Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الونديون أو الوند، هو الاسم التاريخي للسلاف الذين سكنوا شمال شرق ألمانيا حاليًا. فهو لا يشير إلى شعب متجانس، بل إلى شعوب أو قبائل أو مجموعات مختلفة حسب مكان وزمان استخدامه. في العصر الحديث، توجد مجتمعات تعرف باسم الونديين في سلوفينيا والنمسا ولوساتيا والولايات المتحدة (مثل تكساس ويندز)[1] وأستراليا.[2]
صنف فرعي من | |
---|---|
اللغة اﻷم | |
المجموعة العرقية | |
الثقافة | |
أصيل في |
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلى تدقيق لغوي أو نحوي. (أغسطس 2015) |
في أوروبا الناطقة بالألمانية خلال العصور الوسطى، تم تفسير مصطلح "الونديين" على أنه مرادف لـ "السلاف" واستخدم بشكل متقطع في الأدب للإشارة إلى السلاف الغربيين والسلاف الجنوبيين الذين يعيشون داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة.[3][4]
يشيع الاعتقاد بأن الشعوب الجرمانية قد أطلقت هذا المسمى العرقي على قبائل وينيتي، وأنها بعد عصر الهجرات أطلقته على جيرانها الشرقيين الجدد، السلاف (انظر العلاقة بين الوينيتي والسلاف لمزيد من التفاصيل).
أما الشعوب الإسكندنافية الوسطى، فقد عنت باسم الونديين القبائل السلافية القادمة من الشاطئ الجنوبي بحر البلطيق (وندلاند)، ولذلك استخدم هذا المسمى للإشارة إلى السلاف البولابيانيين مثل الأوبترايتس والسلاف الروجيان ويليتي ولوتيشي والقبائل البوميرانية.
وعن الشعوب التي كانت تعيش في المناطق الشمالية الوسطى للإمبراطورية الرومانية المقدسة وأسلافهم وبوجه خاص الساكسون، فإن الونديين بالنسبة لهم السلاف الذين يعيشون في منطقة غرب نهر أودر، وهي البقعة التي أطلق عليها لاحقًا (جرمانيا سلافيسا:Germania Slavica)، وعمرتها قبائل البولابيان (المذكورة سابقًا) في الشمال وغيرهم مثل الصوربيين وميلسيني في الوسط.
استخدم الألمان في الجنوب أسماء مثل Winde بدلاً من Wende وأطلقوه أيضًا كما فعل ألمان الشمال على السلاف الذين ربطت بينهم صلات مختلفة، ومنهم على سبيل المثال البولابياني ذوي الأصول البافارية السلافيسية أو السلوفينيين (وما يزال انتشار الأسماء وسلوفينيسكا بيستريسا دليلاً واضحًا على وجود مثل هذه الجماعات التاريخية).
ومع نهاية القرن الثامن، كان ملوك الفرنجة وخلفاؤهم قد قاموا بتنظيم كافة الأراضي الوندية إلى مقاطعات؛ لتتحول هذه العملية لاحقًا إلى سلسلة من الحروب الصليبية، وهكذا وبحلول القرن الثاني عشر، أصبحت الأراضي الوندية جميعها جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وخلال التوسع الألماني الشرقي، الذي كانت ذروته بدءًا من القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر، امتلك الألمان هذه الأرض وقاموا بإعادة تنظيمها.
وكنتيجة لعملية الاندماج التي أعقبت استقرار الوجود الألماني، تبنت العديد من قبائل السلاف المتواجدة غرب نهر الأودر الثقافة الألمانية وتحدثوا بلسانها. وما تزال بعض المجتمعات الريفية التي لا تربطها علاقات قوية مع الألمان متمسكة باستخدام اللغات السلافية الغربية يطلق على أفرادها الونديون. ومع الانحسار التدريجي لاستخدام اللغات السلافية المحلية، بدأ مسمى الونديون في الاختفاء ببطء أيضًا.
وتشير بعض المصادر إلى وجود شعوب كانت تدعى بالوينديين أو Vends خلال القرن الثالث، تعيش شمالاً بالقرب من لاتفيا (شرق بحر البلطيق) قريبًا من مدينة ويندن. وكان هنري من ليفونيا قد ذكر وصف في مذكراته التي تعود إلى القرن الثالث عشر باللغة اللاتينية لقبيلة يطلق عليها ويندي (Vindi).
واليوم، لم يتبق سوى مجموعة واحدة من الونديين :الصورب اللوستينية شرق ألمانيا الحالية.
جاء بطليموس في المجلد الثالث من كتابه الجغرافيا، على ذكر قبائل تدعى وينداي كانت تعيش مع غيرها من القبائل على شواطئ بحر البلطيق في منتصف القرن الثاني. وعلى الرغم من أن بعض العلماء الأوائل قد حدد هوية جماعات وينداي بأنها قبائل الونديين،[5] فإنه وفقًا للحقائق اللغوية، تختلف بعض وجهات النظر الأكاديمية الحديثة قائلة أن وينداي جماعات تختلف من المنظور اللغوي العرقي عن السلاف، وبالتالي لا يمكن عدها من الجماعات الوندية.[6]
بحلول الألفية الأولى، وأثناء هجرات السلافية والتي فصلت الجماعة العرقية السلافية المكونة حديثًا إلى جماعات جنوبية، وشرقية، وغربية، انتقلت بعض جماعات السلاف الغربية إلى مناطق تمتد بين إلبه ونهر الأودر - لتنتقل من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال. وهناك تقبلت تلك الجماعات اندماج السكان الجرمانيين الذين لم يرتحلوا عن المنطقة أثناء عصر الهجرات. وهكذا استخدم جيرانهم الألمان المسمى الذي كان يطلق على شعوب شرق نهر إلبه على السلاف، مطلقين عليهم الونديين كما كانوا يسمون الوندي من قبل وربما الوندال أيضًا.
