Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الفلسفة والسياسة والاقتصاد أو (PPE) هي درجة جامعية أو دراسات عليا متعددة التخصصات تجمع بين دراسة ثلاثة تخصّصات من فروع العلوم الإنسانية. كانت أوّل مؤسسة تمنح درجات علمية في الفلسفة والسياسة والاقتصاد معاً هي جامعة أكسفورد في عشرينيات القرن العشرين، وقد تخصص في هذا المجال عددًا كبيرًا من السياسيين والفلاسفة والشخصيات البارزة حول العالم مثل أون سان سو تشي، وهي سياسية حائزة على جائزة نوبل للسلام ومستشار الدولة في ميانمار، والأميرة هيا بنت الحسين ابنة الملك الحسين بن طلال ملك الأردن السابق، والكاتب والصحفي البريطاني الأمريكي كريستوفر هيتشنز،[1][2] والكاتب والمخرج الحائز على جائزة الأوسكار فلوريان هينكيل فون دونيرسمارك، والفيلسوفة البريطانية فيليبا فوت، والفيلسوف البريطاني مايكل دوميت ، ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق هارولد ويلسون، ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق إدوارد هيث، ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق ديفيد كاميرون، والسياسي البريطاني هيو جيتسكيل، والسياسي البريطاني ويليام هيغ والسياسي البريطاني إد ميليباند، ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، ورئيس الوزراء الحالي لباكستان عمران خان، ورئيس وزراء أستراليا الأسبق مالكولم فريزر، ورئيس وزراء أستراليا الأسبق بوب هوك، ورئيس وزراء أستراليا الأسبق توني أبوت.[3][4]
حظيت دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في عام 2017 باهتمام عالميّ خاص في وسائل الإعلام، حين انضمت الناشطة الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي إلى جامعة أوكسفورد لدراسة هذا الفرع من العلوم.[5][6]
بدأت جامعة يورك البريطانية في ثمانينيات القرن العشرين تحذو حذو جامعة أكسفورد وتمنح درجة علمية في الفلسفة والسياسة والاقتصاد اعتماداً على نموذج أكسفورد، ثم تبعتها جامعة كينغز كوليدج بلندن، ثم جامعة وارويك، وجامعة مانشستر وعدّة جامعات بريطانية أخرى في وقت لاحق، بيد أن فلسفة وسياسة واقتصاد جامعة أكسفورد على حد تعبير هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) كانت تهيمن على أوجه الحياة العامة في المملكة المتحدة.[7]
تُدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد الآن كتخصص متكامل في العديد من الكليات والجامعات الرائدة الأخرى حول العالم، كما أضافت كل من جامعة وارويك، وجامعة كينجز كوليدج مؤخراً درجة علمية مشابهة جديدة تنطوي على دراسة السياسة والفلسفة والقانون (PPL) بهدف إتاحة بديل آخر لشهادات الفلسفة والسياسة والاقتصاد التقليديّة.
تمنح ثلاثة جامعات في الولايات المتحدة الأمريكيّة خالياً درجات علميّة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد معاً وهي: جامعة بنسلفانيا، وكلية دارتموث، وجامعة ييل التي تمنح الدرجة العلمية ذاتها ولكن تحت مُسمّى الأخلاق والسياسة والاقتصاد.[8]
أسست جامعة فرجينيا للتقنية في عام 2020، إلى جانب برامج درجة البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، مركزًا لأبحاث الفلسفة والسياسة والاقتصاد.[9][10]
تمنح عدّة جامعات ومؤسسات علميّة في كندا خالياً درجات علميّة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد معاً، وأبرزها مدرسة فرانك ماكينا للفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة ماونت أليسون.[11]
أضافت عدّة جامعات في دول قارة آسيا مؤخراً إلى برامجها التعليميّة إمكانية دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، والتي من أبرزها جامعة تسينغ - هوا الصينيّة، وجامعة سنغافورة الوطنية، وجامعة تل أبيب، وجامعة أشوكا في الهند.[12][13][14][15]
كانت جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة هي أول جامعة أنشأن الفلسفة والسياسة والاقتصاد كبرنامج تعليمي للحصول على درجة علمية في عشرينيات القرن العشرين كبديل حديث لفرع الدراسة التي عُرفت قديماً بالدراسات الحضارية أو علم العظماء، حيث رأت جامعة أكسفورد أنّ المسمّى الجديد يُعتقد أنها يوفّر بديلاً أكثر حداثة وملاءمة للعاملين في مجالات الخدمة المدنية.[16] لهذا السبب اشتهرت دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في البداية باسم علم العظماء المعاصرين.[17]
بدأ الرعيل الأول من طلاب الفلسفة والسياسة والاقتصاد بجامعة أكسفورد دراستهم في خريف عام 1921. وكانت اللائحة الأولى التي تأسس بموجبها البرنامج التعليمي تنص على أن يكون موضوع الدراسة هو دراسة الهيكل والمبادئ الفلسفية والاقتصادية للمجتمع الحديث.[18] كان إجباريًا في البداية دراسة جميع المواد الثلاثة طيلة سنوات الدراسة الثلاث، ولكن في عام 1970 خُفّفت المناهج الدراسية، وصار بإمكان الطلاب منذ ذلك الحين حذف مادة واحدة بعد السنة الأولى. وهناك عدد قليل من الطلاب يقرر الاستمرار في دراسة العلوم الثلاثة.
