حرب الحدود الجنوب إفريقية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حرب الحدود الجنوب أفريقية، وتسمى أيضا حرب الاستقلال الناميبية، ويشار إليها في جنوب أفريقيا باسم حرب الغابة الأنغولية، هي صراع غير متناظر طويل الأمد دارت رحاه في ناميبيا (كانت تسمى في ذلك الوقت جنوب غرب أفريقيا)، زامبيا، وأنغولا من 26 أغسطس 1966 حتى 21 مارس 1990. قاتلت في الحرب قوات الدفاع الجنوب أفريقية ضد جيش التحرير الشعبي الناميبي، وهي الجناح العسكري لمنظمة شعب جنوب غرب أفريقيا أو سوابو. أدت حرب الحدود الجنوب أفريقية إلى وقوع بعض أكبر المعارك في القارة الأفريقية منذ الحرب العالمية الثانية وكانت متشابكة إلى حد كبير مع الحرب الأهلية الأنغولية.
حرب الحدود الجنوب أفريقية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الباردة وإنهاء الاستعمار في أفريقيا | |||||||||
مع عقارب الساعة من أعلى اليسار: طائرة من نوع ميكويان-غوريفيتش ميغ-21 تابعة للقوات المسلحة الشعبية لتحرير أنغولا في مهبط طائرات؛ قافلة لقوات الدفاع الجنوب أفريقية تجري دورية في الطرق الناميبية؛ مظاهرات 1981 ضد هجوم قوات الدفاع الجنوب أفريقية في أنغولا؛ مستشار سوفيتي مع أعضاء تابعين للقوات المسلحة الشعبية لتحرير أنغولا؛ قوات اليونيتاغ لحفظ السلام السابقة المكلفة بحفظ استقلال ناميبيا؛ جنود من قوات الدفاع الجنوب أفريقية تستعد لإطلاق قذيفة هاون في منطقة عمليات. | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
القوات المعادية للشيوعية: جنوب أفريقيا جنوب غرب أفريقيا بدعم من: يونيتا (من 1975)[3] البرتغال (حتى 1975)[4][5] |
القوات القومية الأفريقية: سوابو سوانو دعم قتالي: | ||||||||
القادة | |||||||||
جيريت فيليوين ويلي فان نيكيرك لويس بينار بالتازار يوهانس فورستر بيتر ويليم بوتا كورنيليوس نجوبا بيتر كالانغولا جوناس سافيمبي |
سام نوجوما أنديمبا توافو يا توافو ديمو هامامبو جوليوس شامبيني شيلونغو منييكا بيتر مويشيهانغ سولومون هوالا أنتونيو فرانكا إيكو كاريرا | ||||||||
القوة | |||||||||
~71.000 (1988)[3][22]
جنوب أفريقيا: |
~ 94,000 (1988)[23][24][25]
سوابو: | ||||||||
الخسائر | |||||||||
2.038[26]–2.500[27] | 11.335[28] | ||||||||
القتلى المدنيون الناميبيون: 947–1.087[29] | |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
بعد عدة عقود من الطلب غير الناجح من الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية من أجل إعطاء ناميبيا استقلالها، أسس سوابو جيش التحرير الشعبي الناميبي في 1962 مع مساعدة مادية من الاتحاد السوفيتي، جمهورية الصين الشعبية، ودعم معنوي من دول أفريقية مثل تنزانيا، غانا، والجزائر.[30] اندلع القتال بين جيش التحرير الشعبي الناميبي والسلطات الجنوب أفريقية في أغسطس 1966. بين 1975 و 1988، شنت قوات الدفاع الجنوب أفريقية غارات مكثفة على أنغولا وزامبيا لإزالة قواعد العمليات الهجومية لجيش التحرير الناميبي.[31] نشرت أيضا وحدات مدربة خاصة لمكافحة التمرد مثل الكوفوت والكتيبة 32 لتنفيذ استطلاعات خارجية ومراقبة حركات حرب العصابات.[32]
أصبحت تكتيكات جيش الدفاع الجنوب أفريقي أكثر عدائية تزامنًا مع تقدم الصراع. نجم عن توغل قوات الدفاع الجنوب أفريقية عدد من الإصابات في صفوف الأنغوليين، وأدى التوغل في بعض الأحيان إلى ضرر جانبي شديد للمنشآت الاقتصادية التي اعتُبرت شريان الاقتصاد الأنغولي. سعى الاتحاد السوفياتي إلى إيقاف تلك الغارات، وإعاقة التحالف الناشئ بين قوات الدفاع الجنوب أفريقية والاتحاد الوطني للاستقلال الكلي الأنغولي (أو يونيتا)، تحديدًا بعدما أصبحت قوات الدفاع تتسلح بمعدات جيش التحرير الشعبي الأنغولي المستولى عليها. قرر الاتحاد السوفياتي دعم القوات المسلحة الشعبية لتحرير أنغولا عبر إرسال عدد ضخم من المستشارين العسكريين وتقديم معدات دفاعية مزودة بأحدث التقنيات تُقدر قيمتها بـ 4 مليارات دولار خلال ثمانينيات القرن الماضي. بدءًا من عام 1984، أصبحت الكتائب الأنغولية النظامية تحت قيادة السوفيات أكثر ثقة بنفسها وقادرة على مواجهة قوات الدفاع الجنوب أفريقية. عزز جيش التحرير الأنغولي مواقعه بمساعدة آلاف الجنود القادمين من كوبا.[33] انتهت حالة الحرب بين جنوب أفريقيا وأنغولا بعد مدة قصيرة إثر توقيع اتفاقيات لوساكا، لكن الصراع استُكمل في شهر أغسطس من عام 1985 جراء استغلال قوات جيش التحرير الشعبي الأنغولي واليونيتا هدنة وقف إطلاق النار ليعززوا نشاطهم في حرب العصابات، ما أدى إلى مرحلة جديدة من العمليات القتالية خاضتها القوات المسلحة الشعبية لتحرير أنغولا، والتي نجم عنها معركة كويتو كانافالي.[34] انتهت حرب الحدود الجنوب أفريقية افتراضيًا بتوقيع الاتفاقية الثلاثية التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية، ونصت على انسحاب قوات الجيشين الجنوب أفريقي والكوبي من أنغولا وجنوب غرب أفريقيا، على التوالي. أطلق جيش التحرير الشعبي الأنغولي أول حملة من حرب العصابات في شهر أبريل من عام 1989. نالت دولة جنوب غرب أفريقيا استقلالًا رسميًا في الأول والعشرين من شهر مارس عام 1990، وأُصبحت تُدعى جمهورية ناميبيا.[33]
على الرغم من أن حرب الحدود الجنوب أفريقية دارت في عددٍ من الدول المجاورة، لكنها خلّفت أثرًا ثقافيًا وسياسيًا ملحوظًا على المجتمع الجنوب أفريقي. كرّست حكومة الأبارتيد (نظام الفصل العنصري) الكثير من الجهود من أجل إظهار الحرب على هيئة جزء من برنامج لاحتواء وإيقاف التوسع السوفياتي الإقليمي، واستغلت الحرب لتحريض عامة الشعب ضد الشيوعية.[35] لا تزال الحرب موضوعًا متممًا في الأدب الجنوب أفريقي المعاصر عمومًا، وتحديدًا الأعمال المكتوبة باللغة الأفريقانية، ما أدى إلى بروز نمط فريد من الأدب عُرف باسم «أدب الحدود» أو grensliteratuur.[36]