رومان (شعب)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الرومان هم مجموعة ثقافية –وقد يُشار إليها بالمجموعة الإثنية أو بصفتها جنسية،[1][2] وفق أوجه مختلفة– استطاعت في العصور الكلاسيكية القديمة –منذ القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الخامس ميلادي– حكم أجزاء واسعة من أوروبا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبر سلسلة من الفتوحات أو المعارك التي خاضتها إبان عهد الجمهورية الرومانية، ثم الإمبراطورية الرومانية لاحقًا. لم يرَ الرومان أن تصنيف «روماني» يرتكز على اللغة المشتركة أو الإثنية المتوارثة، بل اعتبروا كلمة روماني دلالة على انتماء المرء إلى المجتمع الديني أو السياسي، وتشارك العادات والتقاليد والقيم والأخلاق وأسلوب الحياة نفسه.[3][4][5][6]
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من | |
اللغة اﻷم | |
اللغات المحكية | |
الدِّين | |
الفترة الزمنية | |
صيغة التذكير |
يُعتقد أن مدينة روما تأسست عام 753 قبل الميلاد،[7] وتألف سكانها الأوائل من مجموعة واحدة من عدة شعوب إيطالقية (شعوب إيطاليا القديمة) التي عاشت في شبه الجزيرة الإيطالية. تزامنًا مع تزايد مساحة الأراضي التي خضعت للسلطة الرومانية، مُنح حق المواطنة تدريجيًا للشعوب المختلفة التي خضعت للحكم الروماني. تزايد عدد السكان الرومان بشكل سريع جراء تأسيس مستعمرات على طول الإمبراطورية، وعبر منح المواطنة لمحاربي الجيش الروماني القدامى، ومنح حق المواطنة بشكل شخصي من طرف الأباطرة الرومان. في عام 212 ميلادي، وسّع الإمبراطور كاراكلا حقوق المواطنة لتشمل كافة سكان الإمبراطورية الأحرار عبر إصدار المرسوم الأنطوني.
صمدت الهوية الرومانية في أوروبا الغربية عقب انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، فاحتفظت بكونها مصدرًا سياسيًا مهمًا على الرغم من تناقص عدد حامليها. لم تبدأ كلمة «روماني» بالتلاشي في أوروبا الغربية حتى اندلاع حروب الإمبراطور الروماني الشرقي جستينيان الأول الساعية إلى استعادة السيادة الإمبراطورية على المقاطعات الغربية، واختفت بشكل شبه نهائي في القرنين الثامن والتاسع، وتزايد استخدامها من طرف الغربيين لوصف مواطني مدينة روما فقط. استمرت أهمية المدينة روما بالنسبة إلى الأوروبيين الغربيين، لكن تلك الأهمية نبعت من كون روما مركز البابوية الكاثوليكية، وليس جراء كونها عاصمة إمبراطورية عظيمة في السابق. على أي حال، وفي القسم الشرقي من الإمبراطورية، وهو القسم الناطق بالإغريقية بشكل رئيس والذي يطلق عليه المؤرخون المعاصرون غالبًا اسم الإمبراطورية البيزنطية، حافظت الهوية الرومانية على نفسها حتى انهيار الإمبراطورية عام 1453 وما بعد، على الرغم من بعض الانقطاعات في تاريخ وجود الإمبراطورية خلال فترة الفرانكوكراتيا وبروز الوعي القومي الإغريقي الأرثوذكسي المرافق، والمناوئ، للحملات الصليبية التي شنها الغرب اللاتيني، فخاضت الهوية الرومانية في الشرق انتقالًا من كونها هوية عالمية/متعددة الإثنيات إلى هوية سابقة للهوية القومية الإغريقية.
لا تزال الهوية الرومانية قائمة حتى اليوم، لكن بشكل مُصغّر جدًا. لا تزال كلمة «روماني» مستخدمة للدلالة على سكان مدينة روما، ويُستخدم المصطلح روميي أو رومايوي (بشكل نادر) في اللغة اليونانية الحديثة للإشارة إلى سكان تلك المدينة. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال أسماء وهويات بعض الشعوب الرومانسية متصلة بالجذور الرومانية، تحديدًا في جبال الألب (كالرومانشيين والروماند) والبلقان (كالرومانيين «سكان رومانيا» والأرومانيين والإسترو–رومانيين «مشتق من شبه جزيرة إستريا»)