بدأ بعض الطلاب خلال ستينيات القرن العشرين في انتقاد برنامج جامعة أكسفورد التعليميّ لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد من منظور يساري، وبلغت تلك الانتقادات ذروتها حين نُشر كتيب بعنوان فقر الفلسفة والسياسة والاقتصاد في عام 1968 للكاتب تريفور باتمان الذي رأى بإن البرنامج التعليمي لا يقدم أي تدريب على المستوى الفعلي باستثناء تعزيز القدرة على كتابة مقالات قصيرة أو مرسلة ذات درجة عالية من الكمال اعتماداً على القليل من المعرفة، وهو تدريب مثالي للمهندس الاجتماعي. دعا الكتيب أيضاً إلى دمج دراسة علم الاجتماع وعلم الإنسان والفن بهدف المساعدة في نشر الراديكالية والتعبئة السياسية خارج الجامعة. أدّى الكتيب إلى إجراء بعض التعديلات الطفيفة على المناهج التعليمية مثل إضافة كتاب يساريين مؤثرين مثل فرانتز فانون، وريجيس ديبراي إلى قوائم القراءات السياسية، إلى أن جوهر البرنامج التعليمي ظل كما هو.
اعتبر كريستوفر ستراي إلى برنامج دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد أحد أسباب الانحدار التدريجي للدراسات الكلاسيكية، حيث بدأ الكلاسيكيون في الحياة السياسية يتفوقون على أولئك الذين درسوا علم العظماء المعاصرين.[19]
بينما وصف كلّ من داريو كاستيجليون وإيان هامبشير مونك دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد بأنها دراسة أساسية لتنمية الفكر السياسي في المملكة المتحدة منذ أن أسست علاقة بين السياسة والفلسفة. كانت السياسة قبل ذلك تُدرس في جامعة أكسفورد، وفي جامعة كامبريدج فقط كفرع من فروع التاريخ الحديث.[20]
اعتقد القائمون على اللوائح التأسيسية للبرنامج التعليمي لجامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد بصحة الرأي القائل بأنه فهم الظواهر الاجتماعية، ينبغي على المرء أن يتعامل معها من عدة اتجاهات أدبية تكميلية وأطر تحليليّة. ومن ثمّ تعتبر دراسة الفلسفة هامّة لأنها تزود الطلاب بالأدوات الوصفية مثل القدرة على التفكير بدقة وبصورة منطقية، كما تسهّل التفكير الأخلاقي. وتعتبر دراسة السياسة ضروريّة لأنها تعرّف الطلاب بالمؤسّسات التي تحكم المجتمع، وتساعد في حلّ مشاكل العمل الجماعي. ويُنظر إلى دراسة الاقتصاد باعتبارها دراسة حيوية في العالم الحديث، لأن القرارات السياسية غالبًا ما ترتبط بالأمور الاقتصادية، وغالبًا ما تتأثر القرارات الحكومية بالأحداث الاقتصادية. كانت معظم الطلاب في جامعة أكسفورد يقومون بحذف إحدى المواد الثلاثة في السنتين الثانية والثالثة من دراستهم. تضم جامعة أكسفورد حالياً ما يزيد عن 600 طالب جامعي يدرسون الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وتقبل سنويّاً أكثر من 200 طالب في هذا النوع من الدراسة.[21]
يرى كل من الصحفي البريطاني نيك كوهين، أحد خريجي جامعة أكسفورد الذين درسوا الفلسفة والسياسة والاقتصاد بالجامعة، والمدرس السابق بالجامعة إيان ماكلين أن اتساع مجالات الدراسة يُعد أمراً هامّاً، كما أنّه أحد عوامل جاذبيتها، وخاصة لأن المجتمع البريطاني يقدّر الأشخاص الذين يملكون معارفاً أكثر عمومية على الأشخاص المتخصّصين. كما أشار موريس جلاسمان، وهو زميل أكاديمي وعمالي، إلى أن دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد تجمع بين مميزات الحصول على شهادة جامعية متميزة، وبين الدراسة التي تؤهل الشخص في نهاية المطاف للوصول إلى مراكز مرموقة بعد تخرجه، لذا فإنها تُعتبر برنامجاً تعليمباً مثاليّاً للراغبين في عضوية مجلس الوزراء، كما تمنحك الدراسة وجهة نظر الحياة، إلّا أنها لديها تميل في بعض الاحيان إلى بعض التوجّهات السياسيّة مثل سياسة الوفاق والتكنوقراطية.
ينتقد جيفري إيفانز، زميل جامعة أكسفورد في السياسة، أن نجاح برنامج أكسفورد التعليمي وازدياد الإقبال عليه من الطلاب يشير إلى سمة دائمة من سمات الإدارة الوطنية في بريطانيا، والتي تعمل وفقاً لأسلوب أطلق عليه «الكل في الكل». هناك بعض التفاوتات التي لا مفر منها في النظام الاقتصادي الحالي، والتي تؤثّر على فرص القبول بالجامعة، وبالتالي فرص التوظيف الجيدة للخريجين الناجحين. كان القصد من المسألة في حد ذاتها، من منظور جيفري إيفانز، أن تكون انعكاسًا أخلاقيًا أبويًا حول كيفية قيام الحكومات والشعوب بإدامة التقسيم الطبقي الاجتماعي.
اعترف ستيوارت وود المستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق إد ميليباند الذي درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد في ثمانينيات القرن العشرين، وعمل مدرّساً للسياسة في نفس الجامعة في تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بأن البرنامج التعليمي كان بطيئًا في مواكبة التطورات السياسية المعاصرة، وخاصّة في الجزء السياسي من دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، حيث كان الطلاب يقضون ثلاث سنوات دون مناقشة قضية واحدة معاصرة تتعلق بالسياسة العامة. وذكر أيضًا أن هيكل البرنامج التعليميّ منحه تحيزًا وسطيًا، نظرًا لمجموعة المواد التي تم حجبها مما يجعل معظم الطلاب لديهم اعتقاد خاطئ بأن الطريقة الوحيدة لتحقيق العدالة هي اتخاذ موقف مركزي.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.