From Wikipedia, the free encyclopedia
الوحده العربيه (بالإنجليزي:Pan-Arabism) هيا ايديولوجيا بتنادي بالوحده بين الدول العربيه و ضمها فى دوله واحده من المحيط الاطلنطي لغاية الخليج العربي , و هيا ايديولوجيا وثيقة الصله بفكرة القوميه العربيه اللى بتنادي بالاعتزاز بالمكون العربي ف ثقافات الشعوب العربيه , و السعي للوحده السياسه و التكامل الاقتصادي بين الدول العربيه , و مقاومة التأثير الغربي على الثقافه و السياسه العربيه. فكرة الوحده العربيه انتشرت فى الخمسينات و الستينات , و ف العاده انصارها كانو من لاشتراكيين و المناهضين للتدخل الغربي فى سياسات الدول العربيه. الوحده العربيه اتحولت مع الوقت من مجرد فكره لعدد من المشروعات السياسيه بهدف توحيد الدول العربيه فى دوله واحده, لكن اغلبها فشل.[1]
| ||||
---|---|---|---|---|
ايدلوجيا سياسيه ، وحركه سياسيه | ||||
قومية عربية | ||||
تعديل |
اغلب المؤرخين عادة بيردوا اصل فكرة الوحده العربيه لجرجى زيدان مؤسس "حركة النهضه" . زيدان كان له تأثير مهم على الفكر العربي , و بشكل خاص على اعتناق اللغه العربيه الحديثه Modern Standardized Arabic كلغه موحده لكل الشعوب الناطقه بلهجات مشتقه من اللغه العربيه , بدل الفكره اللى كانت رايجه وقتها باعتماد اللغات و اللهجات المحليه فى كل دوله و خلاص. زيدان اشتغل على تحويل فكرته لرأي سنة من خلال كتابة روايات ادبيه باللغه العربيه بتحكي عن الابطال المحليين فى البلاد العربيه المختلفه و وضعهم فى سياق تاريخي عربي.
اول سياسي اهتم بفكرة جرجى زيدان كان الشريف حسين بن علي شريف مكه اللى كان بيحاول يستقل بعرب المشرق عن الامبراطوريه العثمانيه و يكون دوله عربيه مستقله تضم العراق و الشام و شبه الجزيره العربيه مع بعض .
فى 1915-1916 اتعقد اتفاق بين الشريف حسين و بين السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني على مصر فى الوقت ده . الاتفاق تم من خلال مجموعه من الرسايل اتعرفت بعد كده بإسم مراسلات حسين-مكماهون . المراسلات بتنص على ان بريطانيا هاتدعم مطالب عرب المشرق فى الانفصال عن الامبراطوريه العثمانيه بشرط ان عرب المشرق يساعدوا بريطانيا فى حربها ضد العثمانيين عن طريق انهم يعملوا ثوره شعبيه ضد العثمانيين.[2] لكن فى 1916 بريطانيا وقعت اتفاقية سايكس-بيكو مع فرنسا , بهدف تقسيم المشرق العربي بعد جلاء العثمانيين لمناطق نفوذ فرنساويه و انجليزيه . بعد استسلام العثمانيين فى 1918 , بريطانيا رفضت الالتزام بتعهداتها للشريف حسين . و فرنسا و بريطانيا قاموا بفرض الانتداب الاجنبي على الشام و العراق و سواحل شبه الجزيره العربيه. بريطانيا ادت للشريف حسين امارة الحجاز و صحرا جنوب شبه الجزيره اللى مالهاش اهميه استراتيجيه , و بعدها بفتره قصيره تمت الاطاحه بالشريف حسين فى انقلاب القبايل النجديه بزعامة ال سعود , اللى اسسوا المملكه العربيه السعوديه بعد كده.
فكرة الوحده العربيه اتطورت و نضجت بعد كده على ايد عدد من المفكرين السوريين فى التلاتينات زي قسطنطين زريق و زكي الارسوزي و ميشيل عفلق اللى كانوا هما نفسهم الرموز المؤسسه لأول حزب سياسي قومي عربي هو حزب البعث السوري .[3] افكار القوميه العربيه عند البعثيين السوريين كانت مرتبطه بدرجه كبيره بالماركسيه فى اواخر القرن التسعتاشر و اوائل القرن العشرين . كتابات زكي الارسوزي بعد كده كان فيها تأثر واضح بأفكار النقاء العرقي عند النازيه و الشوفينيه الوطنيه اللى كانت سايده فى اوروبا فى الوقت ده .
