تسمم بالمعادن
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التسمم بالمعادن هو التأثير السمي الذي تسببه بعض المعادن ضمن بعض الأشكال والجرعات على الكائن الحي. تكون بعض المعادن سامة عندما تشكل مركبات سامة منحلة في الجسم. بعض المعادن لا تلعب دورًا بيولوجيًا، أي إنها ليس معادن أساسية أو تكون سامة بأشكال كيميائية معينة فقط. في حالة الرصاص، قد يملك أي تأثير قابل للقياس مهما كان صغيرًا تأثيرًا سلبيًا على الصحة. كثيرًا ما يُنظر إلى المعادن الثقيلة على أنها الأكثر سمية، لكن المعادن الخفيفة قد تكون سامة أيضًا في بعض الظروف مثل البيريليوم والليثيوم. ليست كل المعادن الثقيلة سامة، إذ يعتبر الحديد معدنًا أساسيًا. قد يكون العلاج بالاستخلاب خيارًا علاجيًا فعالًا للتسمم بالمعادن، وهو تقنية تتضمن إعطاء عوامل خالبة تتفاعل مع المعدن السام وتزيله من الجسم.[1][2]
تقلد المعان الثقيلة أحيانًا تأثير معدن أساسي في الجسم، متداخلة مع العمليات الاستقلابية مما يسبب المرض. تعتبر الكثير من المعادن -خصوصًا المعادن الثقيلة- سامة، لكن بعض المعادن الثقيلة تعتبر أساسية، وبعضها تملك سمية صغيرة مثل البزموت. كثيرًا ما يتضمن تعريف المعادن السامة الرئيسية على الأقل الكادميوم والمنغنيز والرصاص والزئبق والمعادن المشعة. قد تدخل أشباه الفلزات مثل الزرنيخ والبولونيوم في هذا التعريف. تملك المعادن السامة تأثيرات سامة إشعاعية وكيميائية. قد تكون المعادن المؤكسدة الغريبة عن الجسن سامة أيضًا؛ فالكروم (III) هو عنصر زهيد أساسي لكن الكروم (IV) هو عنصر مسرطن.
تعتبر السمية تأثيرًا مرتبطًا بالذوبان، إذ تبدي المركبات غير المنحلة بالإضافة إلى أشكالها المعدنية الصلبة تأثيرات سمية بسيطة ومهملة. تعتمد سمية أي معدن على الروابط الكيميائية. في بعض الحالات، قد تكون الأشكال الفلزية العضوية مثل ميثيل الزئبق ورباعي إيثيل الرصاص شديدة السمية. في حالت أخرى تكون هذه الأشكال من المعدن أقل سمية مثل هوابط الكوبالتوسينيوم.
تختلف عملية إزالة سمية المعادن السامة عنها في السموم العضوية؛ بما أن المعادن السامة هي عناصر وليست مركبات فهي ليست قابلة للتخريب. يمكن أن تُحول المعادن السامة إلى أشكال راسبة أو أن تُجمع بمساعدة العوامل الخالبة أو من خلال المعالجة الحيوية. من جهة أخرى، يمكن أن تُمدد المعادن في مستودع كبير بشكل كاف مثل البحر، ذلك لأن السمية المباشرة تأثير مرتبط بالتركيز وليس الكمية المطلقة للمعدن السام.
يمكن أن تخضع هذه المعادن لعملية التراكم الحيوي في الجسم وفي السلسلة الغذائية، لذلك تعتبر الطبيعة المزمنة صفة ميزة للمعادن السامة. يُلاحظ هذا الموضوع بشكل خاص في المعادن الثقيلة المشعة مثل الراديوم، والذي يقلد الكالسيوم لدرجة أنه يحل محله في عظام الإنسان، كما توجد تأثيرات صحية مشابهة للتسمم بالرصاص والزئبق. نذكر من استثناءات هذه القاعدة معدني الباريوم والألمنيوم، والذين يمكن تصفيتهما بشكل فعال من قبل الكليتين.