جهود تغيير التوجه الجنسي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
جهود تغيير التوجه الجنسي هي عمليات تهدف إلى تغيير التوجه الجنسي أو الميل الجنسي، وغالباً تهدف إلى تغير ميول المثليين جنسياً ومزدوجي الميول الجنسية إلى مغايرين جنسياً.[1] يسمى أيضاً بعلاج التحويل، ويتضمن طرقا وتقنيات نفسية وسلوكية لتغيير السلوك الجنسي، التي تكون غالباً مخالفة للتعاليم الدينية والاجتماعية،[2] وقد عمل علماء الجنس والنفس والاجتماع عدة أبحاث بشأن تغيير الميول الجنسية للمثليين والمزدوجي الميول الجنسية إلا أن نتائج هذه الأبحاث لم تكن جيدة، حيث أن الخبراء لم ينجحوا في تحويل الميول الجنسية لأغلب من إشتركوا معهم،[2] وأن هذه الجهود تكون أغلبها بدون نتيجة وتترتب عليها أثار نفسية سيئة بالنسبة للمتعالجين وأن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو عدم رغبة ممارسة الجنس بالنسبة للمثليين وهذا لأشخاص إستثنائيين فقط،[3] نتيجة لذلك قامت منظمة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية بإزالة المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية ونتيجة لذلك ظهرت في الغرب عدة حركات تطالب بحقوق المثليين جنسياً ومزدوجي الميول الجنسية ومساواتهم مع بقية الناس،[4] وحالياً بسبب الأذى النفسي جراء عمليات التغيير الجنسي فهناك ولايات أمريكية تمنع محاولات تغيير الميول الجنسية بالنسبة للقاصرين مثل كاليفورنيا وأوريغون.
تشير مجموعة كبيرة من الأدلة البحثية إلى التوافق ما بين كون المرء مثليًا أو ثنائي الميول الجنسية وتمتعه بصحة نفسية وتكيف اجتماعي طبيعيين. نتيجةً لذلك، لا تشجع المنظمات المهنية الرئيسية المعنية بالصحة النفسية أي فرد بمحاولة تغيير ميوله الجنسية. تُعتبر مثل هذه التدخلات مشبوهةً من الناحية الأخلاقية، إذ يمكن أن تترك أثرًا سلبيًا على الصحة النفسية للأفراد. تشير الملاحظات السريرية والتقارير الذاتية إلى تعرض الأفراد الذين حاولوا تغيير ميولهم الجنسية دون جدوى لضائقة نفسية كبيرة. دفع هذا الأمر المنظمات المتخصصة في مجال الصحة النفسية إلى رفض هذه الجهود الرامية إلى تغيير التوجه الجنسي، إذ اعتمدت جميع هذه المنظمات تقريبًا بيانات سياسية هادفة إلى تحذير المهنيين والعامة من العلاجات الرامية إلى تغيير التوجه الجنسي. تشارك الكلية الملكية للأطباء النفسيين قلق كل من الجمعية الأمريكية للطب النفسي والجمعية الأمريكية لعلم النفس، إذ يعتقدون أن المواقف التي تتبناها بعض الهيئات -كالجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج المثلية الجنسية (نارث) في الولايات المتحدة مثلًا- غير مستندة إلى دعائم علمية، ويرون في علاجات المثلية الجنسية المزعومة التي توصي بها هذه الجمعية سببًا في خلق بيئة داعمة للتحيز والتمييز.[5][6]
تُعتبر الجهود الرامية إلى تغيير التوجه الجنسي موضع جدل بسبب التوترات القائمة بين القيم التي تتبناها بعض المنظمات الدينية اليمينية من جهة والقيم التي تؤمن بها منظمات حقوق مجتمع الميم وغيرها من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والحقوق المدنية جنبًا إلى جنب مع المنظمات الدينية والمهنية والعلمية من جهة أخرى. روج بعض الأفراد والجماعات للفكرة المتمثلة باعتبار المثلية الجنسية عرضًا من أعراض عيوب النمو والفشل الروحي والأخلاقي، الأمر الذي يتعارض مع الأبحاث العلمية العالمية المتفق عليها. زعم هؤلاء الأفراد والجماعات أيضًا أن الجهود الرامية إلى تغيير التوجه الجنسي -بما في ذلك العلاج النفسي والتدخلات الدينية- قادرة على تغيير المشاعر والسلوكيات الجنسية المثلية. تبدو هذه الجهود خطيرةً لأنها تنطوي على وجهة النظر القائلة إن التوجه الجنسي لكل من المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسية أشبه بمرض أو اضطراب عقلي، إذ غالبًا ما يصورون الفشل في تغيير الفرد لتوجهه الجنسي على أنه فشل شخصي وأخلاقي. يبدو أن العديد من هؤلاء الأفراد والجماعات متورطون في الإطار الأوسع للحركات السياسية الدينية المحافظة التي تدعم وصم المثلية الجنسية على أسس سياسية أو دينية. [7]