ماء قمري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الماء القمري (بالإنجليزية: Lunar water): هو الماء الموجود على القمر. لا يمكث الماء السائل على سطح القمر، وينحل بخار الماء بفعل ضوء الشمس، إذ يُفقد الهيدروجين سريعًا في الفضاء الخارجي. اعتقد العلماء منذ ستينيات القرن الماضي أن الماء المثلج يمكنه المكوث في المناطق الباردة من القمر، مثل الفوهات الظليلة عند قطبي القمر. وجدت جزيئات الماء أيضًا في طبقة رفيعة من الغازات فوق سطح القمر.[1][2]
قد يوجد الماء ومجموعة الهيدروكسيل المرتبطة به (-OH) في شكل مركبات كيميائية مثل الهيدرات والهيدروكسيد المرتبطة بالمعادن القمرية (بدلًا من الوجود في حالة الماء الحر)، ويؤيد الدليل هذا الافتراض بقوة في حالة التركيزات المنخفضة على أغلب سطح القمر.[3] من المحسوب وجود تركيزات ضئيلة تتراوح بين 10 إلى 1000 جزءًا من المليون.[4] تراكمت القرائن حول وجود جليد حر في قطبي القمر أثناء النصف الثاني من القرن العشرين من مختلف الأرصاد المقترحة لوجود الهيدروجين.
هبط مسبار لونا 24 السوفيتي في 18 أغسطس عام 1976 على بحر الشدائد، وأخذ عينات من أعماق 118 و143 و184 سم من الثرى القمري إلى الأرض. أفاد التقرير المنشور في فبراير عام 1978 أن هذه العينات احتوت على نسبة 0.1% ماء من كتلتها.[5][6][7] أظهرت القياسات الطيفية حدودًا دنيا تتراوح بين 3 أو 5 أو 6 ميكرون من ناحية نطاق التكافؤ التذبذبي لجزيئات الماء، وتزيد شدتها عن ضعف أو ثلاثة أضعاف مستوى التشويش.[8]
عثر مسبار شاندرايان 1 التابع لمنظمة البحوث الفضائية الهندية، عن طريق مخطط المعادن القمرية التابع لوكالة ناسا، في 24 سبتمبر عام 2009، على سمات امتصاصية تقترب من 2.8-3.0 ميكرون على سطح القمر.[9] وبالنسبة للأجسام السيليكية تُنسب تلك السمات إلى المعادن الحاملة لمجموعة هيدروكسيل أو المعادن الحاملة للماء. أكدت وكالة ناسا في أغسطس عام 2018 أن مخطط المعادن القمرية أظهر جليدًا على سطح قطبي القمر.[10][11]
ربما وصل الماء للقمر على مدى زمني جيولوجي بالتراشق المنتظم للمذنبات أو الكويكبات أو النيازك الحاملة للماء، أو يُنتج بصورة مطردة موضعيًا بأيونات الهيدروجين (البروتونات) في الرياح الشمسية المصطدمة بالمعادن الحاملة للأكسجين.[12]
جذب البحث عن الماء القمري انتباه العديد من البعثات القمرية؛ بسبب فائدة الماء في إطالة مدة الإقامة على القمر.