914 قرر مبارك الصباح رفع علم خاص به، وهو علم أحمر وفي وسطه كلمة كويت، واختار من العلم ثلاثة أشكال: مثلثًا للإمارة ومربعًا للدوائر الحكومية ومستطيلًا للسفن، طرأت على هذا العلم بعض التعديلات الطفيفة ولكن استمر العمل به حتى عام 1961م.
وخلال فترة حكم الشيخ مبارك شهدت الكويت نهضة تعليمية، إذ شُيّدت أولى المدارس النظامية في الكويت عام 1911 وسميت باسم المدرسة المباركية تيمنًا بالشيخ مبارك، كما شُيد في عهده أيضًا أول مستشفى نظامي في مدينة الكويت ودائرة الجمرك. بعد وفاة الشيخ مبارك في سنة 1915 خلفه ابنه الأكبر الشيخ جابر المبارك الصباح، لكن فترة حكمه لم تستمر سوى سنتين حتى وفاته، فخلفه أخوه الشيخ سالم المبارك الصباح في الحكم[83]، الذي دخل في نزاع حدودي مع سلطنة نجد مما أدى لنشوب معارك مع جماعة الإخوان وبناء السور الثالث حول مدينة الكويت سنة 1920[84]، وبعد شهور من بناء السور هاجم الإخوان الكويت في معركة الجهراء.[85] توفي الشيخ سالم المبارك الصباح في سنة 1921، وخلفه في الحكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي أنهى المشاكل بين الكويت ونجد، ووقع معاهدة العقير في 2 ديسمبر 1922 والتي رُسمت فيها حدود سلطنة نجد الشمالية مع مملكة العراق من جهة والكويت من جهة أخرى.[86] شهد عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح أول حدث سياسي منظم ساهم في تحديد السلطات في الدولة وطريقة إدارتها وأول مشاركة مباشرة من الشعب في إدارة شؤون البلاد وذلك بعد إنشاء مجلس الشورى في عام 1921، لكن أعمال المجلس لم تستمر طويلًا بسبب عدم تفرغ أعضائه لشؤونه فأنهى أعماله بعد شهرين من إنشائه.[87]
في يناير 1928 هاجم الإخوان بادية الكويت وقاموا بسلب الجمال والأغنام، مما دفع القوات الكويتية بقيادة علي الخليفة الصباح وعلي السالم الصباح لملاحقتهم والاشتباك معهم في معركة الرقعي،[88] تعرضت الكويت لأمطار غزيرة عام 1932 أدت لتهدم العديد من المنازل وتضرر أكثر من 18,000 شخص، وعرفت هذه السنة بالهدامة.[89] كما شهدت الكويت في عهده نهضة سياسية تمثلت في تأسيس أول مجلس تشريعي عام 1938، وهو أول مجلس نيابي منتخب في تاريخ الكويت السياسي.[90]
في سنة 1937 اكتُشف أول بئر نفط وهو بئر بحره[92]، إلا أن النفط لم يصدّر بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، بعدها صدرت أول شحنة نفط في 30 يونيو سنة 1946.[93] وفي سنة 1948 تأسست مدينة الأحمدي، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح،[94] في 29 يناير 1950 توفي الشيخ أحمد الجابر الصباح، فتولى الحكم في 25 فبراير سنة 1950 الشيخ عبد الله السالم الصباح الملقب «أبو الدستور»، إذ كان أول من دعى إلى تنظيم الحياة السياسية في الكويت ووضع دستور لها،[95] وفي عهده تأسس المجلس الأعلى[96] وظهر التوسع العمراني، مما أدى لهدم سور المدينة سنة 1957[97] والإبقاء على بواباته الخمس وبدأ الناس بالخروج من داخل السور.[98][99]
وفي 19 يونيو سنة 1961 ألغيت معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير عام 1899، وأُعلن استقلال دولة الكويت،[100] وبعد الاستقلال قرر أمير الكويت آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح أن يؤسس نظامًا ديمقراطيًا يشترك فيه الشعب بالحكم، وكانت البداية بوضع دستور دائم للكويت، فتقرر عمل انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب يصيغون الدستور، وفي يوم 26 أغسطس 1961 أصدر الشيخ عبد الله السالم الصباح مرسوم أميري رقم 22 لسنة 1961 يقضي بإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي.[101] في 11 نوفمبر سنة 1962 صدر الدستور الجديد،[102][103] وفي 7 سبتمبر 1961م صدر قانون جديد بشأن العلم الوطني ليكون العلم الجديد رمزًا لاستقلال البلاد، فاستبدل العلم القديم بالجديد صبيحة يوم 24 نوفمبر 1961.[104] استمر المجلس التأسيسي بالعمل لغاية 20 يناير 1963 ولاحقًا حل نفسه لإجراء أول انتخابات برلمانية في تاريخ الكويت لاختيار أعضاء مجلس الأمة الأول والتي جرت في 23 يناير 1963، ثم تشكّلت الوزارة لأول فصل تشريعي بتاريخ الكويت في 28 يناير عام 1963 وكانت برئاسة الشيخ صباح السالم الصباح.[105][106]
وفي عام 1965 توفي الشيخ عبد الله السالم الصباح، فتولّى أخوه الشيخ صباح السالم الصباح مقاليد الحكم حتى وفاته في 31 ديسمبر 1977،[107][108] يذكر أن الشيخ صباح هو أول وزير للخارجية في تاريخ الكويت وذلك بالوزارة الأولى من عام 1962، وبعد وفاته تولّى الشيخ جابر الأحمد الصباح الحكم في 31 ديسمبر سنة 1977، وكان صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي[109]، وفي 8 فبراير 1978 عيّن الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح وليًا للعهد [110] وذلك بعد أن قامت أسرة الصباح بتزكيته كولي للعهد من بين ثلاثة منافسين وهم صباح الأحمد الصباح وجابر العلي الصباح.[111]
