لاتينية متأخرة
اللغة اللاتينية المكتوبة التي تعود إلى العصور القديمة المتأخرة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
اللاتينية المتأخرة (باللاتينية: Latinitas serior)، (بالإنجليزية: Late Latin) هو الاسم العلمي للغة اللاتينية المكتوبة التي تعود إلى العصور القديمة المتأخرة،[1] وتحدد تعاريف قواميس اللغة الإنجليزية فترة اللاتينية المتأخرة تاريخيًا بين القرنين الثالث والسادس للميلاد،[2][3] مع استمرارها خلال القرن السابع في شبه الجزيرة الإيبيرية. وقد استُخدمت هذه النسخة ذات التعريف الملتبس بطريقة ما من اللغة اللاتينية بين عصرَي اللاتينية الكلاسيكية واللاتينية القروسطية. ما من إجماع علمي حول التاريخ الدقيق لنهاية اللاتينية الكلاسيكية أو بداية اللاتينية القروسطية، غير أن اللاتينية المتأخرة تتميز (مع وجود اختلافات وجدالات) بأسلوب خاص محدد.
| ||||
---|---|---|---|---|
الكتابة | إخطاطة لاتينية ![]() | |||
النسب | لغات هندية أوروبية ![]() | |||
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
لكونها لغة مكتوبة، تختلف اللاتينية المتأخرة عن اللاتينية العامية، وقد قامت الأخيرة مقام سلف للغات الرومنسية. وعلى الرغم من أن اللاتينية المتأخرة تُظهر ارتفاعًا مفاجئًا في استخدام مفردات اللاتينية العامية وبنائها، تظل كلاسيكية إلى حد كبير في ملامحها الإجمالية، تبعًا للكاتب الذي يستخدمها. بعض كتابات اللاتينية المتأخرة يميل إلى النزعة الأدبية والكلاسيكية، في حين يميل بعضها الآخر إلى اللغة المحلية. إضافة إلى ذلك، لا تتطابق اللاتينية المتأخرة مع اللاتينية الآبائية المسيحية، التي استُخدمت في الكتابات اللاهوتية لدى الآباء المسيحيين الأوائل. في حين استخدمت الكتابات المسيحية فرعًا من اللاتينية القديمة، فقد توسع الوثنيون في الكتابة باللاتينية المتأخرة، لا سيما في أوائل تلك الفترة.
تشكلت اللاتينية المتأخرة حين استُوعبت أعداد كبيرة من المرتزقة الذين كانوا ينتمون إلى شعوب ناطقة باللاتينية على حدود الإمبراطورية، وكان نهوض المسيحية يسبب شقاقًا كبيرًا في المجتمع الروماني، ما زاد الحاجة إلى لغة معيارية من أجل التواصل بين السجلات الاجتماعية الاقتصادية المختلفة والمناطق المترامية للإمبراطورية الآخذة بالاتساع. وقد تطورت لغة محكية جديدة وأوسع استخدامًا بالاعتماد على عناصر رئيسية هي: اللاتينية الكلاسيكية واللاتينية المسيحية، التي كانت تضم اللغة المحكية المألوفة (باللاتينية: sermo humilis) التي يخاطَب الناس بواسطتها،[4] وجميع اللهجات المتنوعة للاتينية العامية.[5] وكتب عالم اللغويات أنتوان مييه يقول: «دون أن تدخل تعديلات كبيرة على المظهر الخارجي للغة، أصبحت اللاتينية لغة جديدة في سياق العهد الإمبراطوري»،[6] وقال أيضًا: «وإذ قامت مقام نوع من لغة التواصل المشترك لإمبراطورية واسعة، مالت اللاتينية إلى أن تكون أكثر بساطة، وتحافظ على ما فيها من عناصر اعتيادية فوق كل شيء آخر».[6]