دوغلاس إنجيلبارت
مخترع من الولايات المتحدة الأمريكية / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
دوغلاس كارل إنجلبارت (بالإنجليزية: Douglas Carl Engelbart) (وُلد في الثلاثين من شهر يناير عام 1925 – توفي في الثاني من شهر يوليو عام 2013) مهندس ومخترع أمريكي، وواحد من رواد الحاسوب والإنترنت الأوائل. يُشتهر إنجلبارت بإنشائه تخصص/ مجال التفاعل الإنساني الحاسوبي، وقد حدث ذلك -بشكل خاص- في مختبر مركز أبحاث التنمية الموجود في معهد ستانفورد للأبحاث، ما أدى إلى اختراع فأرة الحاسوب، وتطوير النصوص التشعبية والحواسيب الشبكية وبوادر واجهات المستخدم الرسومية. عُرضت تلك الاختراعات في معرض «ذا موذر أوف آل ديموز» -ومعناه « أم كلّ العروض التوضيحية»- عام 1968. سُمي قانون إنجلبارت تيمنًا بدوغلاس إنجلبارت، وينص القانون على أن المعدل الذاتي للأداء البشري يتخذ منحى أسّيًا.
في أوائل خمسينيات القرن الماضي، قرر دوغلاس صبّ اهتمامه على جعل العالم مكانًا أفضل بدلًا من البحث عن «وظيفة ثابتة» –كمنصبه في مركز أميس للأبحاث. توصل إنجلبارت إلى هذا القرار بسبب تزايد تشابك وتعقيد القضايا والمشاكل التي يمر بها العالم، ولأن أي جهد لتحسين العالم يتطلب التنسيق بين مجموعات البشر، وأفضل طريقة لحل هذه المشاكل هي تعزيز الذكاء البشري وتطوير طرق لبناء ذكاء جماعي.[21] آمن إنجلبارت بأن الحاسوب، والذي اعتُبر حينها مجرد أداة للأتمتة، سيصبح أداة شديدة الأهمية للعمال في المستقبل من أجل الحصول على المعرفة وحلّ تلك المشاكل. كان إنجلبارت ملتزمًا ومناصرًا نشطًا لتطوير الحواسيب والحواسيب الشبكية واستخدامها لمساعدة العالم بأكمله في التصدي للقضايا والمشاكل المعقدة والملحة بشكل متزايد. غرس إنجلبارت مجموعة من المبادئ التنظيمية في مختبره، وهي ما أطلق عليها مصطلح «تمهيد التشغيل». اعتقد إنجلبارت أن عدم انحياز الأنظمة البشرية وأنظمة الأدوات سيؤدي إلى تسارع معدل التقدم.
طوّر مختبر الأبحاث التعزيزية نظام NLS (أونلاين سيستم) تحت إشراف إنجلبارت، وكانت وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الممول الرئيس للمركز، فأظهر ذاك النظام عددًا من التقنيات، أصبح معظمها يُستخدم على نطاق واسع اليوم، كفأرة الحاسوب وشاشات الصور النقطية والنصوص التشعبية، وعُرضت جميع تلك التقنيات في معرض «ذا موذر أوف آل ديموز» عام 1968. نُقل المختبر من معهد ستانفورد للأبحاث إلى شركة تايمشير في أواخر سبعينيات القرن الماضي، والتي استحوذ عليها مكدونيل دوغلاس عام 1984، وأُعيدت تسمية نظام NLS ليصبح أوغمنت. قُوضت مساعي إنجلبارت، سواءً في شركة تايمشير أو عند عمله لدى مكدونيل دوغلاس، جراء قلة الاكتراث بأفكاره، ونقص التمويل الكافي لتحقيق تلك الأفكار على أرض الواقع، فتقاعد إنجلبارت عام 1986.
في عام 1988، أطلق إنجلبارت وابنته كريستينا معهد بوتستراب -عُرف لاحقًا باسم معهد دوغ إنجلبارت- من أجل الترويج لأفكار إنجلبارت، تحديدًا في جامعة ستانفورد، فأدى إنشاء المعهد إلى حصوله على بعض التمويل من وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية لتحديث الواجهة التفاعلية لأوغمنت. في شهر ديسمبر عام 2000، منح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وسام التكنولوجيا الوطني لإنجلبارت، وهو أعلى جائزة تقنية في الولايات المتحدة الأمريكية. في شهر ديسمبر من عام 2008، كُرّم إنجلبارت من طرف معهد ستانفورد للأبحاث في الذكرى الأربعين لمعرض «موذر أوف آل ديموز».