نقد سوسيولوجي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
النقد السوسيولوجي هو نوع من أنواع النقد الأدبي يسعى إلى فهم الأدب ووضعه في سياقه الاجتماعي الأوسع. ينظم النقد الاجتماعي الاستراتيجيات الأدبية المُستخدمة في تمثيل البنى الاجتماعية من خلال منهج اجتماعي. يحلل النقد الاجتماعي تأثير المجتمع على الأدب ودور الأدب في المجتمع. طور كينيث بيرك (منظر أدبي في القرن العشرين) هذا النوع من النقد الأدبي في مقالة «الأدب باعتباره أداة للحياة» التي توضح سمات هذا النوع من النقد وأهميته.[1][2][3]
يستوحي النقد الاجتماعي أفكاره من النقد الجديد، إلا أنه يضفي عنصرًا اجتماعيًا كحال النظرية النقدية (مدرسة فرانكفورت)، ويعتبر الفن مظهرًا من مظاهر المجتمع، لا سيما الفنون التي تحتوي على تعبيرات مجازية وإشارات تنطبق مباشرةً على المجتمع القائم في وقت نشوءها. يرى كينيث بيرك أن الأعمال الفنية مثل الأعمال الأدبية هي «إشارات إستراتيجية للمواقف» تساعد القارئ على فهم الظروف الاجتماعية المحيطة بالعمل الفني و«التحكم بها إلى درجة ما».
أدى ظهور ذلك النوع من النقد إلى تعقيد نزعة النقد الجديد البسيطة التي تحث على قراءة النصوص بعناية دون أخذ الاستجابات العاطفية ونوايا المؤلف في عين الاعتبار. رغم أن بيرك كان يتجنب هو الآخر الخوض في الاستجابات العاطفية ونوايا المؤلفين، إلا أنه كان يرى أن الأعمال الفنية والأدبية ما هي إلا انعكاسات منهجية للمجتمع والسلوك المجتمعي. أدرك بيرك الطريقة التي توظف بها الأعمال الفنية ذلك التأثير بطريقة إستراتيجية في جميع أجزاء العمل الفني، ومن هنا يقترح بيرك وضع معايير للطرق التي يوظفها الفنانون والمؤلفون حتى نتمكن من دراسة الأعمال الفنية داخل سياقها المجتمعي.