Loading AI tools
تفجير في بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف وقع بتاريخ 22 مايو 2015 نفذه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تفجير القديح أو تفجير مسجد الإمام علي هو تفجير انتحاري وقع في 22 مايو 2015 في بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف شرق السعودية أثناء أداء صلاة الجمعة في مسجد للشيعة. تبنَّى تنظيم داعش هذا التفجير الذي نتج عنه مقتل 22 شخصًا وإصابة 102 بجروح.[2][3][4]
| ||||
---|---|---|---|---|
مسجد الإمام علي بعد ساعات من التفجير | ||||
المعلومات | ||||
الموقع | مسجد الإمام علي بن أبي طالب، بلدة القديح في محافظة القطيف ، السعودية | |||
الإحداثيات | 26°34′03″N 49°59′30″E | |||
التاريخ | 22 مايو 2015 | |||
الهدف | هجوم مدني | |||
نوع الهجوم | تفجير انتحاري | |||
الأسلحة | حزام ناسف | |||
الدافع | طائفي ضد المنتمين للمذهب الشيعي[1] | |||
الخسائر | ||||
الوفيات | 22 | |||
الإصابات | 102 | |||
المنفذون | تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) | |||
تعديل مصدري - تعديل |
يُشكِّل الشيعة حوالي 10%-15% من سكَّان الشعب السُعودي، يعيش أغلبهم في محافظة القطيف.[5][6] حسب تقرير لهيومن رايتس ووتش عام 2009، المواطنون السعوديون الشيعة يتعرضون لـ«تمييز مُنظَّم في الدين والتعليم والعدل والتوظيف». ذكر التقرير بأن الشيعة يتعرَّضون لتمييزات كبير ضدهم، من ضمنها في المؤسسات التعليمية، حيث تُكفِّرهم المناهج التعليمية. يمنع القضاة عادة الشهود من الشيعة أثناء المحاكمات بسبب مُعتقداتهم ويحد من توظيف الشيعة في الوزارات الحكومية والمؤسسات العسكريَّة.[7]
على الرغم من أن الحكومة السعودية تتبع المذهب السني، إلا أنها عملت على إعطاء الشيعة كامل حقوقهم ومساواتهم ببقية فئات الشعب السعودي. المحكمة الجعفرية التي تتبع الفقه الجعفري كانت قد أُنشئت في القطيف منذ ما يزيد عن خمسين سنة.[8] في عام 2014 بعد أحداث الدالوة الإرهابية، أغلقت الدولة مكتب قناة وصال الفضائية [9] في يوليو 2014، عيِّن الملك عبد الله بن عبد العزيز الدكتور محمد أبو ساق وزيرًا لشؤون مجلس الشورى كأول وزير من الطائفة الشيعية في تاريخ السعودية.[10]
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يُطلق عليه اختصارًا داعش ويُسمِّي نفسه الآن الدولة الإسلامية هو تنظيم مُسلِّح يسيطر على مساحة كبيرة من أراضي العراق وسورية.
يتبع التنظيم تفسيرات عليلة للقرآن والسنة لخدمة أهدافه ومساعيه، الأمر الذي دفع العديد من الشيوخ أمثال مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ لوصف المنتمين لداعش (يُطلق عليهم الإعلام الـدواعش) بالخوارج.[11][12][13]
من بين هذه التفسيرات، اتهام الشيعة بالشرك واستباحة دمائهم سواء في حالة الحرب والسلم، كما يخالف التنظيم العديد من السلف، ففي 3 يناير 2015، قام التنظيم بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا، الأمر الذي يري كثير من الشيوخ حُرمته، كما يسمح لنفسه بقتل الغيلة (قتل الأناس المسالمين المستأمنين غدرًا، دون حرب)، وهو أمر مُحرَّم في جميع المذاهب الإسلامية.[14][15]
أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، تسلل شخص يدعى أبو عامر النجدي كما سمته داعش لاحقًا[1](بينما ذكرت وزارة الداخلية السعودية أنه اسمه صالح بن عبد الرحمن القشعمي)[16] وهو يحمل حزامًا ناسفًا كان يخفيه تحت ملابسه وفجره، مما أدى لمقتل 22 شخصًا وإصابة 102 بجروح.[4] ذكر بيان وزارة الداخلية السعودية الرسمي التالي:
ذكر الناجون من الحادث أن التفجير حدث أثناء الركعة الثانية، وكان الإنتحاري يقف في الصف ما قبل الأخير.[بحاجة لمصدر]
أبلغ عن عدة هجمات في المملكة العربية السعودية ضد الأقلية الشيعية المسلمة، ومع ذلك فإن هذا الهجوم الانتحاري في مسجد الإمام علي بن أبي طالب هو أحد أكثر الهجمات دموية.[18] وبحسب ما ورد تواجد 150 شخصًا في المسجد لأداء صلاة الجمعة. وأدى الهجوم الانتحاري على المسجد إلى مقتل 23 شخصًا.[19] شوهد هذا النوع من الهجمات الانتحارية مرات عديدة في باكستان والعراق ودول إسلامية أخرى، لكنها المرة الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية التي يقع فيها مثل هذا الهجوم على مسجد أثناء الصلاة.[20][21][22]
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المسؤولية عن الهجوم،[23] إذ صدر بيان عن ولاية نجد التابعة للتنظيم قائلًا أن منفذ الهجوم يُدعى «أبو عامر النجدي»، وصرّح التنظيم أن أسباب هذه العملية هي أسباب طائفية حيث أن المصلِّين في هذا المسجد من «الرافضة» الذين يصفهم التنظيم بالردَّة. تُصنِّف المملكة العربية السعودية تنظيم داعش كمنظمة إرهابية.[1]
في يوم 24 مايو 2015، نشرت وزارة الداخلية السعودية بيانًا أمنيا كشفت فيه عن هوية المهاجم، وهو شاب سعودي يُدعى صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي، ومطلوب للجهات الأمنية لانتمائه لخلية وُصفت أنها إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش في الخارج، تم كشفها في أواخر شهر رجب الماضي وقبض حتى تاريخه على ستة وعشرين من عناصرها وجميعهم سعوديين الجنسية. أثبتت نتائج فحص العينات البيولوجية من بقايا جثة منفذ العملية أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع آر دي إكس شديدة الانفجار. هذه العملية وحادثة مقتل الجندي في الجيش السعودي ماجد الغامدي جنوب الرياض، الذي تم التمثيل بجثته بحرقه، تم تنفيذها من قِبَل نفس الخلية.[24][25] في 26 مايو 2015، قال أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، أنه تم القبض على 95% من مخطِّطي ومُنفِّذي العملية.
استدعى مستشفى القطيف أعضاء طاقمه الذين كانوا يمضون يوم عطلة مما يوحي بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، كما أطلق نداءات للتبرع بالدم، وبسبب ازدحام مستشفى القطيف، فُتحت العديد من المراكز الأخرى للتبرع بالدم كصالة الملك عبد الله للأفراح.[26] ومركز سيهات الصحي 2 والبنك الإقليمي بالدمام ومستشفى الزهراء.[27] زار وزير الصحة خالد الفالح المصابين مرات عديدة، كما زار المستشفى شخصيات أخرى عديدة، كولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف وأمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف.
حُولِّت الحالات الحرجة إلى 5 مستشفيات في محافظة القطيف. كما زار مستشفى القطيف أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، قائلًا إن كل من يجرأ على المساس بأمن المملكة سيُحاسب، مضيفًا: «إن الإنسان مبتلى في نفسه وماله ومكانه، كما أن المسلم يتحلى بالصبر في جميع الأمور التي يحتسبها عند الله تعالى، سائلا الرحمة للشهداء الذين سالت دمائهم في بيت من بيوت الله.».[28]
كانت حصيلة التفجير 22 شخص، كان أصغرهم يبلغ من العمر 6 سنوات، إذ تطايرت أجزاء جسمه جراء التفجير، ولفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى القطيف المركزي بعد نقله لتلقي العلاج.[30] يليه الطفل علي آل غروي ذو العشر سنوات، وهو آخر الذكور في أسرة من تسعة أخوة وأخوات، كان من المقرر أن يستلم شهادة تخرجه من الصف الرابع الابتدائي الأسبوع القادم. ختم القرآن تلاوةً وكان متفوِّقًا دراسيًّا، تقول والدته «حينما سمعت صوت الانفجار أحسست بأن كبدي قد انفجرت لكنني أكملت ما تبقى من صلاتي وأنا أعيذ بالله من ذلك.»، وأضافت «إن كان استشهاده من أجل التمهيد لظهور الإمام، فليأخذ الله كل أبنائي شهداء وليس عليًا فقط».
