حرب نووية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحرب النووية (تُعرف أيضًا بالحرب الذرية أو الحرب النووية الحرارية) هي صراع عسكري أو إستراتيجية سياسية تُستخدم فيها الأسلحة النووية لإلحاق الضرر بالعدو. الأسلحة النووية هي أسلحة الدمار الشامل. على النقيض من الحرب التقليدية، يمكن للحرب النووية أن تنتج دمارًا في وقت أقصر وقد ينتج عنها إشعاع يدوم لمدة طويلة. يكون للتبادل النووي أثارًا طويلة المدى، وهي بشكل رئيسي من التهاطل النووي الذي يُطلق، ومن الممكن أن يؤدي إلى «شتاء نووي» يدوم لعقود أو قرون أو حتى لألف سنة من وقت بداية الهجوم.[1][2] يرفض بعض المحللون فرضية الشتاء النووي، ويحسبون أنه حتى حين كان تخزين الأسلحة النووية في الحرب الباردة في أعلى مستوياته، سيتمكن مليارات من الناس الريفيين من النجاة بكل الأحوال على الرغم أنه سيكون هناك المليارات من الضحايا.[3][4][5][6] ومع ذلك، يقترح آخرون أن الآثار الثانوية للمحرقة النووية مثل المجاعة النووية (مجاعة فرضية تضع بالحسبان التهديد المحتمل الذي يتبع التبادل النووي الإقليمي أو العالمي) والانهيار المجتمعي، سيتسبب في مقتل كل شخص على وجه الأرض تقريبًا من الجوع.[7][8]
استُخدم سلاحين نوويين في سياق الحرب حتى الآن، واستُخدم كليهما من قِبل الولايات المتحدة قرب نهاية الحرب العالمية الثانية. في 6 أغسطس 1945، فُجّر جهاز نووي محمل باليورانيوم من نوع المدفع (اسمه الرمزي «الولد الصغير») فوق مدينة هيروشيما اليابانية. وبعد ذلك بثلاثة أيام، في 9 أغسطس 1945، فُجّر جهاز نووي محمل بالبلوتوينوم من النوع الانشطاري (اسمه الرمزي «الرجل البدين») فوق مدينة ناغازاكي اليابانية. أسفر هذين التفجيرين عن مقتل نحو 120,000 شخص.
طُوّرت الأسلحة النووية أيضًا بعد الحرب العالمية الثانية من قِبل الاتحاد السوفيتي (1949)، والمملكة المتحدة (1952)، وفرنسا (1960)، وجمهورية الصين الشعبية (1964)، الأمر الذي ساهم في حالة الصراع والتوتر الشديد التي أصبحت تُعرف باسم الحرب الباردة. طُوّرت الأسلحة النووية في كل من الهند في عام 1974، وباكستان في عام 1988، اللتان كانتا في عداء علني مفتوح تجاه بعضهما. يُعتقد أيضًا أن إسرائيل (الستينيات من القرن العشرين) وكوريا الشمالية (2006) قد طورتا مخزنًا من الأسلحة النووية، لكن ليس من المعروف عددها. لم تعترف الحكومة الإسرائيلية أو تنفي امتلاكها للأسلحة النووية قط، رغم أنه من المعروف أنها شيدت المفاعل ومنشأة المعالجة اللازمة لإنشاء الأسلحة النووية.[9] صنعت جنوب أفريقيا أيضًا العديد من الأسلحة النووية المكتملة، ولكنها أصبحت في الثمانينيات من القرن العشرين أول دولة تدمر طوعيًا مخازنها النووية المصنوعة محليًا وتتخلى عن الإنتاج في المستقبل (التسعينات في القرن العشرين). فُجّرت الأسلحة النووية في أكثر من 200 مناسبة لأغراض الاختبار والإثبات.[10][11]
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وما نتج عنه من انتهاء الحرب الباردة، انخفض خطر قيام حرب نووية كبرى بين دولتين نوويتين عظيمتين بشكل كبير.[12] ومنذ ذلك الحين، تحولت المخاوف بشأن الأسلحة النووية نحو منع الصراعات النووية المحلية الناتجة عن الانتشار النووي، وخطر الإرهاب النووي.