معدل الهجرة الصافي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
معدل الهجرة الصافي هو الفرق بين عدد اللاجئين (أي الأشخاص القادمين إلى مكان ما)، وعدد المهاجرين (الأشخاص الخارجين منه) خلال السنة.[1] عندما يكون عدد اللاجئين أكبر من عدد المهاجرين، يكون صافي معدل الهجرة إيجابيًا، إذ يدل صافي معدل الهجرة الإيجابي على أن الأشخاص القادمين أكثر من الخارجين من منطقة، وعندما يكثر المهاجرين من دولة ما، يكون صافي معدل الهجرة سلبيًا، أي أن الأشخاص الخارجين أكثر من القادمين، وعندما يَكون العدد متساويًا بين المهاجرين واللاجئين، يكون صافي معدل الهجرة متساويًا. معدل الهجرة الصافي يُحسَب خِلال سنة من الوقت بالاستعانة بنسبة عدد السكان في مُنتَصَف السنة.[1]
إن دوافع وأسباب الهجرة مختلفة، ومنها: أسباب اجتماعية، وسياسية, واقتصادية، وعوامل بيئية، حسب اتجاهات الهجرة.[1] أسباب الهجرة الاجتماعية هي هجرة الشخص للحصول على مستوى معيشي أفضل، أو ليكون أقرب إلى العائلة، أو ليعيش مع أمةٍ تعترف به أكثر. أسباب الهجرة السياسية هي هجرة الشخص للهرب من حرب أو اضطهاد سياسي، ويُطلَق عليه أيضًا التهجير القسري، ويَحدُث بِذهاب اللاجئين إلى دول الجوار أو إلى دول أكثر تطورًا. دول الجوار وخصوصًا دول الشرق الأوسط مُعتَمِدة على إيواء اللاجئين، وتعد الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول الغنية استضافةً للكثير من هؤلاء اللاجئين.[1] أسباب الهجرة الأقتصادية هي طموح الشخص للحصول على مهنة وفُرَص عمل أفضل، الذي يؤدي إلى تحسين ظروف المعيشة. وأخيرًا، أسباب الهجرة البيئية، هو عندما تُجبِر الكوارث الطبيعية الناس على الانتقال إلى منطقة جديدة.
بِمكن مُلاحضة جميع أسباب الهجرة يُمكن أخذ فِكرة؛ إن معدل الهجرة الصافي يحكي الكثير عن دولة ما. مثلًا، إذا كان هنالك الكثير من الناس القادمين والقليل من المغادرين، يُمكِن الجزم بأنها دولة غنية مُستمِرة في التطور وتوليد الكثير والكثير مِن الفُرص. من الناحية الأخرى، إذا كان القادمين أقل من المغادرين يُمكِن الاستنتاج على احتمالية وجود عنف، أو اقتصاد ضعيف، أو موارد غير كافية لتغطي حاجات السكان.
تحدث الهجرة عبر سلسلة من عوامل الدفع والسحب المختلفة التي تدور حول عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية وبيئية وفقًا لاتجاهات الهجرة. تشير الهجرة الاجتماعية إلى هجرة الفرد بحثًا عن مستوىً معيشي أعلى، أو ليكون أقرب إلى الأسرة، أو للعيش في أمة يشعر بالانتماء إليها بشكل أكبر، بينما تشير الهجرة السياسية إلى لجوء الفرد هربًا من الحرب أو الاضطهاد السياسي، ويمكن تسمية هذا الشكل من الهجرة بالهجرة القسرية. يحدث ذلك عندما ينتقل اللاجئون إلى البلدان المجاورة أو البلدان الأكثر تطورًا.[2] تعتمد دول الجوار، ولا سيما دول الشرق الأوسط، على إيواء اللاجئين. تستضيف العديد من البلدان الأكثر ثراءً مثل الولايات المتحدة، العديد من اللاجئين. تشير الهجرة الاقتصادية إلى انتقال المرء إلى مكان يمكن أن يطمح فيه بوظيفة وفرص عمل أفضل، مما يساهم في نهاية المطاف في ظروف معيشية أفضل، بينما تدعى الهجرة عندما تجبر الكوارث الطبيعية الأفراد على الانتقال إلى منطقة جديدة بالهجرة البيئية.
يمكن الاستنتاج من خلال تحليل جميع عوامل الهجرة أن معدل الهجرة الصافي يمكن أن يعبر عن بلد ما بشكل كبير، إذ نستطيع الافتراض أن البلد الذي يأتي إليه الكثير من الأشخاص ولا يغادره الكثير، بلد غني ومستمر في التطور وخلق المزيد من الفرص، وأن البلد الذي يغادره الكثير ويأتيه القليل، بلد يُحتمل أن يعاني من العنف أو التدهور الاقتصادي أو تدني الموارد الكافية لتلبية احتياجات السكان الحاليين.