موسيقى تركية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
شهدت موسيقى تركيا منذ عهد السلاجقة وحتى يومنا تطورات في ميادين مختلفة.[1] وهذه الميادين هي: الموسيقى الكلاسيكية التي تطورت على يد النخبة المثقفة في المدن، والموسيقى الشعبية التركية التي رافقت إنسان الأناضول على مدى قرون طويلة وتطورت على يده لكونها أصبحت ملازمة له في سرّائه وضرّائه، والموسيقى الدينية، والموسيقى الحماسية العثمانية المعرفة بفرقة مهتر، والموسيقى الغربية ذات الطبقات الصوتية المتعددة التي غدت مألوفة في تركيا بعد قيام الجمهورية، فضلاً عن الأصناف الأخرى التي شاعت مؤخرا مثل البوب والروك والجاز.
المتعددة الجمهورية. بتوجيهات أتاتورك بدأ في تركيا التوجه نحو الموسيقى الغربية للاستفادة من ميّزاتها وتقنياتها الفنية العالمية وابتدأت هذه الخطوات بالتحرك نحو الموسيقى الغربية وذلك بتحديث الآلات الفنية الموسيقية المعاصرة المستخدمة، لتكون قاعدة في أعمال وجهود تطوير الموسيقى التركية المعاصرة والشعبية، والنهوض بها لمستويات راقية. وتم إيفاد الطلاب إلى الخارج لدراسة الموسيقى العالمية، واستقدام أساتذة كبار إلى البلاد ليتولوا التدريس في المعاهد الموسيقية مثل جوزيف ماركس وبول هندارميث وكارل ايبرت وبيلا بارتوك.
البلد | |
---|---|
أصول الأسلوب |
ومع قيام معهد أنقرة العالي للموسيقى عام 1936، تكاثفت الجهود للتعاطي مع الموسيقى الشعبية على أسس نظرية التعددية الصوتية للموسيقى الغربية ممثلاً في الرعيل الأول لملحني العهد الجمهوري وعلى رأسهم الموسيقار جمال رشيد ري وأحمد عدنان صايغون وعلوي جمال أركين وفريد ألنار ونجيل كاظم أقساس، وهم تتلمذوا ودرسوا وتخرجوا في أكبر المعاهد الموسيقية العالمية المختلفة للغرب. وأول جيل تركي ناشئ سار على خط أساتذته المذكورين، أمّا الجيل الذي تبعه فقد طور مدرسة في التلحين التركي قوامها الموسيقى الشعبية التركية من جهة، مع الاعتماد على مصادر الموسيقى الغريبة من جهة أخرى. رغم التباين بين أتباع هذا الجيل ورواده من حيث الأسلوب والمفهوم إلى حد كبير، فإن السمة المشتركة بينهم تمثلت في ترسيخهم للموسيقى الشعبية وإبرازهم للملامح والأهاجيج المحلية والفلكلورية في مؤلفاتهم. فعدنان صايغون مثلاً عكف على دراسة الفلكلور التركي وتجميعه، مبتكراً أسلوباً حوّل المتابعة إلى موقف قومي يعكس التطلعات الوطنية، ولعب دوراً كبيراً في تعريف الموسيقى التركية عن طريق المحاضرات والحفلات الموسيقية التي قدمها في البلدان الأجنبية.
ولعبت فرقة اوركسترا السيمفونية لرئاسة الجمهورية كأقدم فرقة في البلاد دوراً حيوياً في نشر الموسيقى ذات الطبقات الصوتية المتعددة، من خلال حفلات لا تحصى قدمتها في كافة ربوع البلاد، لتجعل هذا النوع من الموسيقى محبوباً لدى عامة الناس. كما قامت بتعريف الموسيقى التركية المتعددة الأصوات في الخارج بواسطة أمسيات موسيقية قدمتها في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول. وما زالت تقوم فرق سيمفونية إسطنبول، أزمير، أنطاليا بورصا وجوقور أوفا التابعة للدولة، إلى جانب كورال الدولة المتعدد الأصوات الذي تأسس عام 1988، بعرض حفلاتها وتقديم أنشطة فنية ودورية في الداخل والخارج.
ما عدا اوركسترا الدولة، توجد فرقة بيلكنت للاوركسترا السيمفونية، وفرقة جمعية بوروصان اسطنبول للاوركسترا، وغرفة اوركسترا مصرف آق بنك ضمن الفرق الخاصة الموزعة في أنحاء البلاد.
ويأتي في مقدمة طلائع الموسيقى التركية المتعددة الأصوات ممّن قادوا الفرق الأجنبية المعروفة، وسجلت مؤلفاتهم في اسطوانات على صعيد البلاد وخارجها، حكمت شيمشاك وغورار أيقال ورنغيم غوكمان وبتين غونيش. وهناك في تركيا قانون خاص سن لصقل مواهب الأطفال الخارقين والبارعين بتدريبهم في أشهر المعاهد الموسيقية في الخارج. وبفضل هذا القانون نشأ فنانون وفنانات ممّن يتمتعون بمواهب موسيقية غير عادية عن طريق تدريبهم في الخارج مثل إيديل بيرات (البيانو) وصونا قان (الكمان) والشقيقان غوهار وسوهار بكينال (البيانو) وإسماعيل أشان (الكمان) وفاضل صاي (البيانو) وجهاد عاشقين (الكمان) وآيلا أردوان (الكمان) وغولشان تاتو (الفلوت)، وقد نالوا شهرة واسعة وجوائز عالمية وسجلت ألحانهم ومعزوفاتهم في اسطوانات توزع وطنياً وعالمياً.