مناهضة النزعة الاستهلاكية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
مناهضة النزعة الاستهلاكية هي أيديولوجيا سوسيوسياسية تعارض النزعة الاستهلاكية وحالة الشراء الدائمة للسلع المادية واستهلاكها. تركز مناهضة النزعة الاستهلاكية على تصرفات شركات الأعمال التي تسعى إلى تحقيق أهداف مالية واقتصادية على حساب الصالح العام، وخصوصًا في ما يتعلق بحماية البيئة، والتمييز الطبقي، والأخلاقيات في حُكم المجتمع. في السياسة، تتقاطع مناهضة النزعة الاستهلاكية مع النشاط البيئي، ومناهضة العولمة، ونشاط حقوق الحيوان. هناك اتجاه مفاهيمي آخر مرتبط بمناهضة النزعة الاستهلاكية هو ما بعد الاستهلاكية، الذي يعني العيش بطريقة أساسية تتجاوز الاستهلاكية.[1]
ظهرت مناهضة النزعة الاستهلاكية استجابةً للمشاكل التي سبّبها سوء التعامل مع المستهلكين البشر ومع الحيوانات التي تُستهلك، ومن إدماج توعية المستهلك في المناهج المدرسية. من الأمثلة على مناهضة النزعة الاستهلاكية كتاب دون علامة تجارية (2000) لناعومي كلاين، والأفلام الوثائقية مثل الشركة (2003) لمارك أكبار وجينيفر آبوت، وفائض القيمة: إجبار الأفراد ليصبحوا مستهلكين (2003) لإريك غانديني؛ أسهمت الأعمال السابقة في جعل النشاط المناهض للشركات الكبرى ذا شعبية وشكل من النشاط المدني والسياسي الأيديولوجي المُتاح للجميع.
تتأصل الانتقادات الموجهة للمادية الاقتصادية بصفتها سلوكًا مهينًا للإنسان وذا أثر تدميري على الكرة الأرضية، باعتبارها محيطًا حيويًا للبشر، يتأصل في الأديان والنشاط الاجتماعي. تؤكد الانتقادات الدينية أن الاستهلاكية المادية تتدخل في العلاقة بين الفرد والرب، وأنها بالنتيجة أسلوب حياة غير أخلاقي؛ لهذا السبب، قال المؤرخ الألماني أوسفالد شبنغلر (1880-1936): «تتسم الحياة في أمريكا بأنها ذات هيكلية اقتصادية، وتفتقر إلى العمق». من وجهة نظر كاثوليكية، ذكر توما الأكويني أن «الطمع خطيئة بحق الله، مثله مثل جميع الخطايا المميتة، إذ يستحق الإنسان اللعنة الأبدية في سبيل ما هو زائل»؛ في هذا السياق، يقول كل من فرنسيس الأسيزي، وأمون هيناسي، وغاندي، إن الإلهام الروحي هو ما قادهم إلى عيش حياة بسيطة.[2]
من وجهة نظر علمانية، تشير النشاطية الاجتماعية إلى أن المادية الاستهلاكية تؤدي إلى ارتكاب الجرائم (التي تنشأ من الفقر، واللامساواة الاقتصادية)، والتلوث الصناعي، والتدهور البيئي الناجم عنه، ونشوب الحروب، باعتبارها نوعًا من أنواع الأعمال التجارية. في معرض انتقاده للسخط الاجتماعي الناشئ من شعور التوعك ومذهب اللذة، قال البابا بندكت السادس عشر إن الفلسفة المادية لا توفر مبررًا للوجود الإنساني؛ وشبيهًا بذلك، قال جورج دوهاميل إن «المادية الأمريكية هي مشعل للرداءة هدد بالطغيان على الحضارة الفرنسية».[3]