ديمقراطية جاكسونية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الديمقراطية الجاكسونية فلسفة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر وسعت حق التصويت ليشمل معظم الرجال البيض فوق عمر 21، كما أعادت هيكلة عدد من المؤسسات الفدرالية. دعيت الديمقراطية الجاكسونية بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون ومؤيديه، وأصبحت وجهة النظر السياسية المسيطرة في الولايات المتحدة لجيل من الزمن. كان المصطلح بحد ذاته قيد الاستخدام منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر.[1]
ديمقراطية جاكسونية | |
---|---|
البلد | ![]() ![]() |
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
استمرت هذه الفترة -التي دعاها المؤرخون وعلماء السياسة باسم الحقبة الجاكسونية أو نظام الحزب الثاني- تقريبًا منذ انتخاب جاكسون كرئيس للبلاد عام 1828 حتى أصبحت العبودية هي القضية المسيطرة على الرأي العام عام 1854 وأدت التداعيات السياسية للحرب الأهلية الأمريكية إلى إعادة تشكيل السياسة الأمريكية. ظهرت الديمقراطية الجاكسونية عند انقسام الحزب الجمهوري الديمقراطي الحاكم قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 1824. بدأ مؤيدو جاكسون بتشكيل الحزب الديمقراطي المعاصر. أنشأ خصماه السياسيان جون كوينسي أدامز وهنري كلاي الحزب الجمهوري الوطني، والذي اندمج لاحقًا مع المجموعات السياسية المعادية لجاكسون لتشكيل حزب اليمين. بشكل عام، اتسمت هذه الفترة بالروح الديمقراطية، وبنت على سياسة جاكسون بالمساواة السياسية، وذلك بعد إنهائه ما دعاه بـ ’احتكار’ النخبة الثرية للحكم. حتى قبل بدء الحقبة الجاكسونية، كان حق التصويت قد وُسع ليشمل معظم المواطنين البيض الذكور البالغين، وهي نتيجة احتفل بها معظم الجاكسونيين. شجعت الديمقراطية الجاكسونية أيضًا على تقوية منصب الرئاسة والسلطة التنفيذية على حساب كونغرس الولايات المتحدة، بالتزامن مع السعي إلى توسيع المشاركة الجماهيرية في الحكم. طالب الجاكسونيون بانتخاب القضاة بدلًا من تعيينهم وأعادوا كتابة الكثير من دساتير الولايات لتعكس القيم الجديدة. أما بالنسبة إلى الشؤون الوطنية، فضلوا التوسع الجغرافي مبررين إياه بمفهوم القدر المتجلي. كان هناك إجماع بين كل من الجاكسونيين واليمينيين على تجنب المعارك حول العبودية.
كان توسيع جاكسون لمفهوم الديمقراطية مقتصرًا تقريبًا على الأمريكيين من أصل أوروبي، وتمددت أحقية التصويت للذكور البيض البالغين فقط. لم يكن هناك أي تقدم يذكر -بل كان هناك تراجع أحيانًا- في حقوق الأمريكيين السود والسكان الأصليين خلال فترة الديمقراطية الجاكسونية الطويلة، منذ عام 1829 وحتى 1860. يقول روبرت ريميني كاتب السيرة الذاتية لجاكسون:[2]
«[الديمقراطية الجاكسونية] تمطط مفهوم الديمقراطية قدر الإمكان بشكل يبقى هذا المصطلح قابلًا للتطبيق.. بذلك ألهمت الكثير من الأحداث الديناميكية والدراماتيكية في القرنين التاسع عشر والعشرين من التاريخ الأمريكي. الشعبوية؛ التقدمية والصفقتين الجديدة والعادلة، بالإضافة إلى برنامجي الأفق الجديد والمجتمع الأعظم».