روكوكو
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يمثل الرسم الركوكي، أو الركوكو، تعبير رسم يخص حركة جمالية ازدهرت في أوروبا بين أوائل القرن الثامن عشر وأواخره، وهاجرت إلى أمريكا واستمرت في بعض المناطق حتى منتصف القرن التاسع عشر. ينقسم الرسم في هذه الحركة إلى معسكرين مختلفين اختلافًا صارخًا. أحدهما يشكل توثيقًا بصريًا وديًا مريحًا لطريقة الحياة والنظرة العالمية للنخبة الأوربية في القرن الثامن عشر، والآخر، يطوّع عناصر أصيلة من أسلوب الزخرفة النصبية للكنائس والقصور، ليلعب دور وسيلة لتمجيد الإيمان والقوة المدنية.[1]
مجال التخصص | |
---|---|
الفترة الزمنية |
من ثلاثينات إلى ستينات القرن الثامن عشر |
البداية | |
النهاية | |
البلد |
فرع من |
---|
وُلد الركوكو في باريس في العقد الأول من القرن الثامن عشر تقريبًا، باعتباره رد فعل من الطبقة الأرستقراطية الفرنسية ضد الباروكية المترفة والبلاطية والجادة التي مورست في عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا. اتسم قبل كل شيء باعتناقه مذهب اللذة وشخصيته الأرستقراطية، ما تجلى في الرقة والأناقة والشهوانية والبهاء، وفي تفضيل الموضوعات الخفيفة والعاطفية، حيث لعب الخط المنحني والألوان الفاتحة وعدم التناسق دورًا رئيسًا في تركيبة العمل. من فرنسا، حيث اتخذ ميزته النموذجية وحيث جرى الاعتراف به لاحقًا على أنه إرث قومي، انتشر الركوكو في جميع أرجاء أوروبا، لكنه غير غاياته تغييرًا كبيرًا ولم يحافظ إلا على نموذجه الفرنسي، وأُقيمت مراكز تثقيف مهمة في ألمانيا وإنجلترا والنمسا وإيطاليا، وبعض التمثيل في أماكن أخرى، كشبه الجزيرة الإيبيرية، والبلدان السلافية والشمالية، بل حتى بلغت الأمريكتين.[2][3]
على الرغم من قيمته باعتباره عملًا فنيًا مستقلًا، غالبًا ما كان يُنظر إلى رسم الركوكو على أنه جزء لا يتجزأ من المفهوم الشامل للديكور الداخلي. بدأ يتعرض للانتقاد منذ منتصف القرن الثامن عشر، مع صعود التنوير، والمثل الكلاسيكية والبرجوازية، وظل موجودًا حتى الثورة الفرنسية، وقتما ساءت سمعتها، واتُهمت بأنها سطحية وتافهة وغير أخلاقية وزخرفية بحتة. منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر، اعتُرف به ثانية على أنه شهادة هامة لمرحلة معينة من الحضارة الأوروبية ونمط حياة طبقة اجتماعية معينة، وعلى أنه أحد الأصول القيمة لمزاياها الفنية الفريدة، حيث ًاثيرت أسئلة حول الجماليات والتي من شأنها أن تزدهر لاحقًا وتصبح محورية في الفن الحديث.[4][5]