وفي الوقت الذي وصل فيه الونديون إلى البقعة المسماة جرمانيا سلافيسا كمجموعات متجانسة ضخمة، فإنها سرعان ما انقسمت إلى قبائل متعددة صغيرة، تفصل قطاعات كبيرة من الغابة إحدى قرى القبائل الصغيرة عن غيرها. كما اشتُقت أسماؤهم القبلية من اسم المكان المتواجدين به، مقلدين في بعض الأحيان التقليد الجرماني (مثل هفلر من هافل (Havel)، روجاني من روجيان). وعن المستوطنات القبلية، فقد تم تأمينها بمدن مبنية بالخشب والطين، حيث يمكن للسكان اللجوء إليها عند تعرضهم لغارات من القبيلة المجاورة أو لاستخدامها كحصون أو قواعد حربية.
بينما توحدت بعض القبائل في وحدات أكبر وتنظيم أشبه بالدوقيات. ومن أمثلة ذلك، أبوترايتس والتي نشأت من الوحدة بين قبائل هولشتاين وقبائل مكلنبورغ الغربية وتولى قيادتها دوقات عرفوا بغزواتهم المتكررة في ساكسونيا الألمانية. في حين أن قبائل لوتيشي نتجت عن اتحاد القبائل التي كانت تعيش بين الأبوترايتس والبوميرانيان. ولم تتحد تلك القبائل تحت إمرة دوق واحد، ولكنها حافظت على استقلالها مع اجتماع زعمائها في معبد رثرا بين الحين والآخر لاتخاذ القرارات المشتركة.
وفي عام 983، شاركت معظم قبائل الونديين في انتفاضة كبيرة ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والتي كانت قد أرسلت بعثات تبشيرية مسيحية في وقت سابق، وكذلك ضد المستعمرات الألمانية، والمؤسسات الألمانية الإدارية ( مثل مارك ألماني وبلانجر مارك في الأراضي الوندية الوثنية. حققت الانتفاضة نجاحًا أدى إلى تأخر الهيمنة الألمانية لحوالي قرنين من الزمان.
بعد هذا النصر، وقع الونديون تحت ضغط متزايد من الألمان، والدانماركيين والبولنديين. شن البولنديون غزوات متكررة على أقليم بوميرانا. كما داهم الدانماركيون شواطئ البلطيق بين الحين والآخر، (وبدورهم رد الونديون على تلك الغارات بأخرى مماثلة). بينما سعت الإمبراطورية الرومانية المقدسة مستعينة بالمرغريف جاهدة لاستعادة مقاطعاتها الحدودية.
وفي 1068 أو 1069، انطلقت حملة ألمانية نتج عنها تدمير معبد رثرا، وهو أحد أكبر المعابد الوثنية للونديين. ومنذ ذلك الحين تحول المركز الديني للونديين إلى معبد أركونا. وخلال الفترة ما بين 1124 و1128، تم تعميد البوميرانيان وبعض أفراد لوتيشي واعتنقوا المسيحية. وفي عام 1147، بدأت الحملات الصليبية على الونديين.
وفي عام 1168 وأثناء الحملات الصليبية الشمالية، قامت الدانمارك بشن حملة صليبية بقيادة الأسقف أبشالوم والملك فالديمار الأكبر ضد قبيلة ونديي روجيا لإجبارهم على الدخول في المسيحية. فقاموا بالاستيلاء وتدمير حصن معبد أركونا الوندي، وحطموا تمثال المعبود الوندي، سفانتفيت. ومع استسلام ونديي روجيان، سقط المعقل الوثني المستقل الأخير للونديين في يد القوات المسيحية الإقطاعية المحاصِرة.
ومنذ القرن الثاني عشر وحتى الرابع عشر، تدفق المستعمرون الألمان إلى الأراضي الوندية واستقروا هنالك بأعداد كبيرة، لتتحول المنطقة من ثقافة السلاف إلى الثقافة الألمانية. إذ تلقى المستوطنون دعوات من الدوقات المحليين والأديرة لإعادة تعمير الأرض التي دمرتها الحروب، وكذلك زراعة الغابات والتربة الثقيلة التي لم تكن قد استصلحت من قبل، فضلاً عن تأسيس مدن جديدة تصبح جزءًا من «التوسع الألماني الشرقي».
اندمج معظم الونديين في الشعب الألماني، مما أدى إلى اختفائهم بوصفهم أقلية عرقية باستثناء أجزاء من الصوربيين. صمدت اللغة البولابية حتى بداية القرن التاسع عشر في الولاية الألمانية المعروفة حاليًا باسم سكسونيا السفلى.[7] وإلى الآن، ما تزال العديد من الأماكن وبعض العائلات في ألمانيا الشرقية تحمل أسماء ذات أصول وندية. كما أن دوقات مكلنبورغ بولاية روغن وبوميرانا ذوي أصول وندية.
وخلال الفترة ما بين 1540 و1973، كان يلقب ملك السويد رسميًا باسم ملك السويد، والقوط والوند (وفي الترجمات اللاتينية ملك Suiones, Goths and Vandals) (بالسويدية. Svears, Götes och Wendes Konung).
ومنذ العصور الوسطى، حمل ملوك الدانمارك والنرويج ألقاب مثل ملك الوند والقوط. ولم تعد هذه الألقاب محل استخدام منذ 1972.
استخدم مسمى «الونديين» تاريخيًا في السياقات التالية:
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.