عمارة إسبانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العمارة الإسبانية (بالإسبانية: Arquitectura de España) تشير إلى العمارة في أي مكان يعرف الآن بإسبانيا وفي كل أرجاء العالم، وعلى يد المهندسين المعمارين الإسبان. يتضمن هذا التعبير البنايات التي شُيّدت داخل الحدود الحالية لإسبانيا قبل إعلانها دولة، حين كانت الأراضي تُسمى إيبيريا، وهسبانيا، والأندلس، أو قبل أن تُقسّم بين بعض الممالك المسيحية. تبين تصاميم الهندسة المعمارية الإسبانية من مصادر كثيرة اختلافًا تاريخيًا وجغرافيًا بارزًا.[2] كان للهندسة المعمارية نزعة نحو الازدهار بصورة مشابهة لأساليب أُخرى من الهندسة المعمارية حول منطقة البحر المتوسط ومن شمال أوروبا.
حصل الازدهار الحقيقي في العمارة عند الفتح الروماني الذين خلَفوا أبرز المعالم الأثرية البارزة في هسبانيا الرومانية. فقدت تقنيات التشييد عند قدوم القوط الغربيين أهميتها بالمقارنة مع بقية الإمبراطورية الرومانية السالفة. حقق الأمويون عند وصولهم إلى الأندلس في عام 711 ميلادي تغييرًا جذريًا خلال القرون الثمانية التالية إذ كان هناك تقدم في الثقافة، ومن ضمنها الهندسة المعمارية. على سبيل المثال، أسست سلالة بني أمية مدينة قرطبة بصفتها عاصمة ثقافية في ذلك الوقت. برزت في الوقت ذاته المملكات المسيحية شيئًا فشيئًا ونمّت أنماطها الخاصة، وكانت في البداية بعيدة عن التأثيرات الأوربية في العمارة، وضُمّت في ما بعد إلى التيارات الرومانسكية والقوطية، وبلغت ذروتها الرائعة مع الكثير من النماذج على طول المنطقة برمتها. ميّزت الثقافة الأوربية التي دُمجت مع التأثيرات الإسلامية الطرازَ المُدجن منذ القرن الثاني عشر وحتى القرن السابع عشر.
شهِدت إسبانيا، في نهاية القرن الخامس عشر وقبل التأثير في أمريكا اللاتينية بعمارتها في المستعمرات الإسبانية، تجربةَ عمارة عصر النهضة التي طورها مهندسون معماريون محليون. برز الطراز الباروكي الإسباني بالزخرفة التشوريجية المبهجة والطراز الهيريري الأكثر هدوءًا، يزدهر كل منهما بعيدًا عن التأثيرات الدولية اللاحقة. ما زال الطراز الاستعماري الذي دام لقرون يملك تأثيرًا قويًا في أمريكا اللاتينية. بلغت العمارة النيوكلاسيكية أوجها في عمل خوان دي فيلانويفا وتلاميذه.
تضمن القرن التاسع عشر أمرين: أولهما هو محاولة الجهود الهندسية لإنجاز أسلوب جديد واستعمال الحديد والزجاج مواد أساسية للبناء لإحداث تغييرات هيكلية جيدة، وثانيهما هو التركيز الأكاديمي على التجديد ومذهب التركيبية أولًا، وعلى مذهب المناطقية لاحقًا. ظهرت شخصيات مثل أنطوني غاودي بعد وصول الحداثة إلى الميدان الأكاديمي والكثير من العمارة في القرن العشرين. هناك مجموعات أدارت الطراز الدولي مثل مجموعة «غاتيباك» (GATEPAC). تواجه إسبانيا ثورة في العمارة المعاصرة حاليًا، وهناك مهندسون معماريون إسبان نالوا شهرة عالمية النطاق مثل رافاييل مونيو، وسانتياغو كالاترافا، وريكاردو بوفيل.
صنفت اليونسكو العديدَ من الأماكن المعمارية في إسبانيا وجوانبًا من المدن على أنها مواقع تراث عالمية. تُعد إسبانيا ثالث دولة تمتلك أكبر عدد من مواقع التراث العالمي؛ تسبقها إيطاليا والصين فقط. هذه المواقع مدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي في إسبانيا.