سمعان القوريني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
سمعان القوريني (Simon of Cyrene)، (שמעון מקירנה) من قورينا (شحات) بقورينائية (برقة) شرق ليبيا وهو الذي حمل الصليب مع المسيح حتى يصلب المسيح عليه. ولأنه من شمال أفريقيا فيعتبره البعض أول قديس مسيحي من أفريقيا. واعتبر أبناءه ألكسندر وروفوس من أوائل المبشرين المسيحين والمذكورين في الإنجيل.
سمعان القوريني | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 1 ق.م شحات |
تاريخ الوفاة | القرن 1 |
تعديل مصدري - تعديل |
يقول مرقس: «ثم خرجوا به ليصلبوه، فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل، هو سمعان القوريني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه» (مرقس 15/20 - 23).
«ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قورينياً كان آتياً من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع» (لوقا 26:23).
يقول المفسر نينهام في تفسيره لمرقس: «يبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة؛ التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب، وما من شك في أن أحد الأسباب في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل؛ كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدراً للمعلومات عن الصلب، جديرًا بالثقة. ولعل السبب في حذف هذه الرواية والخاصة بحمل سمعان القوريني للصليب من إنجيل يوحنا، هو الهرطقة التي ظهرت في نهايات القرن الأول بأن سمعان قد حل محل يسوع، وصُلب بدلاً منه، ولا يزال سارياً في الدوائر الغنوسطية، التي كانت لها الشهرة فيما بعد».
أن «سمعان» القوريني قد أقام في أورشليم في فترة من التاريخ تمخضت بأحداث جسامٍ؛ فلا شك أنه شاهد كيف احتفى أهل أورشليم بالمسيح عندما دخل إلى المدينة المقدسة في عيد الشعانين، وأكثر من ذلك، لا بدّ أن «سمعان» قد شهد بعض معجزات المسيح التي أجراها في مدن فلسطين وقراها، واستمع إلى أحاديثه ومواعظه التي ألقاها على الجماهير التي كانت تتبعه في كل مكان. ومن الواضح أيضاً أن تعاليم المسيح قد أثّرت فيه تأثيراً بليغاً وربما حفّزته على البحث والدراسة في أسفار العهد القديم للاطلاع على النبوءات المختصة بمجيء المسيح وكان إبناه ألكسندروس وروفس من السبعين رسولا الذين إختارهم المسيح للكرازة مع التلاميذ الإثنى عشر.
في كتابه «الأرطقات مع دحضها» ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القوريني، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: «إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القوريني قد صلب بدلاً من يسوع». وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
ولعل أهم هذه الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في «عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية» والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القوريني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.