دعمت
مملكة تاريخية في إريتريا وشمال إثيوبيا وغرب اليمن / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول دعمت?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
دعمت (نحو 650 ق م - 450 ق م[1]): مملكة قديمة في تغراي -شرق إثيوبيا، أسسها الجاليات السبئية المهاجرة خلال القرن الثامن-السابع قبل الميلاد إلى شمال القرن الأفريقي. تدريجياً استعمر هؤلاء المهاجرون منطقة شمال تيغراي. فظهرت الهندسة المعمارية والنقوش الضخمة في تلك المستعمرات، ونشر هؤلاء العرب الجنوبيين أساليبهم المعمارية وفنهم وكتابتهم، وهو تأثير نجده في أشكال الحروف في لغة تلك المناطق حتى اليوم. لم تستمر هذه المرحلة طويلاً، وربما لم تدوم أكثر من قرنين من الزمان. وقد أطلق بعض الباحثين على الفترة فيما بين القرن الثامن والخامس قبل الميلاد - بالحقبة "الإثيو-سبئية".
دعمت | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
| ||||||
عاصمة | يحا | |||||
نظام الحكم | ملكية | |||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
امتد نطاق نفوذ السبئيون من مدينة عدوليس الساحلية على البحر الأحمر عبر المرتفعات الإريترية والإثيوبية حتى مدينة أكسوم - الملكية اللاحقة - في أقصى الغرب، ومنها إلى "عدي أكاوا" بالقرب من "وقرو" في أقصى الجنوب على مسافة ليست ببعيدة عن ميكيلي عاصمة تيغراي الحالية. وكان مركزهم الديني والإداري "يحا"، على بعد 30 كيلاً شمال شرق أكسوم، نظرًا لموقعها الجغرافي عند تقاطع العديد من الطرق البرية بالإضافة إلى ظروفها الطبيعية الملائمة، كانت يحا موقعًا مثاليًا للسبئيون، وبيئة ملائمة عجلت في تطور الكيان السياسي.
امتد الانتقال الثقافي من جنوب الجزيرة العربية إلى القرن الأفريقي إلى ما هو أبعد من الهندسة المعمارية والبناء، ووصل إلى المجالات الاجتماعية والسياسية والدينية. من المؤكد أن قبل إنشاء دولة دعمت وتشييد المنشأت الأثرية في قرية يحا في نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كان هناك نظام سياسي إفرو-سبئي فعال وقوي خلال نهاية القرن الثامن- والسابع قبل الميلاد، مكنت هياكله التنظيمية والإدارية من تنفيذ مثل هذه المشاريع الإنشائية. على أية حال، أدى التفاعل بين المهاجرين والسكان الأصليين في القرن الثامن - السابع قبل الميلاد إلى تغيير عميق في العديد من المجالات، أثاره وغذاه الابتكار الاجتماعي والتكنولوجي من جانب المهاجرين السبئيون، ومن الصعب تحديد ما إذا كانت هذه السيطرة سلمية أو عدوانية.
يمكننا أن نعتقد بشكل معقول أن بضع عقود من وصول المهاجرين السبئيين وأتباعهم من العرب الجنوبيين إلى تيغراي، نشأت دولة دعمت على يد أسرة "سليم" خلال النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد، مع تفضيل نهاية القرن السابع قبل الميلاد.[2] كان على قمة سلطة هذه الدولة، "الملك الصارع" (ملكن / صرعن)، بمعنى مُجالِد الأعداء، وهو لقب كان يحمله جميع الحكام الخمسة المؤكدين حتى الآن من النصوص الأركيولوجية. بالإضافة إلى هذا اللقب، أشار هؤلاء الحاكم إلى أنفسهم باسم مكرب دعمت أو مكرب دعمت وسبأ. ودعمت هنا اسم النظام السياسي الإفرو-سبئي، أما سبأ في اللقب فهي إشارة إلى قبيلة سبأ المهاجرة والمستعمرة لتلك البقعة.[3] والجدير بالذكر أن المبدأ التنظيمي لحكام هذه الدولة، تم توضيحه في صيغة أحد الحاكم المؤسسين "ردام"، والد باني "معبد وعُران"، وجاءت على النحو الآتي: «الملك المصارع، مكرب دعمت، شرقها وغربها، السبئيون والمحليين، وأهلها ذوي البشرة الحمراء والسوداء».[4] وبذلك دعمت هي كيان سياسي محدد جغرافيا واجتماعيا وعرقيا.
بنى السبئيون معبداً كبيراً للآلهة المقه في يحا - عاصمة دعمت، بالإضافة إلى أربعة معابد أخرى. معظم القرابين كانت من البناءين السبئيون. وفي دعمت تم عبادة الآلهات الرئيسية المعروفة في جنوب الجزيرة العربية، ومن بين هؤلاء عثتر الذي تعبده جميع قبائل جنوب الجزيرة العربية، والإله هوبس الذي أسس عبادته على مايبدو المكرب الشهير يثع أمر وتر، وتم بناء معبداً خصيصاً لهوبس بالقرب من أكسوم، وذات حميم وذات بعدان المفسرة لدى بعض الباحثين على أنهما مظهران لإلهة الشمس، والآلهة ود المعبود الشهير في الجوف. وجميع تلك الآلهات تذكر في قرابين حكام دعمت، وإن كان ذلك في أشكال تم تغييرها صوتيًا إلى حد ما مثل "عستر" (عثتر)، وذات" حمين (ذات حميم)، ربما هي أشكال تعكس لغة السكان الأصليين، وإن كان هناك نصوص من دعمت تكتب عثتر وحميم وجميع الآلهات كما هي مكتوبة في جنوب الجزيرة العربية، مثالاً: نقش الملك وعُران (MG 3).[5] ومن بين الآلهات الأخرى التي نادرًا ما يتم ذكرها، الآلهة "نرو" و"شِيحان"، وربما هي معبودات السكان الأصليين. وفي واقع الأمر، هي آلهات ثانوية على الأقل في وثائق العبادة الكتابية المكتشفة حتى الآن.[6][7]
جميع مستوطنات دولة "دعمت"، وبالأخص العاصمة "يحا" كانت في حالة سيئة من التحصينات، حيث أنها تفتقر إلى الأسوار الوقائية تماماَ، كما تفتقر إلى العناصر الطبيعية التي يمكن التحصن بها. وعلى النقيض من ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية التي كانت تقوم بتأمين المدن بأسوار التحصين، فور الاستحواذ عليها من خلال الغزو. مما أدى إلى نهاية النظام السياسي والثقافي الإفرو-سبئي. ومن المؤكد أن في أواسط القرن الخامس قبل الميلاد تقريباً، حدث دمار واسع في "يحا" - أصاب المبنى الإداري الفخم والمباني العامة الأخرى، وعدد من المواقع الأخرى في دعمت. ومن المصادفات أن تقهقر سبأ في جنوب الجزيرة العربية، كان مزامناً لسقوط كيان دعمت. ومن المفارقات أيضاً أن وجود سبأ في تيغراي وأثيوبيا مؤكداً، ولكن لا يوجد أي دليل حتى الآن على وجود اتصال سياسي أو اجتماعي بين سبأ في الجنوب العربي وأبناء عمومتهم المهاجرين أصحاب دولة دعمت، على الرغم من غزارة الوثائق الأركيولوجية في شبه الجزيرة العربية.