ولاية أميرية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الولاية الأميريّة، وتُدعى أيضًا ولاية محلية أو ولاية إقطاعية أو ولاية هندية (والأخير هو الاسم الذي يُطلق على الولايات الواقعة في شبه القارة الهندية)، هي ولاية تابعة لحكم محلي أو قبلي أو إقليمي ضمن تحالف التبعية لشركة الهند الشرقية أولًا، ثم التاج البريطاني بعد العام 1858.[1] يعود تاريخ الولايات الأميريّة في شبه القارة الهندية إلى الفترة الكلاسيكية من التاريخ الهندي على أقل تقدير، لكن الاستخدام السائد لمصطلح الولايات الأميرية يشير خصوصًا إلى الإمارات شبه المستقلة في القارة الهندية إبان فترة حكم الراج البريطاني، وهي الولايات التي لم يحكمها البريطانيون مباشرة، بل مارسوا سلطتهم عبر حاكم محلي، فكان الحكم البريطاني فيها غير مباشرًا بخصوص بعض القضايا. أتاحت عقيدة الأولوية المبهمة تدخّل حكومة الهند البريطانية في الشؤون الداخلية للولايات الأميرية، وكان هذا التدخل فرديًا أو جماعيًا، علاوةً على إصدار مراسيم يسري مفعولها في كامل أنحاء الهند عندما تحتاج الحكومة إلى ذلك.
ولاية أميرية | |
---|---|
البلد | الهند البريطانية [لغات أخرى] |
تعديل مصدري - تعديل |
كان في شبه القارة الهندية 565 ولاية أميريّة مُعترفٌ بها رسميًا إبان الانسحاب البريطاني منها، علاوة على آلاف الأراضي الإقطاعية والجاكير الممنوحة للزميندار أو ملّاك الأرض.[2] في عام 1947، ألّفت الولايات الأميرية نسبة 40% من مساحة الهند قبل الاستقلال، وعاش فيها 23% من تعداد سكان الهند.[3] وُجدت المقرات السياسية البريطانية في عددٍ من الولايات البارزة ورفيعة الشأن، مثل حيدر آباد التابعة لسلالة نظام الملك، ومملكتي ميسور وترافنكور في الجنوب، وولاية جامو وكشمير ومملكة سيكيم في الهيمالايا، وولاية إندور في وسط الهند. كانت الولايات الفخرية أبرز تلك الولايات -وتؤلف نحو ربع المساحة الكلية، وهي الولايات التي مُنح حاكمُها تكريمًا فخريًا بإطلاق المدافع في المناسبات الاحتفالية.
اختلف حجم ومكانة وثروة الولايات الأميرية بشدة، فكانت مساحة كلٍّ من ولايتي حيدر آباد وجامو وكشمير الفخريّتين أكثر من 200 ألف كيلومتر مربع (نحو 77 ألف ميل مربع). في عام 1941، بلغ تعداد سكان حيدر آباد أكثر من 16 مليون نسمة، في حين كان تعداد سكان جامو وكشمير نحو 4 ملايين نسمة. في المقابل، كانت مساحة إمارة لاوا غير الفخرية نحو 49 كيلومتر مربع (نحو 19 ميل مربع)، وكان تعداد سكانها أقل من 3 آلاف نسمة. كان في الهند نحو 200 ولاية صغيرة لا تزيد مساحتها عن 25 كيلومتر مربع (10 ميل مربع).[4][5]
انتهت فترة الولايات الأميرية فعليًا عند استقلال الهند عام 1947، وبحلول عام 1950، انضمت كافة الإمارات تقريبًا إلى الهند أو باكستان.[6] كانت عملية الالتحاق بالدولة الوليدة سلمية إلى درجة كبيرة، باستثناء ولاية جامو وكشمير (حيث قرر حاكمها الانضمام إلى الهند بعد غزو القوات الباكستانية المتمركزة) وولاية حيدر آباد (اختار حاكمها الاستقلال عام 1947، ثم تعرضت الولاية بعد عام إلى الغزو الهند والضم)، وولاية جوناغاد (انضم حاكمها إلى باكستان، لكن الهند ألحقت الولاية بأراضيها[7]) وقلات (أعلن حاكمها الاستقلال عام 1947، لكنها ضُمت إلى باكستان في عام 1948).[8][9]
وفق أحكام الاتفاقية، حصلت الولايات الهندية السابقة على مخصصات ملكية (معونات حكومية)، وحافظت على وضعها وامتيازاتها واستقلال قراراتها في الشؤون الداخلية إبان الفترة الانتقالية التي استمرّت حتى عام 1956. في تلك الفترة، دُمجت الولايات الأميرية ضمن اتحادات، ترأس أميرٌ سابق كلّ اتحادٍ من تلك الاتحادات، حاملًا لقب راجبراموخ (زعيم حاكم)، وهو منصب يعادل منصب حاكم الولاية.[10] في عام 1956، أُلغي منصب راجبراموخ وحُلّت الاتحادات، وأصبحت الإمارات السابقة جزءًا من ولايات الهند. حافظت الولايات المنضمة إلى باكستان على وضعها القانوني حتى إعلان دستور جديد للبلاد عام 1956، فأصبحت معظم الولايات السابقة جزءًا من محافظة غرب باكستان، في حين حافظت بعض الولايات السابقة على استقلالها الذاتي حتى عام 1969 عندما دُمجت كليًا مع دولة باكستان. ألغت الحكومة الهندية المخصصات الملكية في عام 1971، في حين ألغتها حكومة باكستان في عام 1972.