التأثير الحضاري للمسيحية
التأثير الحضاري للمسيحية ضخم وشديد التشعب، إضافة إلى أنه يشمل جميع مجالات الحضارة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول التأثير الحضاري للمسيحية?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
التأثير الحضاري للمسيحية مُعقّد ويشمل مجالات الحضارة كافة؛ حيث لعبت الديانة المسيحية دورًا رئيسيًا في تشكيل أسس وسمات الثقافة والحضارة الغربية.[1][2][3][4][5] إذ أثرّت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون وحياة الأسرة والموسيقى. تلونت طريقة التفكير الغربية تحت تأثير المسيحية ما يقرب ألفي سنة من تاريخ العالم الغربي، [6] كما كانت مصدرًا رئيسيًا للتعليم فقد تم تأسيس العديد من الجامعات في العالم من قبل الكنيسة، [7][8][9] ويُشير عدد من الباحثين والمؤرخين كذلك إلى دور المسيحية الرائد في رعاية وتطوير العلوم، [10][11] فقد كانت أيضًا المسؤول الرئيسي عن نشوء بعضها كعلم الوراثة، وساهمت في ظهور الثورة العلمية، [12][13][14][15] إلى جانب تقديم الرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية. كما كان لها تأثير واضح في العمارة فقد أنتجت كاتدرائيات لا يزال بعضها قائمًا بين مآثر وروائع الهندسة المعمارية الأكثر شهرًة في الحضارة الغربية. كان دور المسيحية في الحضارة متشابكًا بشكل معقد في تاريخ وتشكيل أسس المجتمع الغربي، وكان جزء كبير من تاريخ الكنيسة مرتبطًا بالغرب.[16]
أول صف (من اليمين): تمثال بيتتا • جداريّة يد الله • القديس جرجس • كيرلس وميثوديوس • شجرة عيد الميلاد |
هوامش |
الكنيسة هي أقدم مؤسسة في العالم الغربي، وقد أثرت في تطور الفلسفة الغربية، والقانون، والحكومة، والفن، والموسيقى، والعلوم، والخدمات الاجتماعية والتعليم. |
نشأت المسيحية عام 27 من جذور مشتركة مع اليهودية وتعرضت للاضطهاد من قبل الإمبراطورية الرومانية، لكنها أصبحت في عام 380 الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، فشاركت بشكل معقد في السياسة الأوروبية ولا يزال تأثيرها السياسي راسخ حتى اليوم في العالم الغربي، وكانت تعاليم يسوع والوصايا العشرة مصدر الهام للقوانين الغربية وذات تأثير أخلاقي على الفكر الغربي، [17] وشكلّت تعاليم يسوع والكتاب المقدس واحدة من ركائز الحضارة الغربية، [18][19][20] وتركت بصمة واضحة على الفلسفة الغربية. بعض من أمثال يسوع، مِثل مَثل السامري الصالح، تعد اليوم مصدرًا مهمًا لمفاهيم حقوق الإنسان.[21] وكان أيضًا لتعاليم المسيحية ولاهوتها أثر على الزواج والحياة الجنسية، كذلك كان للمرأة نصيب من المسيحية حيث رفعت الكنيسة من قيمتها وزادت من تأثيرها على المجتمع، وكان لها دور بارز في تاريخ المسيحية، [22] رفضت الكنيسة وأد الأطفال وحاربت ظاهرة العبودية، [23] ورفضت الطلاق، وسفاح المحارم، والمثلية الجنسية وتعدد الزوجات، وتنظيم النسل والإجهاض والخيانة الزوجية.[24]
لا يتوقف تأثير المسيحية على الحضارة الغربية فقد لعب المسيحيون أيضًا دورًا بارزًا ورياديًا في تطوير معالم الحضارة الإسلامية والشرقية.[25][26][27] ففي عهد الدولة العباسية نشط المسيحيون في الترجمة من اليونانية إلى السريانية ومن ثم للعربية، حيث كان معظم المترجمين في بيت الحكمة من المسيحيين، ونشطوا أيضًا بالطب والعلوم والرياضيات والفيزياء فاعتمد عليهم الخلفاء، [28][29] كما وقاد المسيحيون النهضة العربية بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية.[30] وحتى اليوم لهم دور فعّال في العالم العربي والإسلامي في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.[31][32] كذلك الأمر في الشرق الاقصى وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية للمسيحية إرث عريق ولا يزال في كافة المجالات خاصًة في التعليم والرعاية الصحية.[33][34][35][36]
المسيحية تعتبر أكبر ديانة في العالم إذ يبلغ عدد أتباعها أكثر من 2.2 مليار نسمة، [37] وتأثيرها على العالم واضح من خلال إنتشار ثقافتها الدينية؛ في أعيادها مثل عيد الفصح وعيد الميلاد كونها أيام عطل رسمية للأمم الغربية ولعدد كبير من الدول الغير مسيحية، [38] وكون تقويمها؛ التقويم الميلادي هو التقويم الأكثر انتشارًا في العالم وهو التقويم الدولي في العصر الحديث، وفي أنو دوميني أي تقسيم تواريخ البشرية إلى قبل وبعد ميلاد يسوع مؤسس المسيحية؛ وفي دور المسيحيون الهام في تطوير الحضارة؛ إذ ذكرت 75 شخصية مسيحية من مختلف المجالات في كتاب الخالدون المئة في قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية، [39] كما أنَّ حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 كانوا من المسيحيين.[40] وبات للمسيحية بصمة واضحة في الحضارة العالمية وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.[41][42][43]
انتُقدت العديد من الإجراءات الكنسيّة والتي كان لها تأثير عميق على المجتمع الغربي؛ تجدر الإشارة بوجه خاص الانتقادت الموجهة إلى الممارسات التعسفية والقاسية لمحاكم التفتيش الرومانية والإسبانية، ومحاكمة جاليليو جاليلي، ورفض منح سر الكهنوت للمرأة واضطهاد غير المسيحيين، كما وينتقد العديد من الباحثين دور المسيحية التاريخي في إذكاء مشاعر معاداة السامية ومعاداة المثليين والتمييز بحق النساء. كذلك يتطرق عدد من النقاد إلى علاقة المسيحية والعنف إذ تُعتبر كل من الحملات الصليبية والحروب الدينية في أوربا أبرز الأمثلة على العنف المسيحي. ومن القضايا الجدلية أيضًا قضية العبودية حيث يلقى البعض اللوم على الكنيسة لأنها لم تفعل ما يكفي لتحرير من العبودية، وعلاقة المسيحية والاستعمار إذ يتهم البعض المؤسسات المسيحية والمبشرين باستخدام التعاليم الدينيّة لتبرير الأعمال التعسُفيّة التي قام بها المستعمرين بحق السكان الأصليين، فضلًا عن أرتباط العديد من المؤسسات الكنسيّة ودعمها للأنظمة الديكتاتورية والشمولية في القرن العشرين بحسب العديد من النقّاد. في الآونة الأخيرة أثارت قضايا مثل نظرية الخلق وتطور والخلايا الجذعية وتنظيم النسل جدلًا وانتقادات في علاقة المسيحية مع العلوم.[44]