طرد الأكاديين
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
طرد الأكاديين، المعروف أيضًا باسم الثورة العظيمة، والطرد العظيم، والترحيل العظيم، كان إبعادًا قسريًا للشعب الأكادي من قبل البريطانيين من المقاطعات البحرية الكندية الحالية في نوفا سكوشا، ونيو برونزويك، وجزيرة الأمير إدوارد، وشمال ولاية مين، وهي أجزاء من منطقة تعرف أيضا باسم أكاديا. حصل الترحيل (1755 – 1764) خلال الحرب الفرنسية والهندية (مسرح حرب السنوات السبع في أمريكا الشمالية) وكان جزءًا من الحملة العسكرية البريطانية ضد فرنسا الجديدة. قامت بريطانيا بدايةً بترحيل الأكاديين إلى المستعمرات الثلاثة عشرة، وبعد عام 1758، نقلت مزيدًا منهم إلى بريطانيا وفرنسا. إجمالًا، من مجموع 14100 أكادي في المنطقة، ترحّل منهم نحو 11500 شخص. يشير تعداد سكاني عامي 1764 إلى أن 2600 أكادي بقوا في المنطقة لتمكنهم من الهروب.[1]
طرد الأكاديين | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الفرنسية والهندية | |||||
| |||||
تعديل مصدري - تعديل |
خلال حرب الخلافة الإسبانية، استولت بريطانيا على بورت رويال، عاصمة المستعمرة، عبر حصار قامت به. تنازلت معاهدة أوترخت عام 1713، التي أنهت الصراع، عن المستعمرة لبريطانيا العظمى، في حين سمحت للأكاديين بالإبقاء على أراضيهم. على مدار السنوات الخمس وأربعين المقبلة، رفض الأكاديون توقيع قسم ولاء غير مشروط لبريطانيا. خلال الفترة نفسها، شارك البعض في عدد من العمليات العسكرية ضد البريطانيين، وصانوا خطوط إمداد للحصون الفرنسية في لويسبورغ وفورت باوسيجور. نتيجة لذلك، سعى البريطانيون إلى القضاء على أي تهديد عسكري مستقبلي من قبل الأكاديين، وإلى قطع خطوط الإمداد التي وفروها إلى لويسبورغ بصورة دائمة عبر إزالتهم من المنطقة.[2]
دون التمييز بين الأكاديين المحايدين وبين أولئك الذين قاوموا احتلال أكاديا، أمر الحاكم البريطاني تشارلز لورانس ومجلس نوفا سكوشا بطردهم. في موجة الطرد الأولى، ترحّل الأكاديون إلى مستعمرات بريطانية أخرى في أمريكا الشمالية. في الموجة الثانية، ترحّلوا إلى بريطانيا وفرنسا، ومن هناك هاجر عدد كبير منهم إلى لويزيانا الإسبانية، حيث أصبح «الأكاديون» في نهاية المطاف «كاجون». رحل الأكاديون في البداية إلى المستعمرات الناطقة بالفرنسية مثل كندا، والجزء الشمالي غير المستعمر من أكاديا، وإيل سان جان (جزيرة الأمير إدوارد حاليًا)، وإيل رويال (جزيرة كيب بريتون اليوم). خلال الموجة الثانية من الطرد، كان أولئك الأكاديون إما يسجنون أو يُرحّلون.
إلى جانب تحقيق بريطانيا أهدافها العسكرية المتمثلة في إلحاق الهزيمة بلويسبورغ وإضعاف ميليشات المغماك والأكاديين، كانت نتيجة الطرد دمار السكان المدنيين في المقام الأول واقتصاد المنطقة. مات آلاف الأكاديين خلال عمليات الطرد، نتيجة المرض والغرق عند ضياع السفن. في 11 يوليو عام 1764، أصدرت الحكومة البريطانية أمرًا بالسماح للأكاديين بالعودة القانونية إلى الأراضي البريطانية في مجموعات صغيرة معزولة، شريطة أن يقسموا على الولاء المطلق. يعيش الأكاديون اليوم بشكل أساسي في نيو برونزويك وبعض مناطق جزيرة الأمير إدوارد ونوفا سكوشا. يخلد الشاعر الأمريكي هنري وادزورث لونجفيلو ذكرى الطرد في القصيدة الشعبية، إيفانجلين، التي يحكي فيها محنة شخصية خيالية، إذ ينشر من خلالها الوعي حول عمليات الطرد.