لاماركية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
اللاماركية أو الوراثة اللاماركية هي الفرضية القائلة بأن الكائن الحي يمكنه أن ينقل إلى نسله الخصائص التي اكتسبها من خلال الاستخدام أو عدم الاستخدام لهذه الخصائص خلال حياته. وتعرف أيضًا باسم وراثة الخصائص المكتسبة أو الوراثة اللينة (بالإنجليزية: soft inheritance). سميّت خطأ على اسم عالم الأحياء الفرنسي جان باتيست لامارك (1744-1829)، الذي دمج عمل «الوراثة اللينة» في نظريّاته التطوريّة كمكمّل لمفهومه حول استقامة التطور (بالإنجليزية: Orthogenesis) والمشهور باسم التطور الموجه، مما يدفعه نحو التعقيد. يتم الاستشهاد بهذه النظريّة في الكتب المدرسيّة كنقيض للداروينية.[1][2] لكن هذا يعرض صورة خاطئة عن تاريخ البيولوجيا، لأن لامارك لم ينشئ فكرة الوراثة اللينة، التي كانت معروفة منذ الحقبة الكلاسيكيّة وما بعدها، ولم تكن هي نقطة التركيز الأساسي في نظريّة لامارك للتطوّر. كما أنَّ تشارلز داروين أيّد في كتابه «أصل الأنواع» (1859) فكرة «وراثة الخصائص المستعملة والمهملة use and disuse inheritance» (بالأخص في الطبعات الأولى حيث كانت إحدى العناوين في الكتاب) على الرغم من رفض داروين لجوانب أخرى من نظريّة لامارك. حاول العديد من الباحثين منذ ستينيات القرن التاسع عشر وما بعدها العثور على أدلّة تدعم هذه النظريّة، ولكن رفضت كل هذه الأدلة إمّا لأن آليّات أخرى مثل التلوّث الجيني فسرت التغير، أو اعتبرت أدلة مفبركة. من ناحية أخرى، فشلت تجربة أوغست وايزمان (قطع ذيول الفئران ثم فحص نسلها لاحقًا واستنتج أن الأعراس الجنسية هي فقط المسؤولة عن الوراثة) في دحض اللاماركيّة لأنها لم تتناول فكرة وراثة الخصائص نتيجة الاستعمال والإهمال. وفي وقت لاحق، حلّت الوراثة المندليّة محلّ فكرة وراثة السمات المكتسبة، مما أدّى في نهاية المطاف إلى وضع النظرية التركيبة الحديثة (نظرية دمجت الدارونية والوراثة المندلية باستعمال مفهوم التطور بالطفرة والانتقاء الطبيعي) والتخلّي العام عن اللاماركيّة في علم الأحياء. لكن على الرغم من ذلك فقد استمرّ الاهتمام باللاماركيّة. وقد أبرزت الدراسات التي أجريت في مجال علم التخلّق الوراثي (وراثة ما فوق الجينات) epigenetics، وعلم الوراثة والتطفر الجسدي المفرط somatic hypermutation، وجود إمكانية لوراثة السمات التي اكتسبها الجيل السابق. لكن اختلفوا حول وصف هذه النتائج باللاماركيّة. كما أن الوراثة وفق تطوّر الجينوم الكامل hologenome، الذي يتكوّن من جينومات جميع الميكروبات التكافليّة للكائن الحيّ مع جينومه، كذلك تعتبر عمليًا تطورًا لاماركيًا إلى حدّ ما، رغم أن آلياتها كلها داروينية.