Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الكَرَاهِيَة أو الكُرْه أو البُغْض أو البَغْضَاء أو المَقْت، هي مشاعر انسحابية يصاحبها إشمئزاز شديد، نفور وعداوة أو عدم تعاطف مع شخص ما أو شيء أو حتى ظاهرة معينة، تعوز عموما إلى رغبة في تجنب، عزل، نقل أو تدمير الشيءالمكروه، يمكن للكره أن يبنى على الخوف من غرض معين أو ماضي سلبي أو شخص معين نتج عن التعامل مع ذلك الفرد أو لشخص، يمكن للناس أن يشعروا بالنزاع والمشاعر أو الأفكار المعقدة التي تستلزم الكره، ك علاقة الكره والحب.[1][2][3] أحيانا يستخدم لفظ «الكراهية» عرضاً للمبالغة في وصف شيء لا يطيقه الشخص أو لا يعجبه فحسب، مثل شكل معماري معين، حالة طقس محددة، وظيفة معينة. أو حتى بعض أنواع الطعام.
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من | |
تسبب في | |
يتفاعل مادياً مع | |
أكبر من | |
النقيض |
تستخدم لفظية «كراهية» أيضا لوصف إجحاف أو حكم مسبق، تعصب أو إدانة تجاه فئة أو طبقة أو مجموعة من الناس وأعضاء هذه الفئة/الطبقة/المجموعة المكروهة، العنصرية هي أبرز مثال على ذلك. وهذة الكراهية من الممكن أن تتسبب في تدمير كل البشر (خاصة أعضاء تلك المجموعة/الفئة/الطبقة المكروهة) إذا أستقرت في القلوب الكارهين. وهناك أمثال وأقوال كثيرة عن الكراهية مثل «الكراهية مرض لو إستحوذ على القلب لحطمه وأذهب العقل معه» هاني حامد مدكور (خبير تنمية بشرية)
الفلاسفة أظهروا تعاريف ومرادفات كثيره للكراهية. رينيه ديكارت رأى إن الكراهية هي إدراك أن هناك شيء سيئ في مجتمع مع الرغبة في الانسحاب بعيد عنه. يرى أرسطو الكراهية على أنها الرغبة في إبادة الكائن المكروه. كما أن البعض يرى أن الحقد والكره هو حزن مع فكرة سيئة مصاحبة لسبب خارجي. أو عندما يكون هناك شيء أو شخص ما يقدم لنا الحزن سواء بإهانة أو إستفزاز..الخ.... فيظهر الحقد وتظهر الكراهية. يعتقد ديفيد هيوم أن الكراهية هو شعور غير القابل للاختزال ولا يمكن تحديدها (تحديد سبب الكراهية) على الإطلاق، وغالبا ما يؤدي إلى تدمير الكاره والمكروه معا
في التحليل النفسي، سيغموند فرويد رأى أن الكراهية هي رغبة الشخص في تدمير مصدر تعاسة/الحزن/الكره لديه.
يرى البعض ان (الكراهية أو الكره) هو شعور عميق وعاطفي، وغالبا ما يكون موجة مؤقتة ضد مجموعة معينة من الاشخاص أو فئة معينة من الكائنات (سواء إنسان أو جماد أو حيوان أو نبات الخ...)، وأحيانا مجموعات كاملة (كبيرة) من الناس (مثل قبيلة أو مدينة أو محافظة أو دولة معينة)، أو الناس بشكل عام، أو وجود، أو العالم كله - (و أحيانا لا تقتصر الكراهية على ذلك بل تتوسع بمجالات وأشياء عديدة) مع ذلك أحيانا تكون الكراهية غير مؤقتة وتستمر حتى موت الكاره أو المكروه، وكثيرا ما ترتبط الكراهية بالعديد من المشاعر مثل الغضب والعنف وشيء من الجنون والتصرف بطريقة عدائية تجاه الكائنات المكروهة، ويمكن للكراهية دفع الإنسان إلى الإجراءات المتطرفة. مثل تلك الإجراءات المتطرفة يمكن ان تؤثر سلبا أو تدمر الكائن/الكائنات المكروه/المكروهين أو على الشخص الكاره أو على الناس عامة. ومن الاجراءات المتطرفة التي يمكن ان تسببها الكراهية العنف، والقتل، والحرب.
الكراهية والبغض من الأخلاق الذميمة التي نهى الإسلام عنها فيما بين المؤمنين، وحذر منها.
