مورافيا العظمى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت مورافيا العظمى إحدى الدول السلافية التي تمركزت في أوروبا الوسطى واستمرت لمدة تقرب من سبعين عامًا في القرن التاسع [1] وهم أصل أسلاف التشيك والسلوفاك.[2][3] وكانت دولة تابعة لـمملكة الفرنجة الجرمانية ودفعت جزية سنوية لها. هناك بعض الجدل حول الموقع الحقيقي لإقليمها الرئيسي. وفقًا للمجموعة الأكبر من الباحثين، تقع منطقتها الرئيسية على جوانب نهر مورافا، وهي الأراضي الموجودة هذه الأيام في غرب سلوفاكيا وفي مورافيا وبوهيميا (المعروفة حاليًا بـالتشيك)،[4] ولكن قد تمتد المنطقة إلى بعض المناطق الموجودة حاليًا في المجر وبولندا والنمسا وسلوفينيا وكرواتيا وصربيا ورومانيا وأوكرانيا وألمانيا.[5][6] تقول النظريات البديلة أن الأراضي الرئيسية في موارفيا العظمى كانت تقع جنوب نهر الدانوب في سلوفانيا (المعروفة حاليًا باسم كرواتيا) أو في الأجزاء الجنوبية في حوض الكاربات (Carpathian Basin).[7][8][9][10][11][12][13][14][15] وفقًا لما ورد عن المؤرخ السلوفاكي ريتشارد مارسينا (Richard Marsina)، كان أسلاف الموارفيين والسلوفاك هم من استوطنوا في مورافيا العظمى، على الرغم مما صرح به بعض المؤرخين الآخرين بأن السلافين الأصليين قد لاقوا حتفهم خارج تلك الأراضي[16] أو أنهم عاشوا مع المجريين (في إقليم مملكة المجر).[16] من غير المحتمل أن الأقلية السلافية قد حافظت على لغتها طوال فترة مملكة المجر وأصبحوا بعد ذلك سكانًا أقلية في سلوفاكيا. لم تكن الأمور السياسية لتلك الدولة السلافية المبكرة والدولة السلوفاكية الحديثة متواصلة.[17] إضافة إلى ذلك، يلاحظ كثير من السلافاكيين جذور الدولة السلوفاكية في التراث الثقافي لموارفيا العظمى وقد تمت الإشارة لذلك في الدستور السلوفاكي الحديث.[18] كان لمورافيا العظمى دور بارز في تطوير القومية السلوفاكية.[19]
مورافيا العظمى | |
---|---|
العلم | |
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 49°36′12″N 18°09′10″E |
اللغة الرسمية | سلافونية كنسية قديمة |
الحكم | |
نظام الحكم | ميراثية |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 833 |
وسيط property غير متوفر. | |
تعديل مصدري - تعديل |
تأسست مورافيا العظمى في الوقت الذي وحد فيه موجمير الأول (Mojmír I) الجارتين بالقوة عام 833، [20] وهو ما يُعرف في الكتابات التاريخية الحديثة باسم «إمارة نيترا (Principality of Nitra)» و«إمارة مورافيا».[5] تولدت التنمية الثقافية على أثر بعثة كيرليس وميثوديوس (Saints Cyril and Methodius)، التي قدمت في عهد الأمير راستيسلاف (Rastislav) عام 863. امتدت الإمبراطورية لنطاقات إقليمية كبيرة في عهد سفاتوبلوك الأول (Svatopluk I) (من 871 حتى 894)، على الرغم من ذلك فلا يزال الجدل قائمًا حول نطاق حدود ملكه. وقد تلقى أيضًا خطابًا من يوحنا الثامن (Pope John VIII) الذي أطلق عليه «الملك» سفاتوبلوك.
بعد ما تعرضت له من ضعف بسبب الصراع الداخلي[21] والحروب العديدة مع الإمبراطورية الكارولنجية (Carolingian Empire)، سيطر المجريون على مورافيا العظمى في نهاية المطاف، وقد شملت حوض الكاربات حوالي عام 896. وقد اقتسمت بولندا والمجر وبوهيميا والإمبراطورية الرومانية المقدسة. على الرغم مما ورد في بعض المصادر الحديثة بأن مورافيا العظمى تلاشت وأصبحت قلاع الموارفيين أطلالًا لقرون، اقترحت بعض البحوث الأثرية وعلم أسماء المواقع الجغرافية عن عدم انقطاع نسل السكان السلافيين في أودية نهر الكاربات الجنوبي الداخلي.[22][23] عانت الكثير من القلاع والمدن من الخراب الذي عم البلاد[5][24] ولكن كان هناك جدل حول هوية بعض القلاع حتى زعم بعض الباحثين أن موارفيا العظمى قد اختفت دون أثر.[25]
لقد خلَّفت مورافيا العظمى من ورائها تراثًا كتب له البقاء في أوروبا الوسطى والشرقية. انتشرت الأبجدية الغلاغوليتسية وخليفتها الأبجدية الكريلية في البلدان السلافية الأخرى (خاصة البلقان وكييف روس)، مما رسم مسارًا جديدًا لتنميتها الثقافية. وقد أثر النظام الإداري لمورافيا العظمى على تطوير إدارة المجر الوسطى. وقد أصبحت مورافيا العظمى محلًا للاهتمام في الرومانسية القومية للتشيك وسلوفاكيا في القرن التاسع عشر.