مسبار بين نجمي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المسبار بين النجمي (بالإنجليزية: Interstellar probe) هو مسبار فضائي غادر - أو من المتوقع أن يغادر - المجموعة الشمسية ليدخل «الفضاء بين النجمي»، الذي يُعرف عادةً بأنه المنطقة الواقعة خارج حدود الغلاف الشمسي. يشير هذا المصطلح أيضًا إلى المسابير القادرة على الوصول إلى الأنظمة النجمية الأخرى.
حاليًا هناك خمسة مسابير بين نجمية، أُطلقت جميعها من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهي: «فوياجر 1» و«فوياجر 2» و«بايونير 10» و«بايونير 11» و«نيو هورايزونز». اعتبارًا من عام 2019، يُعد فوياجر 1 وفوياجر 2 المسباران الوحيدان اللذان وصلا فعليًا إلى الفضاء بين النجمي.[1] في حين تسافر المسابير المتبقية في مسارات ستقودها في النهاية إلى الفضاء بين النجمي.
«صدمة الإنهاء» هي نقطة في الغلاف الشمسي حيث تنخفظ سرعة الرياح الشمسية إلى ما دون سرعة الصوت. على الرغم من أن صدمة الإنهاء تبدًا على مسافة تتراوح بين 80 و100 وحدة فلكية، يُعتقد أن الامتداد الأقصى للمنطقة حيث يهيمن حقل الجاذبية الشمسية (نطاق هيل) يصل إلى نحو 230000 وحدة فلكية (3.6 سنة ضوئية).[2] هذه النقطة قريبة من أقرب نظام نجمي معروف، «رجل القنطور»، الذي يقع على بعد 4.36 سنة ضوئية. على الرغم من أن المسابير ستبقى تحت تأثير الشمس لفترة طويلة، تتجاوز سرعاتها بكثير «سرعة الإفلات» الخاصة بالشمس، أي أنها ستغادر النظام الشمسي في النهاية إلى الأبد.
يُعرف الفضاء بين النجمي بأنه الفضاء الواقع خارج المنطقة المغناطيسية التي تمتد إلى نحو 122 وحدة فلكية عن الشمس، وذلك وفقًا لما اكتشفه مسبار فوياجر 1، وخارج منطقة التأثير المماثلة المحيطة بالنجوم الأخرى. دخل مسبار فوياجر 1 الفضاء بين النجمي في عام 2012.[3]
المسبار بين النجمي هو أيضًا الاسم المُقترح لمسبار تابع لناسا يهدف للسفر مسافة 200 وحدة فلكية خارج النظام الشمسي خلال 15 عامًا، وقد دُرس في عام 1999.[4]
«المسبار المستكشف بين النجمي» (آي إس بّي) هو أيضًا اسم مهمة روبوتية جديدة تابعة لناسا تهدف للسفر باتجاه واحد نحو الوسط بين النجمي المحلي خلال 50 عامًا، إذ يجري حاليًا دراسته في «مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية». مستفيدًا من تجربة مسابير فوياجر ونيو هورايزونز، سيحمل المسبار على متنه أول أدوات مُخصصة لاستكشاف بيئة مجرة درب التبانة القريبة. أثناء سفره خارج منطقة تأثير الشمس، سيكون أول مهمة تابعة لناسا مُخصصة للسفر عبر الفضاء الواقع بين الشمس والأنظمة الكوكبية الأخرى التي يمكن أن تكون صالحة لإيواء الحياة.[5]
في أبريل 2016، أعلن العلماء عن مشروع «بريك ثرو ستارشوت»، وهو أحد برامج «المبادرات الاختراقية»، لتطوير وإثبات مفهوم بناء أسطول من «المركبات الفضائية الشراعية الضوئية» الصغيرة بطول سنتيمتر واحد لكل منها، التي يُطلق عليها اسم «ستارشيب»،[6] لتكون قادرة على السفر إلى رجل القنطور، أقرب نظام نجمي خارج المجموعة الشمسية، بسرعة 20% و15% من سرعة الضوء،[7][8] خلال مدة تتراوح بين 20 و30 سنة على التوالي للوصول إلى وجهتها، بالإضافة لنحو 4 سنوات لإبلاغ الأرض بنجاحها في ذلك.[9]