ذكرت في القرآن في سورة البقرة وفي سورة النساء
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ١٩﴾ [النساء:19]
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٢١٦﴾ [البقرة:216]
والكراهية خِلاف الرِّضا والمحبَّة، ويقال: بل الكُرْهُ: المشَقَّة، والكَرْهُ: أن تُكَلَّف الشَّيء فتعمله كارهًا. ويقال: مِن الكُرْه الكَرَاهِيَة والكَرَاهِيَّة وأكْرَهتُه على كذا: حملته عليه كَرْهًا.[4] وقال ابن عاشور: (الكُرْه: الكَرَاهِية ونفرة الطَّبع مِن الشَّيء، ومثله الكَرْه على الأصحِّ).[5]
والبغض، بمعنى الكره، وهو ضِدُّ الحُب، من بغَض الشيء بُغضًا: مقته وكرهه، والبِغَضَة والبَغْضاء: شِدَّة البُغْض، وتَباغض القوم: أبْغَض بعضهم بعضًا. والبغض هو نفور النَّفس عن الشَّيء الذي يرغب عنه.[6] وقال الكفوي: (البُغْضُ: عبارةٌ عن نفرة الطَّبع عن المؤْلِم المتْعِب، فإذا قوي يُسمَّى مَقْتًا).[7]
و(الفرق بين البُغْض والكَراهة أنَّه قد اتَّسع بالبُغْض ما لم يتَّسع بالكَراهَة، فقيل: أُبْغِض زيدًا أي: أُبْغِض إكرامه ونفعه، ولا يقال: أكرهه بهذا المعنى، كما اتَّسع بلفظ المحبَّة، فقيل: أُحِبُّ زيدًا، بمعنى: أحبُّ إكرامه ونفعه، ولا يقال: أريده، في هذا المعنى، ومع هذا فإنَّ الكَرَاهَة تُسْتَعمل فيما لا يُسْتَعمل فيه البُغْض، فيقال: أَكْرَه هذا الطَّعام. ولا يقال: أَبْغُضه، كما تقول: أُحِبُّه. والمراد أنِّي أكره أكله، كما أنَّ المراد بقولك: أريد هذا الطَّعام، أنَّك تريد أكله أو شراءه).[8]
وفي الفرق بين الكَراهَة ونُفُور الطَّبع، قال أبو هلال العسكري: (إنَّ الكَرَاهَة ضدُّ الإرادة، ونُفُور الطَّبع ضدُّ الشَّهوة، وقد يريد الإنسان شرب الدَّواء المرِّ مع نُفُور طبعه منه، ولو كان نُفُور الطَّبع كراهةً، لَمَا اجتمع مع الإرادة، وقد تُسْتَعمل الكَراهَة في موضع نُفُور الطَّبع مجازًا، وتُسمَّى الأمراض والأسقام: مكاره؛ وذلك لكثرة ما يَكْرَه الإنسان ما يَنْفِر طبعه منه).[8]
- قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١﴾ [المائدة:91].
قال الطبري: (يقول تعالى ذكره: إنما يريد لكم الشيطان شرب الخمر والمياسرة بالقداح، ويحسن ذلك لكم؛ إرادة منه أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في شربكم الخمر ومياسرتكم بالقداح، ليعادي بعضكم بعضًا، ويبغض بعضكم إلى بعض، فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان، وجمعه بينكم بأخوة الإسلام، ويصدكم عن ذكر الله).[9]
- عن أبي هريرة قال: (أَحْبِب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما).[17]
- وقال ابن القيِّم: (البُغْض والكَرَاهَة أصل كلِّ ترك ومبدؤه).[18]
- وقال أبو حاتم: (الواجب على النَّاس كافةً: مجانبة الإفكار في السَّبب الذي يؤدِّي إلى البَغْضَاء والمشاحنة بين النَّاس، والسَّعي فيما يفرِّق جمعهم، ويُشتِّت شملهم).[19]
- وقال الغزَّالي: (اعلم أنَّ الأُلفة ثمرة حسن الخلق، والتَّفرُّق ثمرة سوء الخُلُق، فحُسْن الخُلُق يُوجِب التَّحابَّ والتَّآلف والتَّوافق. وسوء الخُلُق يثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّدابر، ومهما كان المثْمِر محمودًا كانت الثَّمرة محمودة).[20]
تنقسم الكراهية والبغضاء إلى قسمين: