أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق

تفسير القرآن بأقوال التابعين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

Remove ads

تفسير القرآن بأقوال التابعين[1][2][3] أحد أنواع التفسير بالمأثور، ويعد تفسير القرآن بأقوال التابعين رابع الطرق التي يلجأ اليها المفسر، ومعناه الرجوع لأقوالهم وآثارهم عند بيان معاني القرآن، وقد رويت آثار كثيرة وأقوال متنوعة في تفسير القرآن عن التابعين في مسانيد المحدثين وكتب التفسير المتقدمة[1]، ومصادر التفسير عند التابعين هي "القرآن والسنة والصحابة واللغة وأهل الكتاب والفهم والاجتهاد، وهم يعدون مصدراً لمن جاء بعدهم[4]، ولتفسير التابعي أقسام منها، ما يرفعه التابعي، وهذا يشمل أسباب النزول والمغيبات[5]، وما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب وهذا له حكم الإسرائيليات، وما أجمعوا عليه وهذا يكون حجة، وما اختلفوا فيه وفي هذا القسم لا يكون قول أحدهم حجة على الآخر.[6]

Remove ads

تعريفه

التفسير: الكشف والإبانة والإيضاح وإظهار المعنى[7] وهو علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكَمه.[8][9][10]

القرآن: مصدر قرأ يقرأ قراءةً وهو "كلام الله المعجز[11]، المنزل على نبيه محمد المتعبد بتلاوته".[12]

التابعين: جمع تابعي أو تابع[13]، وهو من اجتمع بالصحابي مميزاً مؤمناً بالنبي محمد ومات على ذلك.[13][14][15][16]

التعريف المركب:

تفسير القرآن بأقوال التابعين: هو أحد أنواع التفسير بالمأثور، ومعناه الرجوع لأقوالهم وآثارهم عند بيان معاني القرآن، وقد رويت آثار وأقوال في تفسير القرآن عن التابعين في مسانيد المحدثين وكتب التفسير المتقدمة.[1][4]

Remove ads

مصادر التابعين في التفسير

الملخص
السياق
  1. القرآن.
  2. السنة النبوية.
  3. الصحابة.
  4. اللغة.
  5. أهل الكتاب.
  6. الفهم والاجتهاد، وهم يعدون مصدراً لمن جاء بعدهم[4]

مصادرهم هي مصادر الصحابة، ويمكن أن يكون التابعي مصدرا للتابعي:

أولاً: القرآن

اجتهد التابعون في بيان القرآن بالقرآن، وكان ابن زيد أكثرهم اعتناء بهذا الطريق، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}[5][17]، قال: «القرآن روح الله، وقرأ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ .. }.[18]

وقرأ قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ..}[19]، قال: القرآن.

وقرأ قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز}[20]، قال: بالقرآن.

وقرأ قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}[21]، قال: القرآن، قال: وهو الذكر، وهو الروح».[4][5]

ثانياً: السنة النبوية

للتابعين في اعتماد السنة طريقان:

  • الأول: أن يذكروا السند إلى رسول الله: ويعد بعض الباحثين هذا النوع من تفسير التابعين[22] والصحيح أنه من التفسير النبوي؛ لأن التابعي ذكر ما بلغه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفسر.
  • الثاني: أن يذكر ما بلغه عن النبي دون ذكر السند: وهذا وإن كان مرسلا إلا أنه يدل على اعتماد التابعين التفسير النبوي في تفسيرهم، ومن ذلك ما أخرجه الطبري عن الحسن في تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ}[23]، قال الحسن: قال رسول الله: «إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلا، فخذوا من خيرهم ودعوا الشر»[5]، وقال في قوله تعالى: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون}[24]، بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال ربكم: أعددت لعبادي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».[4][5]

ثالثاً: الصحابة

تتلمذ التابعون على يد الصحابة، واشتهر بعضهم بالأخذ عن بعض الصحابة كـ سعيد بن جبير ومجاهد والضحاك[25] أخذوا التفسير عن ابن عباس، ومن المرويات الدالة على اعتماد التابعين تفسير الصحابة ما رواه الطبري بسنده عن الضحاك في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد}[26]، قال: كان ابن عباس يقول: «إن الله الملك قد سبقت منه كلمة {لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ}[27]، لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها لا يملؤها شيء، حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها وهي لا يملؤها شيء، أتاها الرب فوضع قدمه عليها، ثم قال لها: هل امتلأت يا جهنم؟ فتقول: قط قط، قد امتلأت».

رابعاً: اللغة

لا يزال التابعون في عصر الاحتجاج اللغوي وقد كان لهم في تفاسيرهم اعتماد على اللغة، وهذا ظاهر في تفاسيرهم ومن ذلك قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيد}[28]، قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: الباسقات: الطوال.[4][5]

‌‌خامساً: أهل الكتاب

كان رجوع التابعين إلى أهل الكتاب أكثر من رجوع الصحابة، ولكن يبقى الأمر في أن ما روي عنهم من أخبار إسرائيلية فهو في حكم الإسرائيليات، ولعلهم كانوا يذكرونه من باب العلم والرواية لا من باب التفسير والله أعلم، وتظهر كثرة مروياتهم عن بني إسرائيل من خلال تفاسيرهم، ومن ذلك: ما رواه الطبري عن بعض التابعين في مائدة النصارى، قال أبو عبد الرحمن السلمي: نزلت المائدة خبزا وسمكا، وقال عطية: المائدة سمكة فيها طعم كل الطعام.

سادساً: الفهم والاجتهاد

اعتمد التابعون فهمهم واجتهدوا في تفسير القرآن وإبراز فوائده، وكان بينهم في ذلك اختلاف، نظرا لأن مرجع ذلك هو عقولهم وعلومهم، وهي تختلف باختلاف أشخاصهم، ولذا فقد يكون لهم في فهم الآية أكثر من معنى، وكل معنى مبني على ما سبق من المصادر المذكورة سابقا، كاختلافهم في إنزال المائدة واختلافهم في القرء والبروج والعاديات وغيرها.

ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَه}[29]، قال السدي، وقتادة: يسر خروجه من بطن أمه، وقال مجاهد، والحسن، وابن زيد: يسر سبيل الخير والشر[5]، مثال آخر، قال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، قال: سألت زيد بن أسلم، عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق..} الآية، إلى قوله: {سائق وشهيد}.[4][30]

فقلت له: من يراد بهذا؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: رسول الله! فقال: ما تنكر؟ قال الله عز وجل: {ألم يجدك يتيما فآوى *ووجدك ضآلا فهدى}[31]، قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا؟ فقلت: نعم، قد سألت عنها زيد بن أسلم، فقال: ما قال لك؟ فقلت: بل تخبرني ما تقول، فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأيي، فأخبرني ما قال لك؟ قلت: قال: يراد بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما علم زيد، والله ما سن عالية، ولا لسان فصيح، ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: اقرأ ما بعدها يدلك على ذلك.

قال: ثم سألت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا فأخبرني به؟ قلت: إني قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال لي: ما قالا لك؟ قلت: بل تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي، فأخبرته بالذي قالا لي: قال: أخالفهما جميعا، يريد بها البر والفاجر، قال الله: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيد (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد (21) {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد}[30]، قال: فانكشف الغطاء عن البر والفاجر، فرأى كل ما يصير إليه[5].

Remove ads

‌‌حكم تفسير التابعي

لا يحكم عليه بالعموم من حيث القبول والرد لأن لتفسير التابعي أقسام وهي:

  1. ما يرفعه التابعي: وهذا يشمل أسباب النزول والمغيبات؛ كتفسير مجاهد لقوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[32]، قال: إقعاده على العرش[5] فمثل هذا القول لا يقبل؛ لأنه من قبيل المراسيل، والمراسيل لا تقبل في مثل هذا الانفراد، أما إذا أجمعوا عليها فإنها في حكم ما أجمعوا عليه.[4]
  2. ما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب: وهذا له حكم الإسرائيليات.
  3. ما أجمعوا عليه: وهذا يكون حجة.
  4. ما اختلفوا فيه: وفي هذا القسم لا يكون قول أحدهم حجة على الآخر، ويعمل هنا بالمرجحات التي سترد في قواعد الترجيح.
  5. أن يرد عن أحدهم ولا يعلم له مخالف: وهذا أقل في الرتبة من الوارد عن الصحابي إذا لم يعلم له مخالف، لكنه أعلى من قول من تأخر عنهم.[6]

أسباب الاعتداد بتفسير التابعين

يعتبر تفسير التابعين للقرآن الكريم مصدر مهم من مصادر التفسير وتكمن أهمية تفسيرهم للأتي:[33]

  1. أنهم تلقوا التفسير عن جيل الصحابة مباشرة
  2. أنهم أدركوا عصر الاحتجاج اللغوي
  3. أنهم عرفوا بسلامة الفهم والقصد
  4. قلة البدع والمنكرات في عصرهم

الكتب التي اعتنت بتفسير التابعين للقرآن الكريم

من أهم مصادر تفسير التابعين للقران الكريم هي كتب التفسير بالمأثور ومنها:

  1. تفسير الطبري
  2. تفسير ابن كثير
  3. الدر المنثور في التفسير بالمأثور
  4. موسوعة التفسير المأثور

أمثله على تفسير التابعين للقرآن

  • قال مجاهد بن جبر: (فلنسألن الذين أرسل إليهم) ، الأمم أي ولنسألن الذين أرسلنا إليهم عما ائتمناهم عليه: هل بلغوا؟[34]
  • عن مسروق بن الأجدع أنه سئل عن الآية التي في سورة النساء {فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين} صيام الشهرين عن الرقبة وحدها أو عن الدية والرقبة قال: من لم يجد فهو عن الدية والرقبة[35]
  • قال الضحاك بن مزاحم: (وما تحت الثرى) قال الضحاك: يعني ما وارى الثرى من شيء.[36]

تعارض التفسير النبوي مع تفسير تابعي

إذا تعارض تفسير الحديث لآية مع تفسير صحابي أو تابعي، يرى علماء التفسير أن يُوفق بين التفسيرين، وإن لم يمكن، فالواجب أن نقدم تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم على تفسير غيره مهما كان.[37]

تنبيهات حول تفسير التابعين

  1. لا بد من الاعتناء بصحة السند، وإلا اعتبر القول قولاً مجرداً في التفسير.[38][39]
  2. لا بد من جمع طرق التفسير عن الصحابي أو التابعين، لتمييز الاختلاف في الرواية عنهم والنظر فيها، مثل ما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي بأنه العلم، أو بأنه موضع قدمي الرحمن. قال أبو منصور الأزهري: «والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره»، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها، والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار.[40]
  3. إذا صح عن الصحابي أو التابعي قولان مختلفان في التفسير ولا يمكن الجمع بينهما فهما كالقولين، إلا إذا دل الدليل على أنه رجع عن أحدهما.
  4. جمع مرويات الصحابة والتابعين في تفسير الآية أدل على المقصود، ولذا يلزم الاهتمام بجمع مروياتهم فيها.[6]
  5. ليس كل اختلاف وارد عنهم يعد اختلافا؛ كما في «اختلاف التنوع».
  6. هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم على قول في الآية أم لا؟، في المسألة تفصيل[38][41][42]:
    • إن كان القول المحدث مضادا لقولهم فهو مردود غير مقبول.
    • وإن كان غير مضاد بل تحتمله الآية فإنه يقبل؛ لأنه ليس مسقطا لهم في القول.[4]
Remove ads

انظر أيضا

مراجع

وصلات خارجية

Loading related searches...

Wikiwand - on

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.

Remove ads