في صيف عام 1982 حدثت أزمة سوق المناخ، وهي إحدى أكبر الهزات في تاريخ الكويت الاقتصادي، حين عجز العديد من المتداولين في بورصة الكويت عن دفع بعض الشيكات المؤجلة،[112] وكان العديد من المستثمرين يشترون ويبيعون الأسهم بالآجل، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الأسهم ثم انخفاضها بشكل كبير وتسبب بحدوث أكبر أزمة اقتصادية في الكويت.[113] وقد حلت الحكومة المشكلة بعد شراءها أسهمًا بقيمة 2,5 مليار دولار أمريكي.[114]
وفي 2 يوليو سنة 1986 تم حل مجلس الأمة الكويتي من قبل الأمير.[115] وفي عام 1983 تعرضت الكويت لسلسلة من التفجيرات وقعت في مدينة الكويت، أطلق عليها اسم تفجيرات الكويت 1983 واستمرت من ديسمبر 1983 إلى مايو 1988. استهدفت الهجمات منشآت أجنبية وكويتية وسفارات أجنبية مهمة في الكويت ويعتقد أن منفذي التفجيرات منظمات راديكالية بقيادة حزب الدعوة العراقي. شملت التفجيرات كل من السفارة الأمريكية في الكويت، وموكب الشيخ جابر الأحمد الصباح، والمقاهي الشعبية، بالإضافة لخطف طائرتي الجابرية وكاظمة. في يوم 25 مايو 1985 تعرّض الشيخ جابر لمحاولة اغتيال باءت بالفشل حين كان في طريقة إلى مكتبه في قصر السيف،[116][117] وكانت هذه المحاولة عن طريق سيارة مفخخة،[118] وقتل في تلك العملية اثنان من مرافقيه،[119][120] يعتقد بأن سبب محاولة الاغتيال هو موقف الكويت من حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، حيث أيدت الكويت العراق في الحرب،[121] وكانت المحاولة من مناصري إيران في الحرب،[117] ونفذ العملية عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي[122][123] وهو «جمال جعفر علي الإبراهيمي» المعروف باسم «أبو مهدي المهندس»،[119] واتهمت الكويت إيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.[124] وفي عام 1988 اختُطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية اسمها «الجابرية» وقتل الخاطفون بعض ركابها، اتهمت الكويت حزب الله بالوقوف وراء حادثة الاختطاف.[125][126][127]
في 2 أغسطس عام 1990 غزا العراق الكويت، وأعلن بعدها في 4 أغسطس عن تأسيس جمهورية الكويت التي سيرت شؤونها حكومة كويتية مؤقتة برئاسة أحد ضباط الجيش الكويتي وهو العقيد علاء حسين. استمرت الحكومة حتى 8 أغسطس 1990، حتى إعلان ضم الكويت للعراق، واعتبارها المحافظة التاسعة عشر للعراق،[128] وعيّن قائد الجيش الشعبي يومها عزيز صالح النومان محافظًا للكويت،[129] إلا أن الأمم المتحدة لم تعترف بهذا القرار وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت.
استمر الاحتلال العراقي 7 شهور، وخلاله كان للكويتيين دور كبير في مقاومة الجيش العراقي، ففي يوم 24 فبراير سنة 1991 هاجم الجيش العراقي منزلًا يتحصن فيه 19 من المقاومين، عرف لاحقًا باسم بيت القرين، قُتل أثناء الهجوم العراقي 12 فردًا من المقاومين بينما دُمر البيت بشكل جزئي، واليوم تحول هذا البيت إلى متحف لعرض أحداث الغزو.[130] اندلعت حرب الخليج الثانية بعد هذه الحادثة بين العراق وتحالف دولي من 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق استخدام الأراضي السعودية، أسفرت الحرب عن انتصار قوات التحالف وتحرير دولة الكويت في يوم 26 فبراير 1991. يُذكر أن المملكة العربية السعودية قد استضافت المواطنين الكويتيين أثناء الحرب.
وقبل تحرير الكويت بأيام، دمر الجيش العراقي ما يُقارب من 1073 بئر نفطي في الكويت، وذكر الخبراء بأن الآبار لن تطفئ قبل ثلاثة سنوات، بدأ العمل على إطفاء الآبار في 3 مارس من عام 1991 أي بعد أسبوع واحد من التحرير، وفي 6 نوفمبر من نفس العام تم إخماد آخر بئر نفطي مشتعل في الكويت.[131] كان الشيخ سعد العبد الله الصباح من أوائل القادمين للكويت بعد التحرير، وأصبح حاكمًا للبلاد بعد تطبيق الأحكام العرفية[132] التي رُفعت في 26 يونيو من عام 1991 أي بعد أربعة أشهر من تطبيقها.[133]
وفي 15 يناير من عام 2006 توفي الشيخ جابر الأحمد [134] ونودي بالشيخ سعد العبد الله الصباح أميرًا للكويت بحسب الدستور حيث كان ولي العهد، وبسبب ظروفه الصحية ومرضه، [135] عُزل بقرار من البرلمان،[136] وبويع الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرًا لدولة الكويت وكان في وقتها رئيسًا لمجلس الوزراء.[137] في 29 يناير سنة 2006 بويع الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرًا للكويت، وأدى اليمين الدستورية في 29 يناير من نفس العام.[138] وتم تعيين الشيخ نواف الأحمد الصباح وليًا للعهد بعد تزكيته من الأمير[139] ومبايعته في مجلس الأمة.[140]