حركة اليعاقبة
حركة سياسية في بريطانيا العظمى و إيرلندا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حركة اليعاقبة (Jacobitism) نسبة إلى جيمس (بالعربية: يعقوب) كانت حركة سياسية في بريطانيا العظمى وأيرلندا تهدف إلى إرجاع الملك الكاثوليكي المخلوع جيمس الثاني من أسرة ستيوارت وورثته إلى عرش إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا.[1][2][3] تمردت أتباعه ضد الحكومة البريطانية في عدة مناسبات بين 1688 و1746.
بعد أن تم خلع جيمس الثاني وتنصيب ابنته البروتستانتية ماري الثانية، التي حكمت مع زوجها ويليام الثالث، عاشت أسرة ستيوارت في المنفى، محاولة في بعض الأحيان استعادة العرش. كانت معاقل اليعاقبة في أجزاء من المرتفعات الاسكتلندية والأراضي المنخفضة شمال شرق أسكتلندا، وإيرلندا، وأجزاء من شمال إنجلترا (معظمها في مقاطعات لانكشر ونورثمبرلاند). وجدت دعمًا كبيرًا أيضا في ويلز وجنوب غرب إنجلترا.
كان اليعاقبة يعتقدون أن تدخل البرلمان في خط خلافة العرش الإنكليزي والإسكتلندي غير قانوني. كان يأمل الكاثوليك أيضاً أن تنهي أسرة ستيوارت حالة الاضطهاد التي تعرضوا لها بسبب مذهبهم. في أسكتلندا أصبحت القضية اليعقوبة متشابكة مع الأنفاس الأخيرة لنظام العشائر، والذي انتهى بمعركة كولودين سنة 1745 وانتهت معه القضية اليعقوبية. كانت هذه المعركة آخر معركة على الأراضي الاسكتلندا.
شعار اليعاقبة هو الأربة البيضاء. يوم الوردة البيضاء يحتفل به في 10 يونيو من كل سنة، وهو ذكرى ولادة جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت في 1688.
ابتدعت الثورة مفهوم العقد بين الملك والرعية؛ وفي حال خرق العقد، يُعمد إلى خلع الملك أو الملكة. طرح اليعاقبة فكرة أن الملوك ينصّبهم الربّ، أو ما يُعرف باسم حق الملوك الإلهي، وهكذا فإنه لا يمكن تنحيتهم، وهو ما يُفضي إلى عدم شرعية نظام ما بعد العام 1688. رغم أن هذا هو الاختلاف الأكثر تماسُكًا، فقد كانت حركة اليعاقبة ذاتُها خليطًا مركبًا من الأفكار، والتي لقي بعضها معارضةً حتى مِن آل ستيوارت أنفسهم؛ في أيرلندا، تبنّت حركة اليعاقبة التسامحَ مع الكاثوليكية، وهو ما أيده جيمس، ولكنها أيضًا نادت بالحكم الذاتي لأيرلندا والتراجع عن تسوية الأراضي التي تمّت في القرن السابع عشر، وهذا ما عارضه جيمس. في العام 1745، اتخذت معارضة الأسكتلنديين اليعاقبة لقانوني الاتحاد للعام 1707 والحق الإلهي اتخذت صفة مركزية في الصراعات الداخلية التي أنهت الحركة برمّتها باعتبارها حركة مُجدية.
خارج أيرلندا، بلغت حركة اليعاقبة أوج قوّتها في مرتفعات اسكتلندا الغربية، وبيرثشاير، وأبردينشاير، ومناطق من إنجلترا الشمالية التي تضمّ نسبًا عاليةَ من الكاثوليك، مثل غرب لانكشر، ونورثمبرلاند، ومقاطعة درم.[4] كما وُجد متعاطفون مع الحركة في أجزاء من ويلز، وفي ميدلاند الغربية، وجنوب غرب إنجلترا، في انتشار متداخلٍ نسبيًا مع معاقل أنصار الملكية في حقبة الحرب الأهلية. كانت الحركة ذا طابع دولي. دعمت عدة قوى أوروبية حركة اليعاقبة بوصفها جزءًا من صراعات أشمل، وتبعًا لذلك انخرط العديد من اليعاقبة المنفيين في الجيوش الأجنبية.
إضافةً إلى الحرب الوليمية في أيرلندا بين 1689–1691 وانتفاضة اليعاقبة المشتعلة في اسكتلندا في نفس الوقت، نشبت ثورات مفتوحة في اسكتلندا وإنجلترا في الأعوام 1715، و1719، وبين 1745 و1746؛ ومحاولات غزو مدعومة من فرنسا في عامي 1708 و1744 باءت بالفشل؛ كما العديد من المؤامرات التي لم تنجح. رغم خلق انتفاضة العام 1745 أزمة خطيرة واجهت الدولة البريطانية لفترة وجيزة، ونجم عنها سحب القوات البريطانية من أوروبا القارية، فإن انهيار الانتفاضة وسحب الدعم الفرنسي عام 1748 أنهى حركة اليعاقبة بوصفها حركة سياسية ذات شأن.
المسلسل التلفزيوني دخيلة تقع أحداثه خلال معارك محورية في الانتفاضة اليعقوبية.