ديانة فيدية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشير الديانة الفيدية أو الديانة الفيدية التاريخية (المعروفة أيضًا بالفيدية أو الهندوسية القديمة) إلى الأفكار والممارسات الدينية بين معظم الشعوب الناطقة بالهندوآرية في الهند القديمة بعد عام 1500 قبل الميلاد.[1][2] وُجدت هذه الأفكار والممارسات في النصوص الفيدية، وكانت من المؤثرات الرئيسية التي شكّلت الهندوسية المعاصرة.[3]
وفقًا لهاينريش فون شتيتنكورن (باحث ألماني)، في المنشورات الغربية من القرن التاسع عشر، كان من المعتقد أن الديانة الفيدية تختلف عن الهندوسية ولا علاقة لها بها. يُعتقد أن الدين الهندوسي مرتبط بالملاحم الهندوسية والبورانا من خلال الطوائف القائمة على التنترا والبهاكتي والبوروهيتا. في القرن العشرين، قاد الفهم الأفضل للديانة الفيدية وتراثها ولاهوتها المشتركَين مع الهندوسية المعاصرة الباحثين إلى اعتبار أن الهندوسية انحدرت من الديانة الفيدية.[4] شددت حركات الإصلاح الهندوسية والنيو-فيدانتا على التراث الفيدي و«الهندوسية القديمة»، واختير هذا المصطلح من قبل بعض الهندوس.[4] أصبحت الديانة الفيدية مقبولة عمومًا بوصفها سلفًا للهندوسية، لكنها ليست كذلك، لأن الأدلة النصية تشير إلى اختلافات كبيرة بين الاثنين، مثل الإيمان بالحياة الآخرة بدلًا من مبادئ تناسخ الأرواح والسامسرا المستحدَثَين في وقت لاحق.[5]
توصف الديانة الفيدية في الفيدا وما يرتبط بها من كتب فيدية هائلة محافَظ عليها في العصر الحديث من قبل مختلف مدارس الكهنة. النصوص الدينية الفيدية هي نصوص ذهنية ومنظمة وفكرية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت النظرية في نصوص الفيدا المختلفة تعكس بالفعل الممارسات الشعبية والأيقونية وغيرها من الجوانب العملية للديانة الفيدية. وتشير الأدلة إلى أن الديانة الفيدية تطورت في «اتجاهين متناقضين ظاهريًا»، كما أفاد كل من جاميسون وويتزل. تطور جزء إلى «نظام شعائري أكثر تفصيلًا وتكلفةً وتخصيصًا»، في حين شكك جزء آخر في كل ذلك وشدد على «التجريد والاستيعاب الداخلي للمبادئ الكامنة وراء الطقوس والتكهنات الكونية» في المرء نفسه. أثرت هذه التقاليد على الديانات الهندية مثل البوذية والجاينية، وخاصة الهندوسية.[6][7] ما تزال الطقوس الفيدية المعقدة لشراوتا تُمارس في كيرلا وأندرا الساحلية.[8]
يعتبر بعض العلماء أن الديانة الفيدية مركبة من ديانات الهندوآرية، وهي «مزيج توفيقي من عناصر آسيا الوسطى القديمة والهندوأوروبية الجديدة»،[9] التي استعارت «معتقدات وممارسات دينية مميزة» من ثقافة الباختر-مارجيانا،[10] وبقايا الثقافة الهارابية في وادي السند.[11]