حصار جبل طارق الكبير
حملة عسكرية فاشلة قادتها اسبانيا و فرنسا علي جبل طارق الانجليزية / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حصار جبل طارق الكبير هو حملة عسكرية فاشلة قادتها إسبانيا وفرنسا للاستيلاء على جبل طارق الخاضع لسلطة بريطانيا خلال حرب الاستقلال الأمريكية. انتهت حرب الاستقلال الأمريكية بخسارة بريطانيا في معركة يوركتاون في أكتوبر عام 1781، بينما هُزم آل بوربون الفرنسيون في غزوتهم الأخيرة على جبل طارق في سبتمبر عام 1782. توقف الحصار في فبراير عام 1783 تزامنًا مع بدء محادثات السلام مع البريطانيين.[1][2]
حصار جبل طارق الكبير | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حرب الاستقلال الأمريكية | |||||||||
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
في 16 يونيو عام 1779، دخلت إسبانيا الحرب إلى جانب فرنسا، وحاربَتا سوية إلى جانب الولايات الأمريكية المتمردة -كانت القاعدة البريطانية في جبل طارق هدف إسبانيا الرئيس خلال الحرب. حاصر الإسبان في البداية معسكر جبل طارق ضعيف التحصين، والذي كان تحت قيادة البريطاني جورج أوغسطس إليوت، منذ يونيو 1779 وحتى فبراير 1783، بينما كان الجيش الإسباني تحت قيادة الجنرال مارتن ألفاريث دي سوتومايور. فشل الحصار جراء وصول قافلتَي إغاثة -الأولى بقيادة الفريق أول جورج رودني عام 1780 والثانية بقيادة الفريق أول جورج داربي عام 1781، واستطاعت القافلتان الوصول بسلامٍ على الرغم من وجود الأسطول الإسباني في البحر. في ذات العام، خطط الإسبان لشنّ هجومٍ كبير، لكن معسكر جبل طارق أرسل طلعة عسكرية واستدرك الأمر في نوفمبر، ودمّر معظم آليات المدفعية الأمامية.[3][4]
جراء انعدام جدوى الحصار والفشل الإسباني، وصلت تعزيزات فرنسية إلى جانب الإسبان تحت قيادة دو كريون، واستلم الأخير القيادة في أوائل عام 1782. عقب فترة هدوء خلال الحصار، جمعت فيها القوات الإسبانية الفرنسية المحاصِرة مزيدًا من السلاح والسفن والجنود، شنّ الإسبان والفرنسيون «الغارة الكبرى» في 18 سبتمبر عام 1782. شارك في تلك الغارة 60 ألف مقاتل فرنسي وإسباني، بالإضافة إلى 49 سفينة حربية خطية و10 سفنٍ أخرى مصممة خصيصًا لاحتواء المدفعيات العائمة المُبتكرة حديثًا حينها، وكلّ ذلك مقابل 5000 مقاتل مدافعٍ عن المعسكر. جاءت هزيمة الفرنسيين والإسبان كارثية ومهينة، وتكبّد آل بوربون خسائرًا فادحة. كانت المعركة السابقة أكبر معركة خاضتها الأطراف خلال الحرب من ناحية العدد.
برزت آخر دلالات هزيمة الفرنسيين والإسبان عند وصول قافلة الإغاثة البريطانية تحت قيادة الفريق أول ريتشارد هاو، والتي استطاعت التسلل عبر الأسطول المحاصِر، ووصلت إلى المعسكر في أكتوبر عام 1782. رُفع الحصار عن المعسكر في 7 فبراير عام 1783، فكان ذلك انتصار ساحقٍ للبريطانيين. كان الحصار أحد العوامل التي ساعدت في إنهاء حرب الاستقلال الأمريكية، وارتكزت مفاوضات السلام في باريس على أنباء الحصار بالدرجة الأولى، تحديدًا في ذروة الحصار.[5][6][7][8]
كان الحصار السابق أطول حصار تتعرض له القوات المسلحة البريطانية، فاستمر 3 أعوام و7 أشهر و12 يومًا.[9]