نعى الدفاع المدني أيضا زميلهم كمال كاظم:[31]
كما وجه ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف بمعاملة رئيس رقباء كمال حسن كاظم العلويات، بموجب ما يعامَل به الشهداء من العسكريين، وأصدر قرارًا بترقيته إلى ملازم.[32] خلَّفت الحادثة 63 يتيمًا.[33]
في نفس اليوم ليلًا خرجت العديد من التجمُّعات في القطيف تنديدًا بالحادثة، هاتفة ورافعة شعارات «لا للإرهاب.».[34] في اليوم الذي يليه، خرج حوالي 10,000 شخص في مسيرات ضد التمييز الطائفي، مطالبين بإنهاء الكراهية ومنهج التكفير ضد الشيعة وإنشاء قرار تجريم الطائفية، ذاكرين مناهج التكفير في المدارس السعودية التي تُعلِّم الأطفال منذ المراحل الابتدائية أن الشيعة ليسوا مسلمين.[35] ذكرت بعض الصُحف الأجنبيَّة أن السلطات السعوديَّة قامت بمنع الوصول للإنترنت خلال يوم التشييع.[36][37][38][39]
في نفس يوم الحادثة، شارك أكثر من مئة شخص بالقيام بترتيب وتنظيف المسجد، وقد صلِّي بالمسجد حتى قبل الانتهاء من هذه العمليات.[40] بعد ثلاثة أيام من الحادثة، تم إصلاح 60% من المسجد، وأقيمت الصلاة بحضور أكثر من 500 مصلٍّ.[41]
في نفس الحادثة، تجمَّع حوالي 300 من سكان القطيف لإنشاء لجان لتنظيم تشييع الشهداء.[42] شارك 4000 متطوع في 14 لجنة لتنظيم التشييع، وهي لجنة نظام السير والحركة، ولجنة المواصلات، ولجنة الأمن والسلامة، واللجنة الطبية، واللجنة المالية، ولجنة شؤون الشهداء، ولجنة التغذية والتموين، ولجنة مراسم التشييع، ولجنة الحفل والخطابة، ولجنة الإعلام، ولجنة العلاقات والاستقبال، ولجنة المراقبة العامة.[43] تم إنشاء 14 نقطة صحية في طريق التشييع، وساهمت العديد من المؤسسات والجمعيات فيها مثل جمعية الهلال الأحمر. حدثت حالة إغماء واحدة أثناء التشييع أُسعفت في إحدى تلك النقاط.[44] تقرَّر انطلاق التشييع في الساعة الثالثة من عصر يوم الإثنين، من سوق السبت الشعبي في القطيف.[45]
شُيِّعت جثامين القتلى الـ21 في 25 مايو 2015، وقدَّرت الجرائد حضور التشييع ما بين عشرات الآلاف إلى نصف مليون شخص.[46][47][48][49][50][51][52][53][54] جرى التشييع مع إجراءات أمنيَّة مُشدَّدة نسبيًّا.كما طُلب من النساء عدم المشاركة في التشييع بسبب المخاوف الأمنية، وأقيمت منطقة خاصة للنساء من أجل تقديم التعازي. كما أقامت الشرطة نقاط تفتيش وقام متطوعون مدنيون يلبسون ثيابًا صفراء وبرتقالية بتفتيش السيارات.[55] قامت الهيئة المُنظَّمة بقطع العديد من المسارات والطُرق لتفادي حوادث التدافع والتزاحم.[48]
أقيمت 4 مخيمات بمساحة 2500 م2 لتقديم العزاء،[56] بالإضافة لصالة الملك عبد الله. قدم ولي العهد الأمير محمد بن نايف العزاء لعوائل الشهداء في صالة الملك عبد الله بالقطيف، بعد أن زار جرحى الانفجار بمستشفى القطيف المركزي قُبيل وصوله.[57]
لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية .
إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم . ونرغب إليكم نقل تعازينا الحارة لأهلنا في القديح من أسر المتوفين ، ـ نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته ـ ، ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل . حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه إنه سميع مجيب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . سلمان بن عبدالعزيز آل سعود |
—برقية الملك سلمان لولي العهد محمد بن نايف[58] |
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.