مساحة شخصية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية. وتمثل هذه المساحة قيمة خاصة لأغلب الأشخاص بل ينتابهم الشعور بعدم الارتياح أو الغضب أو التوتر حال التعدي علي هذه المساحة.[1] فالسماح لشخص ما بدخول المساحة الشخصية ودخول المساحة الشخصية لشخص آخر هما مؤشرين لتطور العلاقات بين الأفراد. فهناك المنطقة الحميمية المخصصة لمن نحبهم وللأطفال وأفراد العائلة المقربين. وهناك منطقة أخرى تستخدم في التحاور مع الأصدقاء والدردشة مع الزملاء والحوارات الجماعية، وتوجد منطقة أبعد مخصصة للغرباء والمجموعات المتكونة حديثًا والمعارف الجدد، أما المنطقة الرابعة فتستخدم وقت إلقاء الخطب والمحاضرات والذهاب إلى العروض المسرحية، أما المساحة العامة فهي ذلك الإطار المخصص للجمهور العريض.[2]
إن دخول المساحة الشخصية للغير ما هو إلا مؤشر على مدى الألفة وأحيانًا على اللحظات الحميمية. ولكن، في المجتمع الحديث وخاصة في المدن المزدحمة، نجد أنه يصعب في بعض الأحيان الحفاظ على هذه المساحة مثل القطارات المزدحمة أو المصاعد أو الشارع. ويجد الكثيرون أن هذا التقارب المادي أمر مزعج نفسيًا ويبعث على الشعور بعدم الارتياح،[1] علي الرغم من أنه واقع مقبول في المجتمع الحديث. فهم يتحاشون تلاقي أعينهم مع الآخرين في هذا المكان المزدحم العام. فحتى في الأماكن المزدحمة ينبغي الحفاظ على مساحة شخصية، ومن الطبيعي أن يكون التلامس الحميمي والحركات الجنسية مثل التحرش والتلامس اتصالاً جسديًا غير مقبول.
يعتقد أن اللوزة الدماغية هي المسؤولة عن ردود أفعال الأشخاص القوية عندما يتعدى الغير على مساحاتهم الشخصية، حيث تختفي ردود الأفعال تلك لدى الأشخاص الذين يعانون خللاً في اللوزة الدماغية، بينما تنشط اللوزة الدماغية عندما يقترب الأشخاص من بعضهم البعض جسديًا.[3]
كان إدوارد تي هال أول من قدم فكرة المساحة الشخصية، وهو من أنشأ مفهوم القربيات. وفي كتابه البعد الخفي (1966)، وصف الأبعاد الموضوعية التي تحيط بكل شخص وأيضا المساحات المادية التي يحاول المرء أن يضعها بينه وبين الآخرين، حسب الفروق الثقافية الطفيفة.[1]