الملك عبد الله الاول بن الشريف حسين كان بيحلم بضم سوريا و لبنان و فلسطين و الاردن ضمن مملكته تحت مسمى سوريا الكبرى , و بعت لحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين يطلب منها ده , لكن البريطانيين مكانوش متشجعين لمشروع الملك عبد الله , خصوصاً و ان شعوب الدول دي كان عندهم قاده محليين سلطتهم هاتضيع لو الملك عبدالله نفذ خطته , و ده هايعمل مشاكل و صراعات اقليميه فى المنطقه مالهاش لازمه. طموحات الملك عبدالله التوسعيه كانت احد الاسباب اللى ادت لإنشاء جامعة الدول العربيه.[4] مشروع الجامعه العربيه بدأ التحضير له فى 29 مايو 1941 لما وزير خارجية بريطانيا انتونى ايدن Anthony Eden صرح بإن "الحكومه البريطانيه بتنظر بعين العطف لكل حركه بتهدف لتحقيق وحدة العرب الاقتصاديه و الثقافيه و السياسيه".[5] و فى ظرف سنه تقريباً من تصريح ايدن, مصطفى النحاس باشا دعا رئيس الوزرا السورى جميل مردم و بشاره الخورى رئيس الكتله الوطنيه اللبنانيه عشان يتناقش معاهم فى موضوع تأسيس " جامعه عربيه ". بعد كده ابتدت مشاورات ثنائيه بين مصر و ممثلين من العراق و سوريا و لبنان و السعوديه و الاردن و اليمن , و فى اكتوبر 1944 قرر المجتمعين انشاء منظمه جامعة الدول العربيه . لكن بعد اغتيال الملك عبدالله سنة 1951 على ايد ناشط وطني فلسطيني , حلم سوريا الكبرى اختفى من الاجنده السياسيه للاردن , لكن فضلت جامعة الدول العربيه موجود كمنظمه اقليميه.[1]
قبل وصول جمال عبد الناصر للحكم مكانش فيه اى اهتمام بفكرة الوحده العربيه فى مصر . بس على نص الخمسينات القوميه العربيه (بالإضافه للاشتراكيه العربيه بقيت هى السياسه الرسميه لمصر . و السعي للوحده العربيه بقا بيتشاف على انه سياسيه لمقاومة الصهيونيه و التدخل الغربي فى شئون الشرق الاوسط.[6] قبل عبد الناصر كان فيه عدد من المحاولات العربيه للوحده لأسباب مختلفه و بعضها كان برعاية او بالتنسيق مع بريطانيا . فى الاربعينات رئيس الوزرا البريطاني انتوني ايدن كان بيطالب بوحده عربيه على ستايل مشروع عبد الله الاول فى الاردن او مشروع نورى السعيد فى العراق لكن كل المحاولات دي انتهت بالفشل. بعد العدوان الثلاثي و حرب السويس فى 1956 عبد الناصر حس بتهديد كبير من الاطماع الغربيه فى المنطقه و كان خايف من رجوع الاستعمار مره تانيه , بالاضافه للتهديد المحتمل من دول حلف بغداد خصوصاً بعد حشد تركيا لقوات عسكريه على حدود سوريا و زيارة الرئيس اللبناني كميل شمعون لتركيا سنة 1957 . و لمواجهة الخطر الغربي تم اعلان الوحده مع سوريا سنة 1958 و تكوين الجمهوريه العربيه المتحده و دي كانت اول تجربه للوحده السياسيه الفعليه بين دولتين عربيتين . عبد الناصر وقتها كان الاكتر شعبيه بين الرؤساء العرب بسبب حرب السويس و ده كان سبب فى رواج المشروع العربي الناصري عن غيره من مشاريع الوحده .
الجمهوريه العربيه المتحده كان مشروع تم اعلانه باستعجال شديد بسبب ضغط الجانب السوري اللى كان خايف من احتمالية ثوره شيوعيه داخليه او غزو تركي محتمل , و كان الحل الوحيد هو الاتحاد لتكوين قوه اكبر تقدر توفر الاستقرار للجزء السوري . عشان كده الوحده مكانتش فى صورة اتحاد فيدرالي تقليدي و انما فى صورة دوله واحده جديده مختلفه كلياً عن الدولتين الاصلانيين . لكن فى 1961 مجموعه من الزباط السوريين قاموا بانقلاب عسكري فى سوريا و انسحبوا من الجمهوريه العربيه المتحده . و على الرغم من مدة الوحده القصيره مع سوريا , مصر شهدت تحولات ثقافيه كبيره, كان اهمها التركيز على دور مصر ضمن السياق التاريخي العربي اللى بقا جزء ثابت فى الخطاب السياسي الرسمي فى مصر لغاية انهارده . التأثير ده مكانش مقتصر على السياسه و انما ظهر كمان فى السينما و الفن و الادب المصرى اللى بقوا بيخاطبوا شعوب الدول العربيه كلها.
سنة 1963 مصر و العراق و سوريا وقعوا على اتفاقيه لتأسيس "جمهوريه عربيه متحده" جديده فى شكل اتحاد فيدرالي بيدي كل اقليم صلاحيات التشريع , لكن المشروع ماكملش. فى نفس السياق كان فيه محاوله لضم اليمن للجمهوريه العربيه المتحده الجديده فى نفس الاطار الكونفيدرالي بس بإسم جديد هو الدول العربيه المتحده , لكنه برضو فشل فى 1961 مع خروج سوريا .[7]
بالتوازي مع ده كان فيه محاوله تانيه للوحده بين الملكيات العربيه و بين بعضها , اهمها كان محاولة تأسيس اتحاد كونفيدرالي اتسمى الاتحاد العربي او "الاتحاد الهاشمي" سنة 1958 بين الاردن و العراق فى اطار حلف بغداد الموالي للغرب . لكن بسبب التنشنه مع الجمهوريه العربيه المتحده و قيام حركة تموز 1958 اللى اطاحت بالملكيه فى العراق انتهى حلف بغداد و انتهت طموحات ملك الاردن فى الوحده.
بعد كده فى السبعينات الرؤساء محمد انور السادات و معمر القذافى و حافظ الاسد وقعوا اتفاقيه وحده كونفيدراليه بين مصر و ليبيا و سوريا تحت مسمى اتحاد الجمهوريات العربيه و ده استمر 5 سنين من 1972 - 1977 لكن ماكملش بسبب الخلافات السياسيه بين ليبيا و مصر . و بخلاف اتحاد امارات ساحل الخليج العربي و تكوين دوله الامارات العربيه المتحده و الوحده بين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي , مكانش فيه محاولات تانيه للوحده.
هزيمة العرب من اسرائيل فى حرب 67 و فشل الانظمه القوميه انها تحقق الرخاء الاقتصادي لشعوبها اخدت كتير من مصداقية و اولوية فكرة الوحده العربيه . حسب الكونتيوم انسيكلوبيديا لشئون الشرق الاوسط The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East "فكرة الوحده العربيه فى السبعينات تراجعت بشده فى سياسات الدول العربيه , لكن الفكره فضلت كأمنيه موجوده عند الشعوب العربيه نفسها بطرق مختلفه".
المصريين تحديداً كانوا اكتر شعب عربي فقد ايمانه بفكرة الوحده العربيه بعد هزيمة 67 و بقوا متشككين فى قدرة عبد الناصر على تشكيل وحده عربيه بعد خسارة مهينه للجيش المصرى و احتلال جزء من ارض مصر بالإضافه للغارات الاسرائيليه المستمره على مدن القنال.[8]
بعد اتفاقية كامب ديفيد و زيارة السادات لإسرائيل بقا واضح ان النظام السياسي فى مصر تراجع عن فكرة الوحده العربيه , و ان المصريين بقوا اكتر اهتماماً بمشاكلهم الداخليه . كلمات "العروبه" و "الوحده العربيه" و "العرب" اختفت تقريباً من خطابات السادات لغاية اغتياله فى 1981.[9] و فى اواخر التمانينات فكرة الوحده العربيه فقدت شعبيتها فى الشارع المصري لصالح فكرة القوميه المصريه بالإضافه للافكار الاسلاميه الاصوليه اللى بتمثلها جماعات الاسلام السياسي .
الوحده العربيه كانت عادة بتنتقد بسبب انها بتهمل وجود قوميات تانيه من اصول غير عربيه زي بربر شمال افريقيا,[10] و بسبب ان المصريين , اكبر شعب فى المنطقه من عدد السكان , كانوا مش شايفين نفسهم عرب لغاية قبل الخمسينات . و ده واضح خلال العشرينات و التلاتينات و الاربعينات اللى مجهود المفكرين المصريين فيها كان منصب على فكرة القومية المصرية. حسب المؤرخ جيمس يانوكوفسكي James P. Jankowski "من الملاحظات المهمه عن القوميه المصريه هو غياب المكون العربي فيها . الزخم السياسي و الفكري و الاقتصاي كان مضاد للتوجه العربي بوجه سنة , و ده وضح جداً خلال اواخر القرن التسعتاشر و اوائل القرن العشرين"[11]
اغلب المفكرين المصريين اللى انتقدوا العروبه و فكرة الوحده العربيه كانوا دايماً بينتقدوها بسبب انها بتغلب مكون واحد صغير , هو المكون العربي , على باقي مكونات الثقافه المصريه , بشكل عجز عن انتاج هويه مصريه حقيقيه و فشل فى النهايه بشكل غير محدد . كتير من الانثروبولوجيين المصريين بيقولوا إن المصريين عمرهم ماكانوا بيعتبروا نفسهم فعلياً عرب لحد سكان الصعيد المنحدرين من اصول اثنيه عربيه بالفعل بيستخدموا كلمة "عرب" فى اللغه اليوميه عادة للإشاره لمواطني دول الخليج. و ان كان ده مش بينفي ان كتير من المصريين لسه متعاطفين و لو شكلياً مع فكرة العروبه . لكن التاريخ الطويل للمصريين و ثقافتهم و لغتهم و فنونهم بيميزهم عن بقية الدول العربيه المحيطه و بيخليهم يشوفوا نفسهم على إنهم مصريين مع مكون عربي مش العكس.[12]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.